الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

سيلان الدم... متى يكون إنذاراً خطيراً؟

المصدر: "النهار"
كارين اليان
كارين اليان
سيلان الدم... متى يكون إنذاراً خطيراً؟
سيلان الدم... متى يكون إنذاراً خطيراً؟
A+ A-

فيما يستخف البعض بحالة سيلان الدم، فهي تخفي في الواقع مروحة من المشاكل التي لا يمكن الاستهانة بها لما تحمله من خطورة. حتى إن الكدمات قد تبدو بسيطة، كما قد يحمل ظهورها إنذاراً بوجود مشكلة خطيرة تتطلب المعالجة. لكن في الواقع، بحسب الطبيب الاختصاصي بأمراض الدم والأورام الدكتور طارق عاصي، تكثر الأسباب والمشاكل المرتبطة بعملية النزف التي يتعرض لها البعض، وثمة أسباب عديدة يصعب حصرها لسيلان الدم. لكن نسبة منها قد تستدعي التدخل الطبي باعتبارها قد تكون إنذاراً بالخطر.

تحصل عملية النزف التي يمكن أن تظهر من خلال كدمة في الجلد، بحسب عاصي، بسبب الصفائح التي تتجمع عندما يتعرض أحد الشرايين إلى جرح، فتوقف الصفائح عندها النزف وصولاً إلى عملية التخثر من خلال العوامل التي يصل عددها إلى 13، لكل منها دور يعمل على وقف النزف وتسكير الشريان. "لا بد من التوضيح أنه يمكن التعرض لنزف في أية مرحلة عمرية وتختلف الاسباب بحسب العمر. لكن من المنظار الطبي يكون النزف مرضياً في حالات معينة، فثمة مشاكل يمكن أن تكون موجودة لدى الأطفال مثلاً في عمل صفائح الدم. يضاف إلى ذلك وجود مشكلة في عامل التخثر حيث تجرى فحوص خاصة لسيلان الدم لكشفها، خصوصاً قبل العمليات للتأكد من عدم وجود مشكلة في هذه العوامل ما يؤدي إلى نزف. مع ضرورة التوضيح أن النزف قد يكون سطحياً تحت الجلد. أما الاكثر خطورة أي في المرحلة الثانية فيكون في العضلات أو المفاصل أو في مناطق جلدية عميقة إلى حد ما كالشفتين".

يوضح عاصي أن ثمة أنواعاً مختلفة من النزف لا بد من التعاطي معها بحسب كل حالة. قد يحصل نزف من الشفتين او الأنف أو من خلال نقاط صغيرة تتوزع في الجسم. كما يمكن أن يحصل نزف أكثر حدة في المفاصل. كما يشير إلى الأسباب التي قد تؤدي إلى ضعف في الصفائح أو في عوامل التخثر، فثمة أسباب ترتبط بالصفائح لا تظهر أسباب لها فتنخفض فجأة. كما قد يكون السبب جينياً فتقوم بوظائفها بمعدل أقل من العادة. ولدى الراشدين قد يحصل أي التهاب في الجسم يؤدي إلى المشكلة. "عندما يحضر المريض إلى العيادة لا بد من سؤاله عن تاريخه الصحي وعن عدد المرات التي تعرض فيها للنزف ومعدل النزف ومدى تكراره، وما إذا كانت الحالة قد تطلبت تدخلاً جراحياً أو علاجياً. كما لا بد من سؤال المريض عن الأدوية التي يتناولها والتي قد تؤدي إلى نزف، وما إذا كانت الحالة قد حصلت بصورة مفاجئة، وما إذا كان قد تعرض إلى ضربة تسببت بها. كما تسأل المرأة عن الدورة الشهرية والنزف فيها وتفاصيل أخرى عنها إضافةً إلى اسئلة عامة عن حالات نزف في العائلة أو جلطات. وهنا تبرز ايضاً ضرورة التأكد من وجود كدمات في الجسم وأنواعها لتشخيص المشكلة".

العلاجات عديدة ومختلفة

عند مواجهة هذا النوع من المشاكل يختلف العلاج بحسب السبب. ففي حال انخفاض في معدل الصفائح الدموية وحصول التهاب في الجسم ونزف، من الضروري إعطاء المريض الصفائح الدموية. أما في حال وجود مشكلة مناعية فثمة أدوية لذلك. وفي حال نقص في عامل التخثر يختلف العلاج بحسب العامل الناقص. فثمة عوامل أقل خطورة من غيرها. كما يعرف، بحسب الدكتور عاصي، أن النقص في العاملين 8 و9 يرتبط بالإصابة بالهيموفيليا، وثمة حاجة إلى تأمين العاملين لتعويض النقص لمنع النزف الذي يمكن التعرض له في سن مبكرة.

في حال الخطر أو انعدامه؟ 

يواجه بعض الأشخاص مشكلات ترتبط بسيلان الدم كالنزف، كما أنه قد لا تظهر أية مشكلة ترتبط بذلك، بل تظهر فحوص الدم أن معدلات السيلان في الدم تتخطى المعدل الطبيعي، وإن لم تتم مواجهة أية مشكلة ترتبط سابقاً بذلك، بحسب الدكتور عاصي. "ثمة عوامل تخثر عديدة توزع على مستويات وقد لا تكون خطيرة في كثير من الأحيان بحيث لا تتطلب أي تدخل أو علاج أو مراقبة. لكن في كل الحالات تؤخذ بالاعتبار خصوصاً قبل العمليات الكبيرة التي يمكن الخضوع لها تجنباً لحصول نزف كبير بشكل يزيد من صعوبة السيطرة عليه".

انطلاقاً من ذلك يشدد الدكتور عاصي على أهمية كشف حالة النقص في عامل التخثر المرتبطة بالسيلان والنزف في حالات معينة بهدف وصف العلاج المناسب والمراقبة ومنع حصول أي نزف. لكن هنا يميّز ما بين هؤلاء الاشخاص الذين يعانون سيلاناً في الدم نتيجة نقص عالي التخثر وما بين الأشخاص الذين هم عرضة للجلطات أو تعرضوا لجلطات في أية مرحلة عمرية كانت، فيتناولون أدوية سيلان الدم. "في هذه الحالة تتم مراقبة الشخص الذين يتناول أدوية سيلان الدم من خلال فحوص محددة، خصوصاً أن السيلان قد يتخطى أحياناً المعدل المطلوب لاعتبار أن هذه الادوية تتأثر بأدوية معينة وأطعمة يمكن تناولها. يعتبر هؤلاء الأشخاص أكثر عرضة عندها للنزف وللكدمات ويظهر النزف في مواضع معينة في الجسم. وبالتالي تتم مراقبتهم من خلال فحوص الدم الخاصة وفي حال ارتفاع المعدلات أو ظهور اية علامة في الجسم يجب استشارة الطبيب ووقف أدوية السيلان، وقد تكون ثمة حاجة للمراقبة في حال ارتفاع المعدل إلى حد كبير، لكن لكل حالة نزف طريقة تعاطٍ مختلفة. من جهة أخرى يمكن أن ينتج النزف عن ضعف في الكبد، وثمة حل علاجي أيضاً وقد يتم اللجوء إليه قبل العملية مثلاً. أيضاً وأيضاً يمكن أن يحصل نقص في أحد عوامل التخثر نتيجة النقص في الفيتامين K فلا بد من إعطائه للمريض عادةً. وثمة أسباب ترتبط أحياناً بالحروق أو بعمليات كبرى أو غيرها من الأسباب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم