الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أغاني المهرجانات من "حبيبي ولا على بالو" إلى "أمك صحبتي"... وأب يعاشر ابنته!

رحاب ضاهر
أغاني المهرجانات من "حبيبي ولا على بالو" إلى "أمك صحبتي"... وأب يعاشر ابنته!
أغاني المهرجانات من "حبيبي ولا على بالو" إلى "أمك صحبتي"... وأب يعاشر ابنته!
A+ A-

تتأثر الفنون عامة بالحياة الاجتماعية والاقتصادية لأيّ مجتمع. وتقلّب الظروف تساهم بتغيّر الذوق العام ليتماشى مع العصر ولغته السائدة، ولعلّ أبرز مثل على تغيّر الذوق الموسيقي العام في مصر هو انتشار حالة أو ظاهرة ما يعرف بأغاني المهرجانات، التي بدأت بالظهور والانتشار منذ أكثر من ست سنوات تقريباً.

وكانت بداية انطلاق هذه الظاهرة في المناطق الشعبية والفقيرة والعشوائيات، وهي نمط غنائي يجمع بين الراب والتكنو، وكانت تتحدث عن الفقر والتهميش والمخدرات، وكانت الأفراح الشعبية مكاناً خصباً لانتشار هذه الموسيقى الصاخبة ولاقت رواجاً من خلالها، لتصبح بعد ذلك في السنوات الثلاث الأخيرة موجة رائجة تخطّت المجتمعات الفقيرة أو الشعبية، ليقبل عليها فئات مختلفة من المصريين رغم أنها موسيقى تخلو من الإبداع، بل يعتمد المغني فيها على برامج إلكترونية يضع صوته.

كثر عدد مغني المهرجانات نظراً لأنّ كلفتها المادية زهيدة ويمكن تسجليها في المنزل، إضافة إلى أن مغني المهرجان لا يحتاج لموهبة صوتية وهذا ما ساهم بانتشارها بكثرة. ورغم بدائية أو تواضع إمكانات هذا النوع من الأغاني، إلا أنّها استطاعت أن تفرض وجودها على الساحة الغنائية في مصر، فيتم إقامة حفلات لمغني المهرجانات في فنادق فخمة، إضافة إلى نسبة المشاهدة المليونية التي تحققها عبر "يوتبوب".

ولا يبدو غريباً رواج هذا الفن أو الموسيقى التي تشبه لغة الشارع البسيط أو المعدم والطبقة الكادحة التي لا تملك أي مقوّمات لبعض الرفاهية فجاءت هذه (الاغاني – المهرجانات) كنوع من التمرد على "الارستقراطية الرومانسية"، وأغاني الأبراج العاجية والفيديو كليبات التي لا تشبه الشارع المصري في أغلبه، ولا تلامس الواقع الاجتماعي. فلم تعد المشاعر المبالغ في رومانسيتها ورهافتها في عصر يغرق في التلوث والفقر والحرمان تلامس المواطن المصري والعربي عامة، ولا يمكن لراكب "الميكروباص" أو "التوك توك" أن ينسجم مع أغاني عمرو دياب أو تامر حسني وغيرهما من فناني مصر، بل بات الجمهور يفضّل الفن الذي يشبه واقعه المرير ويتطابق معه في الفقر والانعدام وتناسب عالم "التوك توك" و"المكيروباص" والعشوائيات، فكانت هذه المهرجانات التي تمثّل الواقع بكل فجاجته وبشاعته ليتماهى معها الجمهور الذي انتقل من مرحلة "حبيبي ولا على باله" إلى حمو بيكا الذي تتميز كلمات أغنياته بالإباحية الفجة ومنها مهرجان "امك صحبتي" والذي قال في أحد مقاطعه: "اصحى يالي أمك صاحبتي... خالتك كمان كانت فردتي... واختك بترقص على مطوتي أحسن من أيها سرسجي"!

واللافت أنّ هذه المهرجانات مكتوب عليها على "يوتيوب" أنها لفوق 18سنة، فهي تتضمن شتائم وكلمات نابية وإيحاءات جنسية صريحة، فيما المثير للاستغراب تضمن مهرجان "انتحار على خط" لحمو بيكا زنا محارم، حيث الأب يعاشر ابنته، ويقدّم وصف للاب كيف تتأجج رغبته بابنته وهي تمارس الرياضة حيث يقول في أحد المقاطع: "أب عنده بنته ومراته وبنته هايجة وولعت نارها ومن مراته كترت طلباته"، وأيضاً: "والبنت ليل نهار قاطعة وأبوها دوغري مشقلطها، بتخش في الظلمة في متعة، حيحانة مش عارفة غلطها، وولعة تسحب ورا ولعة وكلبة أبوها منططها",

اما في مهرجان "البانتي البمبي" لحمو بيكا أيضا فيتضمن وصفاً دقيقاً للملابس الداخلية ولجسد المرأة.

ربما ليس صعباً فهم أسباب تعلّق الجمهور بهذه المهرجانات، إذ يكفي قراءة كثير من التعليقات الساخرة واللاذعة والمنتقدة لقرار نقيب الموسيقيين الفنان هاني شاكر الذي منع فيه مغني المهرجانات من إقامة الحفلات، إضافة إلى التعاطف الكبير معهم والاجماع على انهم ينشرون الفرح و"الفرفشة" سواء في الحفلات أو الأفراح. وتمت السخرية من أغاني هاني شاكر المغرقة في الرومانسية والحب، الأمر الذي يؤكد أنّ هذه المهرجانات هي حالة التمرد على "الرومانسية الكلاس" وأنّ النجوم لم يعد مكانهم في السماء.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم