الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

هكذا يفسر علم النفس تصرف الوالد مع ابنته تحت خراطيم المياه!

المصدر: "النهار"
نور مخدر
نور مخدر
هكذا يفسر علم النفس تصرف الوالد مع ابنته تحت خراطيم المياه!
هكذا يفسر علم النفس تصرف الوالد مع ابنته تحت خراطيم المياه!
A+ A-

في الأسابيع الأخيرة من التحركات الاحتجاجية، اختلفت أدوات المواجهة بين القوى الأمنية والمحتجين، فانتقلت من الرصاص المطاطي إلى خراطيم المياه، كوسيلة لتفريق المتظاهرين ومنعهم من الاقتراب إلى السياج الحديدي. هذه المرة، وللمفارقة، استهدفت هذه الخراطيم، فاطمة ابنة السبع سنوات، التي سرعان ما حاول والدها حسين الخطيب حمايتها، فوقفا معاً يتلاقان هذه المياه بشكل مباشر، حتى اقتراب شاب وانقاذهما منها، وفق الفيديوهات والصور التي سرعان ما انتشرت بين الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.

ومع هذا الفيديو، كالعادة، انقسم الرأي العام بين مؤيد ومعارض، الأوّل، يلقي اللوم على القوى الأمنية التي بفعلتها، تعمدت انتهاك القوانين والمواثيق الدولية بحق الطفولة. أما الطرف الثاني، فيوجه إصبع الاتهام على أبٍ غير مسؤول، اصطحب ابنته إلى مكان غير آمن، ما عرض حياتها للخطر. وما بين الطرفين، أب عاطل عن العمل منذ أشهر، مسؤول عن أربعة أبناء، يتعرض لضغوطاتٍ نفسيةٍ كبيرة في هذا الوضع الاقتصادي المتأزم. فكيف يشرح علم النفس خطوة الأب وتعريض حياة ابنته للخطر؟ خاصةً أنّ اتحاد حماية الأحداث في لبنان، علّقت على هذه الحادثة، برفض استخدام الأطفال كدرع بشري لمقاومة مكافحة الشغب. ومن جهة أخرى، إبعاد القوى الأمنية المياه عن الطفلة وليس استمرارها بالرش. 

برأي الاختصاصية في علم النفس العيادي، رانيا البوبو، أنّه لا يمكن الحكم من خلال الصورة التي تداولها الناشطون، أنّ الأب عديم المسؤولية، لأنّه كان يتصرف بعاطفته على حساب المنطق والعقل. بالإضافة إلى ذلك، ينذر سلوك الأب بإفلاسه المادي والمعنوي وفقدان الايمان بالسلطة، بمعنى آخر أنّه ليس لديه أي شيء لخسارته. ويدلّ أيضاً هذا السلوك أنّ الأب يحاول تقديم  أغلى ما يملك في هذه الانتفاضة، وهو طفلته، لكي يواجه السلطة، معتبراً في عقله الباطني أنّ السلطة ستعير الاهتمام لهذا الطفل ولن يصيبه أي مكروه، فصدم بردة الفعل. 

وفيما يتعلق بتصرف القوى الأمنية، أشارت البوبو إلى أنّها غير مدانة، لأنّه في حالات المواجهة لا يوجد أي اعتبارات منطقية، بمعنى آخر، السلطة تواجه مجموعات وليس أفراد، إذ أنّ الشخص الذي يرش المياه طلب منه تنفيذ الأمر وليس الانتباه لمن يتواجد في الساحة، فهو يرش بالمطلق على المتظاهرين بغض النظر عن هويتهم وأعمارهم ومطالبهم. 

إذاً، لا يمكن إدانة الأب لأنّه يحاول ايصال رسالة معينة، ألا وهي: حق طفلي العيش بكرامة في هذا البلد دون ظلم أو إجحاف بحقه. 



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم