تعرف إلى قرية المدام الإماراتية التي ابتلعتها الرمال
على بعد أقل من ساعة بالسيارة من مدينة دبي، عبر الحدود مباشرةً إلى الشارقة، يتراءى للناظرين أطلال بيوت حديثة ابتلعتها الرمال. ليست اكتشافات أثرية تعود إلى ماضي بعيد بل تتبع أثرٍ خلف حدث مجهول وقع في الماضي القريب.
تعد قرية المدام الإماراتية معلماً غامضاً لا يوجد معلومات محددة حول سبب تخلي السكان عن بيوتهم فيها، لذلك انتشرت شائعات واسعة النطاق حول أسباب "خارقة للطبيعة". وقد يروي سكان القرى المجاورة أساطير عن جن شرير، يطارد القرية، وتحديداً الجنية "أم الدويس"، وهي روح أنثوية تتمتع بعيني القط، ويداها عبارة عن مناجل.
لم تترك دولة الإمارات هذا المعلم الجفرافي دون اهتمام، ففي عام 2018، أجرت مؤسسة الشارقة للفنون استشارة عامة لتتبع تاريخ القرية. وشاركت المؤسسة نسخاً من المقابلات التي أجرتها في المنطقة المحلية مع شبكة CNN الاميركية، ومن بينها مقابلة مع رجل ادعى أنه تزوج في قرية المدام، مما يشير إلى أن القرية بنيت في منتصف السبعينيات.
وفي العديد من الحالات، يُرد سبب رحيل القرويين إلى العواصف الرملية الشرسة التي جعلت القرية غير قابلة للسكن والتي لم يصلها التيار الكهربائي. ويؤكد أستاذ الهندسة المعمارية بجامعة كولومبيا ياسر الششتاوي، إن قرية المدام مثال نموذجي على البيت الشعبي، فهي مبنية على "نموذج مركب" مع مرفقات حول ساحات مفتوحة، وغرف قياسية.
وعلى الرغم من أنه لا يمكن حل لغز القرية المهجورة أبداً، إلا أن هناك العديد من المستكشفين الحريصين على التحقيق بأنفسهم.وبالرغم خلو القرية من أي فرد يسكنها ليروي حكايتها أصبحت قرية المدام وجهة تستقطب المغامرين الباحثين عن الإثارة والتشويق وبيوتها المفتوحة تروي لحظة هروب سكانها على عجل منها، كذلك الأمتعة الشخصية المتناثرة.
وتبقى المدام قرية تخلّى عنها سكانها لتواجه مصيرها وحيدةً تحت رحمة رمال الصحراء، وتضم صفين من المنازل، بالإضافة إلى مسجد لا يزال يحتفظ بشكله.
[[embed source=instagram id=https://www.instagram.com/p/B8HEHXOh_iX]]