الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

مصممة الأكسسوار مارينا عاصي: "أحتفظ بدولاب الغَزْل، كذكرى من جدتي"

المصدر: النهار
فاديا خزام الصليبي
مصممة الأكسسوار مارينا عاصي: "أحتفظ بدولاب الغَزْل، كذكرى من جدتي"
مصممة الأكسسوار مارينا عاصي: "أحتفظ بدولاب الغَزْل، كذكرى من جدتي"
A+ A-

كغالبية فتيات أوروبا الشرقية، تتمتع مارينا هارليفا عاصي Marina Hareleva Assi برشاقة وطول ووجه يذكرني بالعارضات الروسيات اللواتي أراهنّ على منصّات الأزياء في باريس خلال أسبوع الموضة، ولكن مارينا ليست عارضة بل مصممة أكسسوارات ولدت ونشأت في بيلاروسيا ثمّ تزوّجت من لبناني ورزقت منه بطفل. في لبنان الذي أتت إليه منذ 16 عاماً، وجدت مارينا المكان الذي يحقق لها طموحها وموهبتها الذين نشآ منذ صغرها عندما كانت تجلس مع جدتها في البيت الريفي بجانب دولاب الغزل لتحيّك الصوف. نفّذت مارينا في هذا البلد المضيف أجمل مجموعاتها من حقائب الصوف والقطن والأكسسوارات الملفتة للنظر، ما دفع الكثيرات إلى شراء تلك الإبداعات التي تتصف بالفرادة والذوق الرفيع.

النهار قابلتها فكان هذا اللقاء.

أخبرينا عن طفولتك في بيلاروسيا

وُلدت وترعرعت في عاصمة بيلاروسيا - مينسك. على الرغم من أنني فتاة من المدينة إلا أن روحي كانت تصبو إلى الصمت وأصالة الريف، حيث كنت أقضي كل موسم صيف، في منزل ريفي صغير بجانب جدتي الموهوبة والهادئة. فهي التي علمتني أن أحبك الخيطان، وأن أطبخ، كما علّمتني البستنة وحب الحيوانات والطبيعة، وأن أعمل بجد وأكون صبورة وأستمتع بالحياة وحب الله.

ماذا عن عملك؟

كانت المهارة الأولى التي تعلمتها والتي أثارت اهتمامي وشغفي بقوة، هي خيوط الغزل من صوف الأغنام. في الواقع، هكذا صنعت الصوف الخاص بي. وعلى الرغم من التقدم التكنولوجي، إلا أنني ما زلت أحتفظ بدولاب الغزل كذكرى من جدّتي، وهو ما زال في حالة جيدة جدًا. ومنذ ذلك الحين بدأت أتعلم العديد من الأنواع المختلفة من الفنون التي يمكن أن أجدها في: الكروشيه، الحياكة، الديكور، غرزة الصليب والتطريز، صنع اللباد، الزجاج الملون، نسج القش... إلخ. في وقت لاحق درست الفن الشعبي في الكلية التربوية.

لماذا اخترت فنّ الحبك بالتحديد؟

كما قلت سابقًا، أحب أن أتعلم أنواعًا مختلفة من الفنون وما زلت أتعلم. الإبداع يتطلب تحديث وتطوير مهارات جديدة باستمرار. لكن يمكنني أن أقول إن العمل مع الصوف هو ما أحب فعله أكثر من غيره، لأنني أحب الملمس وأشعر به في يدي وهو يبرز ذكريات طفولتي. إنه نوع من التأمل العميق بالنسبة لي. يمكنني أن أبدأ عملاً من الصوف وأنهيه دون الشعور بالوقت.

أنت من بيلاروسيا، هل ألهمتك ثقافتها؟

لقد كنت محظوظة لأنني ولدت في مينسك، لأنها العاصمة والمركز الثقافي لبيلاروسيا. منذ طفولتي كنت محاطة بالجمال في أي مكان ذهبت إليه. العديد من المتاحف من جميع الأنواع والمعارض الفنية والمسارح والكنائس والكاتدرائيات والغابات والحدائق العامة... كل هذا جزء من منهج دراستنا وكذلك نشأتنا العائلية، لذلك يمكنك استيعابها في سن مبكرة للغاية وهي تصبح جزءًا منك. لقد أتيحت لي الفرصة لرؤية الجمال المتطور للقصور بالإضافة إلى الحياة البسيطة والفنية للقرى الروسية الفقيرة مع أهلها المجتهدين الذين رغم كل الصعوبات كانت لهم وجوه مبتسمة ووجدوا أوقاتًا لجمع الأشياء الفنية المصنوعة يدويًّا، وغناء الأغاني واللعب على الآلات الموسيقية. لقد استلهمت من ذلك الأمر ما جعلني أدرك أن الجمال ليس شرطاً أن يكون معقّداً ورفيع المستوى، بل يمكن أن يكون بسيطًا وإنما يجب أن يتم بشغف وحب.

ما هو مصدر إلهامك؟

سأكون صريحة وأقول إنني لا أحاول أن أتناغم مع ذوق شخص ما عند اختيار التصميم لجزدان معيّن أو بروش أو سلّة... وأستطيع أن أقول إنني لا أجد تصميمًا، فهو الذي يجدني بدلاً من ذلك. أنا ببساطة منقادة من قبل حسّ الإلهام نفسه... يمكن أن أجده مشياً في الجبال أو أثناء السباحة في البحر، أو المشي مع كلبي أو النظر إلى المواد الموجودة في متجر الفن. ولكن في كل مرة يأتي إلهام بشكل غير متوقع.

في بعض الأحيان يتوقف الخيال عن الإبداع، ماذا تفعلين في هذه الحالة؟

عندما يحدث ذلك، لا أجبر نفسي على شيء، لأنني كلما حاولت أكثر - أفقده أكثر. لذا، أتكيّف مع نفسي، أو أتحوّل إلى أنشطة أخرى، أو ربما أقرأ أو أقوم بنزهة طويلة، أنا فقط أجعل ذهني فارغًا لفترة ثم يعود الإلهام من تلقاء نفسه.

إلى أي نوع من النساء تكرسين تصاميمك وكيف تصفين المرأة الشرقية؟

كما ترين على صفحتي في Instagram (marinaassicreations)، فإن مجموعاتي صغيرة جدًا والسبب هو أن هناك قصة طويلة وراء كل إبداع. من الإلهام إلى تعلم مهارات جديدة، الى البحث عن المواد وطلبها، إلى اختبارها وتعديلها حتى أكون راضية عن النتيجة. والسبب في أنني أخبرك بكل هذا هو أنني أريدك أن تعرفي أن المنتوج الذي أبيعه له قصته الخاصة والطويلة للغاية، وهو مليء بالإرهاق والكثير من الحب. وأيضاً هو خاص جداً ومن غير المرجح أن يكون موجوداً في أي مكان آخر. لذا فقد صُنع هذا المنتوج الإبداعي في الغالب للسيدات اللواتي يرغبن في أن يكنّ مختلفات ومتفرّدات بإطلالاتهنّ، ويقدّرن الفن بأشكاله المختلفة، كما يقدّرن الجهد الذي يختبئ خلف كل منتوج لأنّ لكل واحد منهم روحاً. وأعتقد أن تلك هي صفات معظم النساء الشرقيات.

