الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

جورج ودمّي ودموعي وابتسامتي التي لن تنطفئ

جويل خوري - لبنان
Bookmark
جورج ودمّي ودموعي وابتسامتي التي لن تنطفئ
جورج ودمّي ودموعي وابتسامتي التي لن تنطفئ
A+ A-
كنتُ في العشرين من العمر. بعدما أنهيتُ دراستي الجامعية، وبسبب قلّة توافر فرص العمل في لبنان، توجّهتُ الى دبي وعملت مضيفة طيران في إحدى الشركات الكبرى.أحببتُ دبي. حاولت التأقلم مع حياتي الجديدة. لكن كم كانت الوحدة قاتلة، وكم صعُب التأقلم معها. ومع ذلك لم أستسلم. حاولت التكيُّف. وبقيت على هذه الحال سنتين، إلى أن التقيتُ بجورج.معه، صار للحياة معنى آخر. أصبحت روحي سعيدة تحبُّ الأيام. كان جورج مميزاً. أحاطني بحبّه وعاطفته وعنايته. زاد تعلقي به واقتنعت بأنّ حياتي لن تكتمل من دونه. زُرنا بيروت سوياً، وتعارف الأهل وحدّدنا موعد الزواج. عملتُ من دون كلل، وغُصت في التفاصيل ليكون يوم أحلامي رائعاً. لم نكن نعلم أنّ هذا اليوم الذي انتظرناه بفارغ الصبر سيتحوّل بداية معركة مع الحياة.فرحتي بفستان الزفاف الذي كنتُ "أتبختر" به أمام المصوّر، لم تكتمل. ففيما أنا ألتقط بعض الصور في يومي الملكي، رنّ الهاتف وتلقينا خبر غرق ابن عمي. ابن الثماني سنوات، توفي على الفور. كان هذا الاتصال نقطة التحّول في حياتي بأكملها. منذ تلك اللحظة، انقلب فرح حياتي إلى مأساة!اضطررنا إكمال مراسم الزفاف وسط غياب تام لبشائر الفرح. خرجتُ من منزل أبي كأنّني متّهمة بجريمة. وتُهمتي؟ أحاول أن أكون سعيدة! يوم زفافي كان أشبه بتمثيلية سخيفة. رأيتُ الدموع والحزن في الوجوه. كانوا جميعاً حائرين، لا يعرفون إذا كان عليهم الفرح من أجلي أو الحزن على ذلك الطفل الملاك.اليوم الأول من شهر العسل قضيناه في مراسم دفن ابن عمي. تساءلتُ دائماً هل كان يُمكن الصبي أن يعيش لو لم تكن والدته عند مصفف الشعر تستعدُّ لحضور زفافي؟ هل أنا السبب في موته؟ أمضينا أياماً في بيروت وعدنا الى دبي.جاهدتُ لنسيان هذا اليوم الذي كان يوم أحلامي. لم أحبّ التحدُّث عنه أبداً. حتى انّني لم أشاهد شريط الفيديو الخاص بحفل زواجنا. أما جورج، حبيبي، فكان أكثر مني تفاؤلاً. اعتبر أنّ لا علاقة لنا بما حصل. أرغمني على التفاؤل، فاعتدنا في كلّ صباح على إضاءة شمعة أمام صورة الطفل الراحل والصلاة لراحة نفسه. سارت حياتي الزوجية بهدوء، وعادت تنبض بالفرح. امتننا أنا وجورج لأبسط الأشياء، واكتفينا بوجودنا مع بعضنا البعض. الغربة عمّقت حبنا. كنا نشكر الله على...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم