الاتفاق على نظام جديد ينتظر الاتفاق على أي لبنان؟

هل بات النظام في لبنان في حاجة إلى تغيير كونه المسؤول عن إنتاج الأزمات أم أن أهل هذا النظام هم المسؤولون لسوء ممارسته وتطبيقه وتحويل الدولة إلى مزارع مُستباحة أكثر منها مؤسّسات دستوريّة؟هذا السؤال يُطرح كلّما واجه لبنان أزمات حادّة، ويُثير الجواب عنه خلافات وانقسامات، حتّى إذا صار اتفاق على المطالبة بتغيير النظام أو تطويره فلا يتم اتفاق على البديل منه ويكون هو الأفضل ويُلائم تركيبة لبنان السياسيّة والمذهبيّة الدقيقة والحسّاسة، ويكفل دوام الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والمالي ويقيم السلطة التي تحسن تطبيقه.إن الانتفاضة الشعبية تطالب بتغيير النظام وتغيير كل السلطة التي جاء بها. وردّ الرئيس عون على ذلك بالقول: "إن تغيير النظام لا يتمّ في الساحات بل داخل المؤسّسات".يرى باحثون في تاريخ لبنان أن لا ديمومة لوحدة الأرض والشعب والمؤسّسات فيه ما لم تُعالج علّة الطائفيّة معالجة جذرية، فلا يظل الصراع قائماً بين الطوائف على السلطات وعلى الحقوق والواجبات وداخل كل طائفة، ولا تسلّط سلطة فئة على أخرى خصوصاً في ظلّ تحالفات...