السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

انبعاثات الكربون تهدد تعهد "يويفا" بكأس أوروبا صديقة للبيئة

المصدر: "أ ف ب"
انبعاثات الكربون تهدد تعهد "يويفا" بكأس أوروبا صديقة للبيئة
انبعاثات الكربون تهدد تعهد "يويفا" بكأس أوروبا صديقة للبيئة
A+ A-

ستقام نهائيات #كأس_أوروبا لكرة القدم 2020 على امتداد 12 بلداً مختلفاً في القارة العجوز في سابقة تاريخية، مما سيتسبب بانبعاثات كثيفة نتيجة آلاف الكيلومترات التي سيقطعها المشجعون والأندية خلال شهر كامل.

وكان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) أعلن عام 2012، حين كان لا يزال برئاسة الفرنسي ميشال بلاتيني، منح حق الاستضافة لـ12 دولة احتفالاً بالذكرى الـ60 للبطولة، فيما توعد المنظمون الحاليون بأن تكون البطولة صديقة للبيئة.

الا أنه إذا نظرنا إلى الوقائع، نجد أنه سيكون من الصعب الالتزام بهذا الوعد. فعلى سبيل المثال سيتحتم على الجماهير البولندية السفر أكثر من 6 آلاف كيلومتر في غضون 10 أيام لمتابعة مباريات دور المجموعات، حيث تلعب بولندا، التي أوقعتها القرعة في المجموعة الخامسة إلى جانب إسبانيا، السويد ومنتخب سيتأهل عن الملحق، مبارياتها في دبلن ومن ثم بلباو الإسبانية قبل العودة إلى العاصمة الإيرلندية.

كما وستقام بعض المباريات في باكو عاصمة أذربجيان في أقصى شرق أوروبا، على بعد ما يقارب 5 آلاف كيلومتر من لندن التي تستضيف مبارتي نصف النهائي والمباراة النهائية في ملعب "ويمبلي".

على عكس نسخة 2016 التي أقيمت في فرنسا، والنسخة المقبلة التي تستضيفها ألمانيا عام 2024، حيث المسافات قصيرة كفاية للتنقل بسهولة عبر القطار.

وقالت الفرنسية كاريما ديلي، العضو في أحد الاحزاب الفرنسية المدافعة عن البيئة ورئيسة لجنة النقل والسياحة في الاتحاد الاوروبي، لوكالة "فرانس برس": "هذا هراء كامل من وجهة نظر بيئية. يقولون إن النظام الجديد من شأنه أن يظهر وحدة أوروبا، لكنهم ينسون أن هناك حالة طورائ مناخية".

الا أن "يويفا" يؤكد أنه أخذ "حالة الطوارئ" هذه بعين الاعتبار، مؤكداً أنه "يأخذ الخطوات لضمان أن تكون كأس أوروبا 2020 أكثر البطولات وعياً تجاه البيئة حتى الآن".

بفضل نظام البطولة المعتمد، سيخوض بعض المنتخبات الكبرى كإنكلترا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا وهولندا، "المعروف أن جماهيرها تسافر بعشرات الآلاف في البطولات الدولية الكبرى"، جميع مبارياتها في دور المجموعات على أرضها.

وقال مسؤول في "يويفا" لوكالة "فرانس برس" إن هذا الأمر "سيقلل بنسبة كبيرة من انبعاثات الكربون في البطولة".

إلى ذلك، ملعب "بوشكاش أرينا" في العاصمة المجرية بودابست هو الوحيد الذي تم بناؤه من أجل البطولة، حيث يعتبر "يويفا" أن هذا الأمر وفّر "تكلفة بيئية ضخمة في مجال الطاقة، الخرسانة وغيرها من الموارد"، في حين تم بناء 4 ملاعب في فرنسا قبيل أورو 2016.

هذا ويعتبر أندرو ويلفلي، باحث في مركز تيندال لأبحاث التغير المناخي في جامعة مانشستر، أن البناء هو "المسبب الرئيسي للتلوث" في البطولات الكبرى"، مما يعني أن هناك "فارق كبير" بين الانبعاثات التي سيسببها أورو 2020 وكأس العالم 2022 في قطر على سبيل المثال، حيث يتم بناء الملاعب الثمانية جميعها في الدولة الخليجية من نقطة الصفر أو تخضع لاعادة ترميم.

ويشير ويلفلي إلى أن الانبعاثات الناتجة عن الجماهير المسافرة هي "أصعب ما يمكن تحديده بالكمية. إذ ستستند التقديرات على الكثير من الفرضيات المختلفة التي ستكون بحد ذاتها واقعية الى حد ما".

وأشار الاتحاد الاوروبي لكرة القدم إلى أن الجماهير والفرق ستنتج ما يقارب 425 الف طنا من انبعاثات الكربون طوال فترة البطولة، مقارنة بـ517 الف طنا خلال كأس أوروبا 2016 في فرنسا.

هذا وأفادت تقارير صادرة عن منظمي كأس العالم 2018 التي أقيمت على امتداد 11 مدينة في روسيا بمشاركة 32 منتخباً (بدلا من 24 في اليورو)، أن كمية الانبعاثات بلغت ما يقارب 1,5 مليون طنا.

لتعويض كل ذلك، يتعهد "يويفا" بالاستثمار في "مشاريع لخفض الانبعاثات"، ويزعم زراعة 50 ألف شجرة في كل مدينة مضيفة من أجل "ترك إرث دائم"، إلا ان ذلك لا يقنع الخبراء.

إذ يعتبر ويلفلي أن "زراعة الاشجار أمر جيد، ولكن زراعة الاشجار ومن ثم الرحيل لا يحل المشكلة. في نهاية المطاف، فإن ذلك لن يغير من كمية الانبعاثات الناتجة خلال البطولة".

كما ويسعى الاتحاد الاوروبي لخفض الانبعاثات من خلال الاتاحة للجماهير استخدام وسائل النقل العام مجانا في أيام المباريات وإعادة تدوير المزيد من النفايات.

ورغم كل تلك الخطوات، الا ان الهاجس الاكبر الذي يقف في وجه البيئة هو توسيع البطولات الكبرى، بعد أن بات 24 منتخباً يشارك في كأس أوروبا بدلاً من 16، في حين سيرتفع العدد في المونديال الى 48 بدلاً من 32.

وعلّق ويلفلي: "إذا ما أصبح التغير المناخي أولوية، هناك العديد من السبل لتنظيم هذه البطولات بطريقة مختلفة. لماذا لا يتم اختيار البلد المضيف على أساس مسألة النقل؟ ربما بإمكانهم خفض عدد المباريات".

واعترف رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم السلوفيني ألكسندر تشيفرين في أيلول الماضي أن كرة القدم "لم تفعل الكثير من أجل البيئة".

من غير المرجح أن يُعتمد هذا النظام على امتداد أوروبا في الاعوام المقبلة وقد أشاد "يويفا" بالبنى التحتية الممتازة في ألمانيا مضيفة النسخة المقبلة. فهل يكون أورو 2024 أول بطولة صديقة للبيئة فعلياً؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم