السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

تمرّدتُ وانتصرتُ... خيوط حياتي بيدي

هبة - سورية مقيمة في تركيا
Bookmark
تمرّدتُ وانتصرتُ... خيوط حياتي بيدي
تمرّدتُ وانتصرتُ... خيوط حياتي بيدي
A+ A-
ها إنّني أتممتُ التاسعة والعشرين من عمري، لم أكن أعرف أي معنى للتفاؤل بعد تجاربي المريرة، ولكن لا يوجد ما لا يستطيع المرء تحقيقه إن تحلّى بالصبر.بدأت قصّتي كأي شابة في سنّ النضج، تذهب الى الجامعة حاملة بين دفاترها وأقلامها أحلاماً وطموحات لمستقبلٍ يحفظ كبرياءها، ونجاحات تنتظرها. كانت حياتي كألوان قوس قزح، أرسم فيها كل يوم آمالي.كابوس زواجي إنّها تقاليد مجتمعنا التي حطّت رحالها في بيت جدّتي بدمشق، لترسل بين حقائبها "عريس الغفلة" لفتاة لا تتجاوز التاسعة عشرة من العمر: "والله شب ما بيتعيب، طول وجمال، وليكو دارس يعني متل ما بدو ابوكِ، بيشتغل بالسعودية يعني دلال عالآخر"، لسان حال أهلي، ولسان حالي: "بس أنا ما بدي اتزوّج، بدي كمل دراستي". الجواب جاهز: "شرطنا الأساسي أن تُكملي جامعتك، فلا تخافي".في تلك اللحظات، تراوح الأحلام ما بين خوفٍ من المستقبل وثقة منحتني إياها عائلتي، فأكّدت أنّني قادرة على تحقيق أحلامي حتى بعد الزواج."طلي بالأبيض طلي يا زهرة نيسان"... حلم كل فتاةٍ تحقّق، لكنّه لم يكن حلمي. هنا بدأت مأساتي.بعد وصولي إلى منزل العريس في السعودية، وبعد أيامٍ من عرسي، بدأت المشاكل. تعرّضتُ لكل أنواع التعنيف اللفظيّ والجسديّ. انقلب زوجي (عبدالله) إلى شخص آخر، ليس ذاك الذي تقدّم لي. ظهر ذلك الرجل ببخله وجشعه وأنانيته. في كل مناسبة، كانت الإهانة حاضرة. أصبحت حياتي كحياة شجرة زرعت وحيدة في تلة، وتركت لتقاوم برد الشتاء بأوراقها الصفراء.ما العمل؟ هل أقول لعائلتي؟ في كل مرّة كان الجواب لا، وما أكثر أسبابي. أولاً: لا أريد رسم دمعة جديدة على خدّ أمي، إلى جانب دمعتها على غربتي. ثانياً: لن أعطي أخوتي فرصة ليثبتوا كلامهم عندما كنا صغاراً: "سيرسلك العريس في اليوم الثاني مع صحون الفرح". لا أريد أن يقولوا لي إنّ ما توقّعوه قد حصل. تمرّدي على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم