الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

وجع مقهى "عنب ونعنع" يبقى صامتاً... العمل مستمر

المصدر: "النهار"
عبدالناصر حرب
وجع مقهى "عنب ونعنع" يبقى صامتاً... العمل مستمر
وجع مقهى "عنب ونعنع" يبقى صامتاً... العمل مستمر
A+ A-

دق ناقوس الخطر الاقتصادي مختلف القطاعات، ولم يترك فرصاً لمعظم اللبنانيين من أصحاب الطبقة المتوسطة أو الفقيرة للترفيه والتردد إلى مقاهٍ، طلباً منهم لتأمين الأولويات.

مقهى "عنب ونعنع" يتحدّى الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمرّ بها لبنان، كما يقول صاحبه، من أجل أن يترك متنفساً ولو خجولاً للبنانيين للترفيه عن أنفسهم ونسيان مشكلاتهم لساعات قليلة، حيث حافظ على أسعاره "المتوسطة" رغم الغلاء الكبير في أسعار البضائع.

سامر حنبلي، صاحب المقهى الموجود في منطقة كورنيش المزرعة منذ عام 2014، أدرك حينها أن الناس بحاجة إلى مكان ليتبادلوا فيه الأحاديث، شرط أن تكون النرجيلة طبقاً أساسياً، وهو ما يفكّر به أي شخص يرغب في فتح مقهى أو مطعم، لذلك كانت فكرة افتتاح هذا المكان بأسعار تتناسب مع المنطقة الموجود فيها، والتي تضم مكاتب وشركات ومحالَّ تجارية، فمن الضروري أن تتم مراعاة ظروف الزبائن.

كان المقهى يغصّ بالزبائن، فخلال مباريات كرة القدم لا يمكن أن تجد أي مكان للجلوس، والأمر يتكرر خلال السهرات الفنية التي كانت تقام أكثر من مرتين أسبوعياً، لكن خلال الأشهر الماضية تراجع عدد الزوار بشكل واضح، وهذا يعود إلى الوضع الاقتصادي الصعب تارةً، وصرف العديد من الموظفين من مؤسساتهم أو تخفيض رواتبهم تارةً أخرى، فضلاً عن أن قيمة الاشتراك لمتابعة المباريات الكروية باهظة، إضافة إلى عدم قدرة المواطنين على دفع مبلغ يومي مقابل النرجيلة أو الطعام، فأصبحت زيارة المقهى لبعضهم مرة أسبوعياً أو مرتين كحد أقصى بدلاً من العادة اليومية.

يتذكّر حنبلي جيداً كيف كان يغلق صندوقه أسبوعياً بمبلغ يتراوح بين 5 و7 ملايين ليرة لبنانية، لكن في ظل الأزمة التي يعيشها اليوم وبعد التحولات الكبيرة بات الصندوق يقفل بين مليون ومليونين، وهذا ما أجبره على التخلي عن موظفين والاعتماد فقط على 3 موظفين خلال نحو 16 ساعة عمل يومياً، إلا أنه رفض، على الأقل حتى الآن، زيادة أسعاره، لأنه يعرف تماماً طبيعة الزبائن الذين يترددون إلى مقهاه.

وبين إيجار المقهى الشهري ورواتب الموظفين وشراء البضائع، لم تعد حياة صاحب المقهى كما السابق.

فكان صندوق الفحم يكلّف حنبلي 28000 ليرة لبنانية، ومع التغيير في سعر صرف الدولار وارتفاع الأسعار، أصبح يكلّفه 45000 ليرة لبنانية، أما علبة المعسل فكانت بـ12000 ليرة، وباتت اليوم بـ20000 ليرة، إلا أن المقهى ارتأى أن يبقي سعر النرجيلة 7000 ليرة.

أما على الصعيد الغذائي، فارتفع سعر برطمان نيوتيلا من 8000 ليرة لبنانية إلى 15000 ليرة لبنانية، في الوقت الذي زاد سعر أحد أنواع الجبن من 15000 ليرة لبنانية إلى 24 ليرة لبنانية.

تحوّلت حياة حنبلي كثيراً على الصعيد الاقتصادي نحو التراجع، "لكن هذا الحال لدى الجميع"، فهو الذي يعتني بأولاده، لكن بات مضطراً للاستغناء عن أمور ثانوية في مصاريفه من أجل تلبية احتياجات أسرته، والأهم أقساط المدارس، حيث كان يدفعها على 4 دفعات، بينما هذا العام طلب من المدرسة أن يدفع القسط على 7 دفعات.

من أبرز التغيرات التي حصلت مع حنبلي، هي عدم قدرته على الخروج مع عائلته لقضاء أوقات مميّزة بعيداً من "ضغط العمل والدراسة" إلا مرة كل أسبوعين، في الوقت الذي كان يخرج فيه مرتان أسبوعياً، فالمصاريف أصبحت كبيرة مقارنة بالمداخيل، و"لابدّ أن يؤمن الشخص الأولويات لعائلته، ثم يفكّر بالثانويات، والله يسترنا من الآتي".

[email protected]

Twitter: @abedharb2

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم