ترامب يُقايض دعم اليهود بدولة فلسطين!

بعد أن توارى عن الأنظار مدة طويلة، خرج جاريد كوشنر، صهر الرئيس الاميركي، من مكتبه في البيت الأبيض ليقدم لترامب مسودة مشروع لحل القضية الفلسطينية - الاسرائيلية.وبما أن كوشنر حرص على عرض تفاصيل مشروعه أمام كبار الحاخاميين، فقد شعر بأن التغطية الإعلامية المطلوبة وجدت طريقها الى الصحف وشبكات التلفزيون. لذلك ظهرت أفلام قديمة تعيدك صور المجازر التي حدثت في معتقل "اوشفيتز" الذي بناه النازيون في بولندا المحتلة. كذلك عرضت المكتبات العامة في الدول الأوروبية نحواً من أربعين مؤلفاً عن ضحايا "اوشفيتز." كما ظهرت أفلام تروي قصص العذاب الذي عاناه الأطفال عبر الفيلم الشهير وعنوانه: "مذكرات الطفلة آن فرانك في هولندا." والملفت حقاً أن تحتل أفلام اللاساميّة والاضطهاد العنصري معظم شاشات التلفزيونات، وبالأخص شاشات القنوات الاميركية حيث يكثر عدد المشاهدين.مجلة "تايم" ساهمت بدورها في الترويج لصفقة القرن من خلال عددها الصادر يوم الاثنين الماضي. وذكرت أن الرئيس ترامب يستضيف بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض مع بعض زعماء اسرائيل بهدف الكشف عن مشروع الصفقة الأخيرة. وقد تناوب على تقديم المشروع أيضاً مع رئيس وزراء اسرائيل الذي شبّه ترامب بهاري ترومن الثاني، كونه ثبت حدود آمنة لاسرائيل. وامتدح نتنياهو عدة مرات الرئيس ترومن الذي دشن حملة الاعتراف بإسرائيل، واصفاً خطواته بأنها ريادة سياسية من النوع الشجاع.ويجمع المحللون السياسيون في الولايات المتحدة على القول إن ترومن كسب من اليهود أضعاف ما قدمه لهم. وظلت سمعته تتعاظم لولا الرواية التي سمعها الكاتب الاميركي الشهير غور فيدال من جون ف. كينيدي. وهي رواية مستغربة حدثت لترومن عندما ترشح لمعركة الرئاسة سنة ١٩٤٨، وكيف أحضر له صهيوني اميركي يدعى باروخ مبلغ مليوني دولار قدمها له وهو يتنقل في أحد قطارات حملته الانتخابية. ولما انكشفت فضيحة الرشوة، وزع الناخبون الاميركيون الخبر على الملأ بغرض إظهار الفساد المستشري داخل الأوساط السياسية.على هامش ما كتبه كوشنر من أن "صفقة القرن" قد تحرك...