الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نامت لتستيقظ فاقدة النظر بعينها لـ6 أشهر... ميرنا: "ابحثوا عن سعادتكم وقولوا وداعاً للمرض"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
نامت لتستيقظ فاقدة النظر بعينها لـ6 أشهر... ميرنا: "ابحثوا عن سعادتكم وقولوا وداعاً للمرض"
نامت لتستيقظ فاقدة النظر بعينها لـ6 أشهر... ميرنا: "ابحثوا عن سعادتكم وقولوا وداعاً للمرض"
A+ A-

"لماذا أنا" من أكثر الأسئلة التي نطرحها على أنفسنا عندما نتلقى صفعة من هذه الحياة، غموضٌ لا نجد له وضوحاً لفهم ما يجري، أحقاً الحياة عادلة للجميع؟! أحياناً نُسلّم أمرنا للقدر قائلين "انها الحياة"، لكن أحياناً كثيرة نرفض القبول بالأشياء تحت ذريعة "الأمر الواقع". هل حقاً نعيش ما كُتب لنا أم أن هناك مغزى لكل ما يواجهه الشخص من تجارب سواء كانت مؤلمة أو سعيدة؟! ليس سهلاً أن تعيش حرباً داخلية مع نفسك، لكن كان على ميرنا أبو ديوان أن تخوض تلك المعركة حتى تتصالح مع مرضها وتتخطّى كل حجر عثرة في طريقها للحياة.

كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما خلدت الى النوم بصحة كاملة لتستيقظ فاقدة النظر في عينها اليسرى، كيف يمكن أن يحدث ذلك بين ليلة ضحاها، من يدري، لكن هذا ما حصل مع ميرنا. لم تكن تشكو من شيء قبل أن تكتشف أن في جسدها مرضاً مناعياً صعباً سيُغيّر حياتها إلى الأبد. تروي ميرنا لـ"النهار" عن تجربتها مع مرض التلصب اللويحي أو ما يُعرف بالـMS قائلةً: "رحلتي مع المرض بدأت في عمر 18، بعد أن خطف الموت صديقتي وجعلني أغرق في حزني الذي أيقظ هذا المرض في جسمي. كانت خسارتي الأولى صادمة، لقد فقدت بسبب الـMS نظري في عيني اليسرى لمدة 6 أشهر، ومن هنا انطلقتُ في مشواري مع هذا المرض الذي أحدث تغييراً كبيراً في حياتي. كان عليّ تلقي العلاج حتى أتمكن من الوقوف على قدميّ ومحاربة هذا المرض المزمن". 

اليوم، في عمر الثلاثين وجدت ميرنا السلام التي عملت عليه جاهدة طوال هذه السنوات. هذا السلام الداخلي لم يأتِ من العدم، لقد بنته حجراً حجراً لتصل الى هذه القناعة والصلابة. عندما تتحدث اليها تلتمس حقيقة مدى قوتها وحبها للحياة، الضحكة لا تفارقها، هكذا هي تُحارب مرضها المزمن بإيجابية، وربما لذلك لم تسمح له أن يخطف حبها للحياة.

تقول "بدأتُ أفهم وأعي جيداً أن حب الذات وتقبّل الشيء هما الركيزتان الأساسيتان لمحارب الـMS للتقدم والبقاء على قيد الحياة مع هذا المرض القاسي والصعب. كان عليّ المواظبة على تناول أدويتي وزيارة طبيبي مرتين في السنة للتأكد من حالتي الصحية، وأي نتيجة مشكوكة تدفعني الى اتخاذ موقف سريع لأن صحتي أولويتي وفي حالتي لا مجال للمغامرة والإهمال. وضعتُ صحتي في سُلم أولوياتي وصحتي وهذا ما يجعلني اليوم أعيش حياة سعيدة".

تعترف ميرنا أنها استغرقت أياماً أو بالأحرى سنوات للوصول الى ما وصلت اليه، لم يكن الأمر سهلاً لاسيما أنها كانت في عزّ شبابها وحماستها للحياة. الأدوية التي كانت تتناولها تسببت في اعراض كثيرة صعبة ومزعجة، كان يصعب عليّ بداية التعامل مع هذه التغييرات الجسدية التي كانت تحدث نتيجة تناولي الأدوية، بالنسبة لي كانت أصعب حتى من الهجمة التي كان يُسببها المرض. التعامل مع مرض التصلب اللويحي يكمن في تقبله، يستحيل أن أغيّر شيئاً في جسدي، إنها الحقيقة، وباعترافك بها ستتمكنين من إدارة مرضك والتعايش معه بشكل أفضل. أنا مريضة MS وهذه قوتي وقاعدتي الرئيسية لأي تغيير طرأ على حياتي نتيجة المرض وأي تحدٍّ سأواجهه في المستقبل".

حياتي اليومية، عاداتي، نظامي الغذائي وحتى نشاطاتي تغيّرت كلها مع حالتي الصحية. كل تفصيل صغير يؤثر على مرضي، لذلك عليّ أن أحرص على غذائي ونومي وراحتي حتى أُحافظ على استقراري الصحي مع التصلب اللويحي".

تؤمن ميرنا أن "ما تعطيه ستحصل عليه بالمقابل. أنا عاشقةٌ للحياة وأحب الناس الذين هم حولي، ولا أطلبٌ شيئاً في المقابل. يصعب على مريض الـMS أن يتصرف على أن لا شيء يؤذيه أو أنه لا يشعر بالألم، لا أحبُ لعب دور الضحية ولن أرضى بأن أكون كذلك أيضاً، أملي الوحيد كانت الإيجابية التي أتمسك بها لعيش حياة جميلة ببساطتها وعزّتها. لو تعاملتُ مع مرضي بطريقة دراماتيكية لن يساعدني ذلك على الشفاء بل سأتعب أكثر، لكن اذا تعاملتُ معه بإيجابية سأكون بنيتُ الأمل. أنا أحب الحياة لدرجة السكارى وعاشقة لكل تفاصيلها، ولن أسمح لجهازي العصبي من اكتساح فرحتي وحبي للحياة، لن يُوقفني شيء للمضي قدماً".

وفي الختام، تتوجه ميرنا، المرأة الصلبة والقوية برسالة الى مرضى التصلب اللويحي "حوّلوا ألمكم الى قوة، أنتم رائعون جداً ولن يقوى المرض على هزيمتكم. أنتم أقوى مما تظنون، استمتعوا بكل لحظة تعيشونها في هذه الحياة، ابحثوا عن سعادتكم وعندما تجدونها قولوا للمرض "وداعاً".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم