عمرنا الثقيل تدور فيه الأيام كأنّها في جنازة
الخفيف، ليس له طريق...
الخفيف بذاته، ومع أدنى لهاث يختفي.
في مكانٍ ما، تُعتبر الفوضى، سيّدةً، والقانونُ مستعطياً عصا الدروب.
به دَوارٌ ولا يميّزُ بين العظم واللحم
بين التلاشي والموت...
في القانون نهرٌ يشدّه إلى نهر،
وفي بحر النوم يصبّ، ولا موجة ولو فاجرة، لها أن تهاجم هذا النوم.
ذلك الخشب في تلك المدينة، وذلك العجوز، مقعدان مناسبان، وكلاهما للمسؤول.
الأول لينتظر ضميره العائد في فائض الخلسة، والثاني ليضغط على رأسه، هواءً فوق الهواء!
أحجار على رأس السلطة، والسلطة فقط في الشارع.
حجرٌ واحد على رأسها، ضربةٌ حادّة، وقاسية على رأس الوطن.
على كتف الجائع، على كتف المتألم، على كتف المجتمع المطعون،
طائرُ، بين خوافيه كلس ورماد..!
دمارنا ناطق...
فسادنا ناطق...
جوعنا ناطق...
فشلنا ناطق...
إلا هؤلاء الذين أعطيناهم لساننا، وشجاعتنا، ونموّ زيتوننا، ووفرة قمحنا، ولكنهم، في لسان جدارٍ حُفرت عليه شتيمة، وفي شجاعةِ نهارٍ حوّلته الشمس إلى ليلٍ عنوةً، إلى نموٍّ في الفضاء فوق أوراق يابسة وجذور عفنة، إلى إهراءات لها مهارب جهة البحر.
أصواتٌ كثيرة، ولكن ليست في وطن بل في غابة.
نحن حقّاً في غابة، غابةِ وعدٍ، في الشيء، بالشيء هباء!
تعالوا نلتقِ بحوريّة الشتاء علّها تنقذنا من مصير الضغط، لأننا بتنا جماعةً تحت كرسيّ يهوي على عمرنا الثقيل،
والأيام تحمله وتدور فيه كأنّها في جنازة.