ما نوع المواد التي تستخدمينها في كل مجموعة، وما هي الألوان والمواد المفضلة لديك؟

في عملي، أختبر دائمًا المواد والألوان، لكن يمكنني أن أؤكد لك أنني أستخدم فقط المواد ذات الجودة الأفضل. ففي قسم المجوهرات أو العناصر المطرزة، أستعمل بلورات شواروفسكي، واللؤلؤ، والأحجار شبه الكريمة، والجلود الحقيقية وما إلى ذلك. إذا كانت حقائب، فستكون خيطًا قطنيًا للمنتوجات الصيفية ونوعًا من الصوف أكثر سُمكًا ونعومة لفصل الشتاء. بالنسبة للون، أستخدم مجموعة متنوعة من الألوان الزاهية في فصلي الربيع والصيف، ثمّ أذهب إلى الظلال الترابية في الخريف والشتاء، لكن ذلك يعتمد أحياناً على التصميم. في مجموعتي الأخيرة من حقائب "أوراق الشجر" في فصل الشتاء، على سبيل المثال، اعتمدت لمسة إضافية وهي المقابض الخشبية المصنوعة يدويًا والتي طلبتها مباشرة من روسيا. أعتقد أن هذا الأمر يجعل الشكل وفكرة الحقيبة متكاملين. ليس لديّ تفضيل للون على آخر، لأن كل لون ومواد هما فريدان من نوعهما ومميزان.

لقد لاحظت أن أسلوبك هو بين الكلاسيكية والفلاشي، كيف تصفين التصميمات الخاصة بك، وما هي هويتها؟

هذا صحيح! يمكنك القول إن معظم تصاميمي أنيقة لأنني أعتقد أن هذا الأسلوب الذي هو دائماً "فاشن" ويجعل النساء يبدين أنيقات في أي عمر كان. أستطيع أن أقول إن المرأة أيضًا يجب أن تجرؤ على حمل منتوج حتى ولو كان فاشن، يجب أن تجرؤ على أن تكون هي نفسها، أو أن تجرؤ على أن تجعل أسلوبها يظهر من هي حقًا. ومنتوجاتي سوف تساعدها على فعل ذلك!

كيف تروّجين لمنتوجاتك؟

لم يسبق لي أن أخذت هواياتي كعمل. في الواقع، لقد استمتعت بصنع الأشياء لمنزلي ولي ولأقاربي وأصدقائي. حتى قال لي أحدهم ذات يوم: لماذا لا تفتحين صفحة عبر الإنترنت وتبدأين في بيع سلعك؟ هكذا بدأت صفحتي على Instagram. والآن معظم مبيعاتي هي من خلاله. كما أنضم إلى المعارض في بعض الأحيان.

حين لا تعملين، ماذا تفعلين؟

في وقت فراغي، أتطوع للعمل في منظمة خيرية، كما أنضم إلى مجموعات للمشي لمسافات طويلة وأستمتع بوقتي في الطبيعة، وأقوم باليوغا، والتأمل، والقراءة. أعني أنني أجد دائمًا طرقًا لملء وقتي بشيء مفيد.

أخبرينا عن زواجك من رجل لبناني؟

أريد أن أقول إن زوجي يدعمني ويشجعني كثيراً في ما أقوم به. لأنك، كما تعلمين، لتكوني قادرة على الإبداع، فإنك تحتاجين إلى الكثير من الوقت والمساحة ومجموعة كبيرة من جميع أنواع المواد، وأنا لديّ كل شيء!

كيف وجدت لبنان؟

جئت إلى لبنان قبل 16 عامًا وكانت لدي فرصة للتعرف إليه جيدًا. لقد أصبحت هذه البلاد بيتي الثاني وفتحت لي الفرصة لتحقيق هدفي في الحياة وأن أكون أنا نفسي. أنا أحب لبنان، إنه دولة عظيمة ذات إمكانات وتاريخ وثقافة كبيرة. أعلم أنّه الآن يمر بأوقات عصيبة، لكنني آمل أن يأتي الوقت مرة أخرى ليعود "سويسرا الصغيرة" التي سمعت عنها ذات يوم. وآمل أن تفتح الفرص أمام جيل الشباب والموهوبين ليكونوا فخورين ببلدهم لأن لديهم الكثير ليقدّموه.











الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم