السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

"دي مرات أبويا"

سمير عطاالله
Bookmark
"دي مرات أبويا"
"دي مرات أبويا"
A+ A-
مرّت سبعون عاماً على غياب جورج أورويل، البريطاني الذي وضع للعالم "1984" و"مزرعة الحيوان"، ورسم صورة "الأخ الأكبر" الذي كان في الماضي مخبراً صغيراً وأصبح مثل شاشة أورويل، يحيط بالبشر في كلّ مكان يذهبون إليه.لجأ أورويل إلى الرمز، مثل كليلة ودمنة، وأقاصيص دو لافونتين الشعرية. لكنه لم يكتفِ بالإيماء إلى مكامن الطبيعة البشرية وضعفها ونزوات الظلم والشر والحقارة فيها، بل صوّر أمراض ونزعات القرن العشرين وانحرافه نحو التوحّش المدعوم بالتقدّم الآلي. وكلّما تطوّرت الآلة، سمّي هذا العالم "عالم أورويل". وأصبحت الأورويلية صفة معبّرة عن عالم القسوة والفظاظة واللارحمة، فاقد المشاعر. وكان أورويل آنذاك يعيش في عالم تسوده الفاشيّة والنازية وينزلق أيضاً نحو المفهوم الستاليني للحكم، وإلغاء الفرد وإبادة السعادة. لكن لم يتخيّل أورويل العالم الذي وصلنا إليه، على رغم امتلاء مخيّلته بالرّعب من جفاف الروح. وظلّت "1984" و"مزرعة الحيوان" رمزيّات إيحائية، لم تبلغ إطلاقاً ما بلغه "أبطاله" من الجلّادين الذين عرفتهم البشرية. حتى عندما ذهب بنفسه إلى القتال الأهلية الإسبانية للمشاركة في الحرب ضدّ الفاشية وفرانكو، لم يشهد مدى الفظاعات التي سوف يعرفها العالم لاحقاً، وهو يدخل حضارة هيروشيما وسيبيريا وداعش وفيتنام وبول بوت. ما من نظام أو أيديولوجيا أعفى نفسه من الجريمة الجماعية.كان لنا، في الحرب الأهلية، نصيبنا من ظواهر الشرّ العام والهمجية العمياء. لذلك ترتعد الناس من بروز...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم