الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

"الدايلي ستار" تحتجب ورقياً: إقفال بلا صدى

المصدر: "النهار"
"الدايلي ستار" تحتجب ورقياً: إقفال بلا صدى
"الدايلي ستار" تحتجب ورقياً: إقفال بلا صدى
A+ A-

لم يكن قرار "الدايلي ستار"، الصحيفة اللبنانية الوحيدة الناطقة بالانكليزية، بالاحتجاب ورقياً، قرارا مفاجئاً، في الزمن الصعب الذي قضى على مجموعة من الصحف ووسائل الاعلام منها "السفير" ومن بعدها "الانوار" وكل اصدارات "دار الصياد" العريقة، وجريدة "المستقبل"، وكذلك "الاتحاد اللبناني"، و"البيرق"، ومجلات دورية عدة، واذاعات محلية منها "جرس سكوب"، وآخرها "راديو وان".

القرار لم يلقَ ضجة، والضجة كانت غير متوقعة، خصوصا بعدما اقفلت "السفير" و"الانوار" من دون أدنى ردود فعل، كأن المجتمع اللبناني استسلم للواقع المُر.

هذا الواقع يدفع الى جملة تساؤلات عن مصير الصحافة اولاً، وهي اساس القطاع الاعلامي الذي يعاني الأمرَّين في العالم كله، فكيف تكون حاله في الدول الفقيرة، والآيلة الى انهيار اقتصادي أو مالي؟

والواقع يطرح سؤالا كبيرا عن مدى اهتمام الجمهور بالجريدة والاذاعة والتلفزيون، وقد باتت تسمى وسائل الاعلام التقليدية امام هجمة مواقع التواصل، وليس المواقع الالكترونية الاساسية التي تراعي بعض المعايير المهنية، وعن مدى علاقة الجيل الجديد بهذه الوسائل غير التفاعلية في اساسها، في حين بات قادرا على التفاعل المباشر مع جميع الناشطين عبر هذه الوسائل من رؤساء الدول الى المواطن العادي الذي بات قادرا على ابداء رأيه في كل ما يحيط به. فقد أعلنت صحيفة "الدايلي ستار" امس توقّفها عن الصدور ورقياً بشكل موقت من جراء صعوبات مالية، في وقت يعاني قطاع الصحافة في لبنان تدهوراً منذ سنوات فاقمته اخيراً أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود. ونشرت الصحيفة على موقعها الإلكتروني أنها "تأسف للإعلان عن تعليق موقت لنسختها الورقية نتيجة التحديات المالية التي تواجه الصحافة اللبنانية والتي فاقمها تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد". وأوضحت أن هذا القرار جاء بعد "تراجع في عائدات الاعلانات إلى حدّ توقفها في الربع الأخير من العام 2019، كما في شهر كانون الثاني 2020". وخلال الأشهر الأخيرة، أفاد موظفون في الصحيفة عن عدم تلقّيهم رواتبهم. وقال صحافي غادر الصحيفة نهاية العام الماضي، إن الصحيفة تدين للبعض برواتب ستة أشهر.

في العام 1952، أسس كامل مروة، مالك ورئيس تحرير صحيفة "الحياة" العربية حينذاك، صحيفة "الدايلي ستار"، التي أغلقت أكثر من عشرة أعوام خلال فترة الحرب الأهلية (1975 - 1990)، قبل أن تعود إلى الصدور عام 1996.

وتفاقمت معاناة وسائل الاعلام أخيراً نتيجة انهيار اقتصادي متسارع يشهده لبنان منذ أشهر، وسط شحّ في السيولة ومخاوف من عدم تمكنه قريباً من سداد جزء من الدين العام المتراكم.

وامتنعت وسائل اعلام عدة من صحف وقنوات تلفزيونية عن دفع رواتب موظفيها أو خفّضتها بنسبة كبيرة، كما توقفت إذاعة "راديو1"، الناطقة بالإنكليزية، قبل أيام عن البث بعد 37 عاماً من انطلاقها.

و"الدايلي ستار" هي من المؤسسات الاعلامية، المرتبطة بعائلة الحريري التي تملك جزءا كبيرا من اسهمها، والتي تعلّق عملها لأسباب مادية، بعد توقّف صحيفة "المستقبل" عن الصدور ورقياً مطلع 2019، بعد عشرين عاماً من بدء صدورها.

وفي أيلول الماضي، أعلن الرئيس سعد الحريري تعليق العمل بـ"تلفزيون المستقبل" بعد 26 عاماً من تأسيسه، معللاً قراره بأسباب مادية، فيما استمرت "اذاعة الشرق" من دون امكانات تنافسية.

نقابة المحررين تأسف لتوقف "الدايلي ستار" الورقية

أسفت نقابة المحررين بشدة لـ"القرار المؤلم الذي اتخذته صحيفة "الدايلي ستار" الصادرة بالإنكليزية، بالتوقف عن إصدار نسختها الورقية والاكتفاء بالنسخة الالكترونية".

ولفتت في بيان الى "ان هذا القرار الذي سبقتها اليه صحف ومطبوعات عدة، يعبّر خير تعبير عن أزمة الصحافة اللبنانية المستمرة من دون أن يتحرك المعنيون لوقف هذا التدهور الذي ينعكس سلباً على حياة العاملين في المهنة عموماً، ويفاقم من أزمة البطالة الخانقة التي تضرب العديد من القطاعات خصوصاً".

وأشارت الى "أن النقابة التي يؤلمها قرار "الدايلي ستار"، يهمها بالدرجة الأولى حقوق العاملين في الصحيفة، ولا سيما منهم المحررين، وهي تؤكد إصرارها على هذا الأمر، وتطلب من المؤسسات الصحافية ونقابة الصحافة التحرك الفعال والعاجل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الصحافة الورقية وحفظ حقوق العاملين فيها".

وناشدت الحكومة وتحديداً الرئيس حسان دياب ووزيرة الإعلام منال عبد الصمد، "إيلاء هذا الموضوع الأهمية الذي يستحق، وتحقيق ما استنكفت عن تحقيقه الحكومات السابقة، وخصوصاً أن اقتراحات الحلول سبق أن تقدمت بها النقابة الى المسؤولين، والعلاج ليس مستحيلاً بل يتطلب قرارات جريئة لحماية الصحافة اللبنانية والعاملين فيها".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم