أرشيف "النهار" - تأثير الحرب على البيئة في لبنان

نستعيد في #أرشيف_النهار مقالاً كتبه مالك غندور بتاريخ 27 حزيران 1995، حمل عنوان "تأثير الحرب على البيئة في لبنان".ان الظروف المأسوية التي عانى منها لبنان خلال سنوات الحرب والاضرار الهائلة التي لحقت ببنيته الاساسية ضاعفت كل التحديات وبدلت الاولويات فأصبح من الضروري التأكيد على ان عدم اعارة اهتمام كاف من القطاعين العام والخاص لمسائل حماية البيئة غير ناجم عن تقصير بل عن حجم التحديات. وكان للحرب على امتداد سبعة عشر عاما تأثير كبير على البيئة عموما نتيجة العمليات الحربية وشلل ادارات الدولة وهذا ما ساهم في تدهور البيئة وتفاقم مشاكلها التي تتمثل في ما يأتي: 1- مشكلة النفايات يقدر الخبراء ان بيروت وضواحيها تنتج يوميا ألف طن من النفايات ونظرا الى توقف معامل حرق النفايات في الكرنتينا وخلده تراكمت تلك النفايات في مكبات مكشوفة اخطرها مكب النورماندي ومكب برج حمود. ومن الآثار الضارة لهذه النفايات تدمير مراعي الاسماك سواء ما اتصل منها بالاعشاب البحرية والطحالب او غيرها. وتكاثر الجرذان وانبعاث الغازات السامة الناجمة عن تخمر النفايات. وتتراكم النفايات ايضا في القرى والاودية والساحات وفي الشوارع. وبالاضافة الى النفايات المنزلية المعروفة نجد النفايات الصناعية وهي الاكثر خطورة. وتفيد التقارير ان نسبة المؤسسات الصناعية التي تنطبق عليها المقاييس البيئية لا تتجاوز 5،24 في المئة وقد ادت حال الحرب في البلاد الى جمود في الاشتراعات الوطنية فلم يتم تحديث القوانين المتعلقة بالنشاط الصناعي كي يستجيب...