الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

حكاية سيارة "أوبل"

سمير عطاالله
Bookmark
حكاية سيارة "أوبل"
حكاية سيارة "أوبل"
A+ A-
"ثّمة أخطار ثلاثة: الطائفية والماعز والسياسة،لأّنها تأكل الأخضر واليابس".واصا باشابعد ظهر الخميس الفائت، كنت على موعد في مقهى الـ"روسا" مع الصديقين الياس خوري وشوقي بزيع. و"روسا"، لمن لا يعرف من قدامى المقاهي، هو الـ"كوستا" سابقاً والـ"هورس شو" بداية. وصلت مبكّراً وغريباً، وفي ارتباك اتّخذت مقعداً على الطرف الشمالي من الرصيف بعد غياب ما يزيد على أربعين عاماً عن مقهى الهوى والشباب، وهي المدّة التي غابها "مهاجر بريسبان" في مسرحية جورج شحادة. وفي لغة اليوم، يُعرف المهاجر أو المغترب بالـ"منتشر"، مثل الذباب وكورونا والهواء الأصفر.جلست أنتظر الصديقين، أو نادلاً، أطلب منه فنجان قهوة. تأخّر المواعدان ولم يأتِ النادل. ولمّا وصلا فهمت منهما أنّنا في "لبنان الجديد"، والـ"هورس شو"، ذكرى في مفكّرة نزيه خاطر. لم يعد يستقبلك الـ"ميتر ميشال" ويناقشك في سياسة الحكومة وملاحظاته على "النهار". الآن تذهب بنفسك إلى البار وتحمل قهوتك وتتأمّل، ليس فقط لبنان الجديد، بل أيضاً "الشرق الأوسط الجديد"، كما حدّثنا عنه الجنرال كولن باول أو المسز كوندوليزا رايس والله أعلم.في الشارع المقابل، على المفرق المؤدّي إلى الجامعة، مشهد مؤثّر ومحيّر معاً. سيّدة تقتعد الرصيف ومعها ثلاث طفلات، ولا واحدة منهنّ بلغت الرابعة. إنه "الشرق الأوسط الجديد": أمّهات وأطفال في الشوارع والمخيّمات، من فقش الموج إلى مرمى الثلج. الكثير منه، هذا الشتاء. وعلى مدى الشرق الأوسط القديم، وصولاً إلى بلاد الأناضول.أمّا وجه الحيرة في حالة هذه السيّدة (أو وضعها)، فكيف تغزل، وكيف تحمل، وكيف تلد، وكيف تصل إلى مقرّ عملها وعيشها في الحمراء. يبدو هذا المشهد اليومي أقلّ ألماً على التلفزيونات، مجرّد...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم