الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

ردود الأفعال حول "صفقة القرن"... "القدس ليست للبيع"

المصدر: "أ ف ب"
ردود الأفعال حول "صفقة القرن"... "القدس ليست للبيع"
ردود الأفعال حول "صفقة القرن"... "القدس ليست للبيع"
A+ A-

عرض الرئيس الأميركي دونالد #ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط التي تنصّ على إقامة دولة فلسطينية بشروط صارمة، وضمّ إسرائيل لمستوطنات #الضفّة_الغربية وغور #الأردن ودفن حق العودة للاجئين الفلسطينيين.

وعلى الرّغم من أنّ غالبية المحلّلين يعتبرون أنّ الخطة التي عرضها ترامب محكومة بالفشل لأنّها تصبّ بقوّة في مصلحة الدولة العبرية وتفرض شروطاً تعجيزية على ولادة دولة فلسطينية، إلا أنّهم يرون بالمقابل أنّ خيارات الفلسطينيين لا تنفكّ تتضاءل.

وقال ستيفن كوك، الخبير في مركز أبحاث "مجلس العلاقات الخارجية": "إنّ "الفلسطينيين رفضوا الخطة رفضاً قاطعاً وكذلك فعل المستوطنون الإسرائيليون الذين يعارضون أيّ شكل من أشكال السيادة الفلسطينية"، معتبراً أنّ "هذا لا يدعم قضية السلام بأيّ حال من الأحوال".

بدورها قالت ميشيل دون، الخبيرة في "مركز كارنيغي للسلام الدولي" إنّ "لا شيء يدلّ على أنّ هذه الخطة يمكن أن تؤدّي إلى مفاوضات".

وإذا كانت الأنظار تركّزت على فحوى "رؤية السلام" هذه الواقعة في 80 صفحة والتي أحاطتها إدارة ترامب خلال فترة إعدادها على مدى السنوات الثلاث الماضية بأكبر قدر من الكتمان، فإنّ أكثر ما لفت انتباه عدد من المراقبين هو الطريقة التي اعتمدت لتقديم هذه الخطة للرأي العام: الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتناوبان على المنبر لكشف الخطوط العريضة للخطة السلمية، كما لو أنّهما يعلنان أبوّتهما المشتركة لها، في غياب أي ممثّل عن الفلسطينيين.

وفي الآتي أبرز نقاط هذه الخطة:

سيكون للفلسطينيين الحقّ بإقامة دولة، إنما بشروط صارمة، إذ سيتوجب عليهم الاعتراف بإسرائيل كـ"دولة يهودية" و"الرفض الصريح للإرهاب بكل اشكاله" وتعزيز مؤسساتهم.

وإذا وافق الفلسطينيون على التفاوض ووصلوا في نهاية المطاف إلى تلك الدولة التي وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على مبدئها، فإنّها ستكون "منزوعة السلاح".

وستكون إسرائيل مسؤولة عن الأمن وعن مراقبة المجال الجوي في المنطقة الواقعة غرب غور الأردن، في حين ستكون حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة "منزوعة السلاح".

الولايات المتحدة جاهزة للاعتراف من دون أي تأخير بضمّ إسرائيل لمستوطناتها في الضفة الغربية المحتلة، وبالتالي فإن مساحات تقارب نسبتها 30 بالمئة من أراضي الضفة الغربية ستصبح رسمياً ضمن الدولة العبرية.

وتعلن واشنطن استعدادها للاعتراف بسيادة إسرائيل على غور الأردن، المنطقة الاستراتيجية الواقعة عند الحدود مع المملكة الهاشمية.

وبالتالي فإن الدولة التي يتطّلع الفلسطينيون لقيامها لن تلبّي طموحاتهم، علماً بأنّهم يطالبون بإقامة دولتهم على كامل الأراضي المحتلّة منذ 1967.

لكنّ ترامب أكّد، بناء على خارطة للحدود المقترحة للدولتين الإسرائيلية والفلسطينية، أنّ مساحة الأراضي الفلسطينية ستتضاعف مقارنة بما هي عليه حالياً من خلال عملية تبادل للأراضي بينهم وبين الدولة العبرية.

في المقابل تتعهد إسرائيل تجميد بناء المستوطنات لمدّة أربعة أعوام، وهي فترة يمكن أن تدفع الفلسطينيين إلى إعادة النظر بقرارهم الرافض لهذه الخطة.

وأكّد ترامب الذي ناقض في اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل سياسة خارجية أميركية استمرّت عقوداً، أنّ القدس "ستبقى عاصمة غير مقسّمة لإسرائيل".

وفي ما بدا للوهلة الأولى وكأنه تناقض مع تعهّده السابق أكّد ترامب أنّ عاصمة الدولة الفلسطينية المستقبلية يمكن أن تكون في "القدس الشرقية".

وفي ما يتعلق بالأماكن المقدّسة، دعا الرئيس الأميركي إلى الحفاظ على الوضع القائم وإبقاء الحرم القدسي (جبل الهيكل لدى اليهود) حيث يقع المسجد الأقصى تحت إشراف الأردن.


وتقترح الولايات المتحدة إقامة دولة فلسطينية متّصلة الأراضي، وهو ما يمكن أن يشكّل معضلة نظراً إلى كثرة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلّة.

وأراضي الضفة والقطاع غير متّصلة، وتفصل بينهما إسرائيل.

وتقترح الخطة الأميركية ربط الضفة بالقطاع بواسطة نفق وإقامة "شبكات مواصلات عصرية وفاعلة لتسهيل تنقل" الأشخاص والبضائع، لا سيّما عن طريق سكة حديد وقطار فائق السرعة لربط غزة بالضفة الغربية.

ويريد ترامب دفن حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة إلى أراض إسرائيلية إذا كانوا ينتمون لعائلات فرّت من تلك الأراضي خصوصاً خلال حرب العام 1967.

وشكّل حق العودة عقدة حقيقية في المفاوضات السابقة لتسوية النزاع سلمياً، وسط رفض إسرائيلي مطلق لهذه النقطة.

ويؤكد البيت الأبيض أن "اللاجئين الفلسطينيين سيكون لديهم الخيار بين العيش في دولة فلسطينية مستقبلية، أو الاندماج في الدول التي يعيشون فيها حالياً أو الاستقرار في دولة أخرى".

وتتعهّد الولايات المتحدة التي أوقفت مساهماتها في وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بقرار من ترامب، "العمل مع المجتمع الدولي" من أجل تقديم مساعدات "سخية" لعملية التوطين.

ونوّه ترامب ونتنياهو بحضور سفراء سلطنة عمان والإمارات والبحرين مؤتمرهما الصحافي المشترك للإعلان عن خطة السلام، وقد شكرا السفراء العرب الحاضرين بحفاوة.

وأشاد ترامب بـ"عملهم الخارق من أجل المساعدة" في إنجاز الاقتراح الأميركي للسلام.

ولطالما عوّل مؤيدو نهج البيت الأبيض على العلاقات التي نسجتها الإدارة الأميركية مع ملوك وأمراء دول الخليج وغيرهم من قادة الدول العربية للضغط على الفلسطينيين من أجل القبول بالخطة والاستفادة من الاستثمارات المواكبة لها والبالغة قيمتها 50 مليار دولار على عشر سنوات.

لكن الأردن سارع لإبداء تحفّظات على الخطة، أما مصر فطالبت بدراستها بتأن، فيما أعلنت السعودية أنها تقدر جهود ترامب وتشجّع على البدء في مفاوضات مباشرة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة.

العاهل السعودي يؤكد موقف بلاده "الثابت" من حقوق الشعب الفلسطيني

أكّد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز خلال اتّصال هاتفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس موقف بلاده "الثابت" من القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، وذلك في أعقاب إعلان ترامب خطته للسلام في الشرق الأوسط.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) فجر الأربعاء أنّ العاهل السعودي أكّد "موقف المملكة الثابت من القضية الفلسطينية، وحقوق الشعب الفلسطيني منذ عهد الملك عبدالعزيز حتى اليوم، ووقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعمها لخياراته وما يحقّق آماله وتطلعاته".

وبعد أكثر من سنتين من العمل بتكتُّم وتأجيل إعلان الخطّة مرارًا، كشف ترامب الثلثاء خطّةً للسلام في الشرق الأوسط تقترح "حلاً واقعياً بدولتَين"، قائلا إنّ "الفلسطينيّين يستحقّون حياةً أفضل بكثير".

قطر ترحب بخطة السلام

كما رحبت #قطر بخطة السلام في الشرق الأوسط، معتبرة في الوقت نفسه أنّ السلام لن يكون مستداماً إلا بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.

وذكرت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أنّ "دولة قطر ترحب بجميع الجهود الرامية إلى تحقيق السلام العادل والمستدام في الأراضي الفلسطينية المحتلة، (كما أنها تعرب) عن تقديرها لمساعي الإدارة الأميركية الحالية لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي".


وشددت قطر ذات العلاقة الوثيقة مع الولايات المتحدة والداعمة للفلسطينيين، بخاصة حركة حماس في قطاع غزة، على موقفها من النزاع.

وأشارت الوكالة إلى أنّ الدوحة تكرر دعمها للمؤسسات الفلسطينية، موضحة أنّه "لا يمكن للسلام أن يكون مستداما ما لم تتم صيانة حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولة مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 بما في ذلك القدس الشرقية وفي العودة إلى أراضيه".

عباس: القدس ليست للبيع

بدوره قال الرئيس الفلسطيني محمود #عباس في أول تعقيب له على الخطة  إنها "لن تمر وستذهب الى مزبلة التاريخ كما ذهبت مشاريع التآمر في هذه المنطقة".

وقال عباس عقب اجتماع القيادة الفلسطينية الثلثاء "إن مخططات تصفية القضية الفلسطينية إلى فشل وزوال ولن تسقط حقا ولن تنشئ التزاماً... سنعيد هذه الصفعة صفعات في المستقبل".

واكد عباس "أن القدس ليست للبيع، وكل حقوقنا ليست للبيع والمساومة، وصفقة المؤامرة لن تمر، وسيذهب بها شعبنا إلى مزابل التاريخ كما ذهبت كل مشاريع التصفية والتآمر على قضيتنا العادلة".

وقال عباس إنه "يكفي أن الخطة اعتبرت القدس عاصمة لاسرائيل، أما الباقي فهو جديد ومهم، لكن أول القصيدة كُفر".

اردوغان: "غير مقبولة على الإطلاق"

أما الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، فاعتبر أنّ خطة ترامب للسلام في الشرق الاوسط والتي قدم فيها بشكل خاص القدس على انها "العاصمة التي لا تقسم لاسرائيل"، "غير مقبولة على الإطلاق".

وقال اردوغان كما نقلت عنه وكالة انباء الاناضول ان "القدس مقدسة لكل المسلمين. الخطة الهادفة لتقديم القدس لاسرائيل غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفا "أنها خطة تهدف الى تشريع الإحتلال الإسرائيلي".

وحازت الخطة التي أعلنها الرئيس الأميركي الثلثاء والتي تنص بشكل خاص على ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية المحتلة، على تأييد العديد من الإسرائيليين في مقابل رفض فلسطيني.

واعتبر اردوغان أنّ "الخطة تهدف إلى أن تفرض على الفلسطينيين أمرا واقعا جديداً".

وأضاف: "حتى لو كانت بعض الدول العربية تدير ظهرها (للفلسطينيين)، فإننا سنستمر في اللجوء إلى المؤسسات الدولية للدفاع عن حق الفلسطينيين وعن القدس".

وينتقد الرئيس التركي بشكل متكرر السياسة الإسرائيلية، ولكن ايضا سياسة الرئيس الأميركي تجاه الأراضي الفلسطينية.

وكانت أنقرة استنكرت بشدة نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس في 2018.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم