اطنان من النفايات في مجرى مياه نبع السكر

لم تنفع كل النداءات في وقف أعمال رمي النفايات عشوائياً وبكميات كبيرة على مجرى النهر البارد الفاصل بين منطقتي الضنية-المنية وعكار في محيط بحيرات عيون السمك، على الرغم مما تتسبب به من أذى بيئي وصحي ومادي.

أطنان من النفايات تعلق بالشبك الحديدي الواقع فوق نقطة الشلال حيث فوهات انفاق توربينات توليد الطاقة التابعة لمعامل شركة كهرباء البارد، هذه النفايات يزيلها يومياً عمال الشركة في مغامرة محفوفة بالمخاطر، وعوامل السلامة الوحيدة بها هي الحبال التي تربط حول أجسادهم عند منحدر تضاريسه صعبة تتلاعب بها الرياح وقوة تدفق المياه القادمة الى عيون السمك عبر مجرى مياه نبع السكر المصدر الأساسي لكل اشكال التعدي حيث تتم عملية رمي حمولات النفايات من دون حسيب ورقيب.

ويشار الى أن هذه النفايات تسببت خلال اليومين الماضيين بتعطل أحد توربينات توليد الطاقة الكهرمائية في محطة عيون السمك التابعة لشركة كهرباء البارد، بسبب تراكم كميات كبيرة من النفايات عند فوهة احد انفاق ضخ المياه، الامر الذي فرض على عمال الشركة توقيف عمل التوربينات ليومين لحين إنجاز فك وتركيب الأنابيب وتنظيفها، وإصلاح الاعطال. هذا فضلاً عن الخسارة التي لحقت بالشركة جراء توقف التوربين عن العمل.

والسؤال الى متى ستستمر عملية النفايات التي ترمى بشكل اساسي عبر مجرى مياه نبع السكر على الرغم من الضرر الذي تتسبب به على كافة الصعد. فإلى متى سوف تبقى مجاري المياه والأنهر عرضةً لكل أشكال التعدي من سرقة للرمول، وقطع للأشجار ورمي للنفايات على اختلافها، وتشويه البيئة والثروة المائية والسمكية؟

والى متى سوف تبقى البلديات، واتحادات البلديات غافلة عن هذا الامر وتصم أذانها عن صرخات الناشطين، بضرورة اتخاذ كل التدابير لوقف التعدي وحماية حوض نهر البارد.

والسؤال الأهم: متى تتحرك الوزارات المعنية، البيئة، والطاقة، والداخلية وتلبي نداء شركة كهرباء البارد، التي سبق أن وجهت رسائل خطية بهذا المعنى وتطالب برفع الضرر عنها، وتوقف كل أشكال التعدي على أملاكها كي يبقى معمل الانتاج وتوليد الطاقة يعمل بشكل طبيعي.