الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

عميلة وخائنة...

أنطوانيت سعاده
عميلة وخائنة...
عميلة وخائنة...
A+ A-

لست بمحلّلة سياسيّة،

أنا مواطنة لبنانيّة،

بدأت أفقد قدراتي النقديّة،

لست أتكلم عن قدراتي الماديّة!

لا، فتلك فقدتها منذ زمن بعيد ولم تعد في حساباتي الذهنيّة،

إني أتكلم عن قدرتي في نقد ما يجري حولي بطريقة موضوعيّة،

لأنه بات كل من ينقد أداء السياسيين يُتهم بالعمالة والخيانة.


ألا يخطئ الإنسان؟ أوليس بمعصوم عن الخطأ غير الله والقدرة الإلهية؟

إن اعتبار حكامنا الذين أوصلوا لبنان إلى الوضع المزري آلهةً، أو نعتهم بالكمال، هو هلوسة جماعيّة.

أتعرف ما هي العمالة الحقيقية؟

هي السكوت عن الفساد والهدر،

هي المساهمة في انهيار وضياع مستقبل جيلٍ بكامله،

هي باختصار كل ما تمثله طبقتنا الحاكمة من أفعال وأقوال.

كما هي الدفاع عن السياسيين بطريقة غير منطقيّة.

حبنا للبنان يجب أن يبقى الأولويّة.

ليس مطلوباً اليوم من أي أحد أن يغير انتماءاته السياسيّة، بل المطلوب التفكير بطريقة انفتاحيّة،

فانتقادك للسياسي أو المحور الذي ينتمي إليه لا يمكن وضعه بالإطار الشخصي،

كذلك إقرارك بخطأه لا يجعل منك إنساناً خائناً أو ناكراً لمعروف قد حصلت عليه سابقاً، بل يجعلك إنساناً حرّاً يعبّر عن رأيه في ديمقراطية كفلها له الدستور اللبناني.

كل سياسي، إن كنت تحبه على الصعيد الشخصي أو لا، يؤدي المهام التي أنت أوكلته بها، وكأي موظف، من الممكن أن يقدم عاى أخطاء وظيفية.

هنا يأتي دورك الأساسي؛ حذارِ من أن تصبح محامي الدفاع في القضية إذا كان الأمر يتعلق بزعيمك، أو الجلاد الأعمى إذا كان الموضوع يتعلق بأخصام زعيمك في السياسية.


كن قاضياً عادلاً يولي مصلحة لبنان أكبر أهمية.



حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم