"صحافيّة أجنبيّة تطمئن اللبنانيّين: سأحمّل باسيل في دافوس مسؤوليّة ما يحصل في لبنان"؟ FactCheck#

في المزاعم ان المرأة الظاهرة في الصورة هي "صحافية أجنبية" وهي "تطمئن اللبنانيين: سأحمّل (وزير الخارجية اللبناني جبران) باسيل مسؤولية ما يحصل في لبنان في دافوس". عنوان بالخط الاسود العريض يجول على وسائل التواصل الاجتماعي، لا سيما الواتساب، من دون معرفة مزيد من التفاصيل، سوى ان "الصحافية الاجنبية" المزعومة الظاهرة في الصورة تقف مبتسمة الى جانب رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل شمعون بيريز. FactCheck# 

النتيجة: "الصحافية الاجنبية" الظاهرة في الصورة هي هادلي غامبل Hadley Gamble، وبالفعل، قالت في حديث تلفزيوني انها "ستحمّل الى حد كبير" باسيل، خلال لقائه في ندوة بدافوس، "مسؤولية ما يحصل في لبنان". وفي هذه المقالة، يمكنكم ان تسمعوها وتشاهدوها وهي تقول هذا الكلام. 

"النّهار" دقّقت من أجلكم 

الوقائع: منذ ساعات، تكثف تناقل هذه الصورة والعنوان العريض المرفق بها، لا سيما عبر الواتساب. مزيد من البحث يظهر انها حظيت بعشرات المشاركات على الفيسبوك، انطلاقا من احدى الصفحات (هنا)، في اطار شنّ هجوم على "الصحافية المزعومة" و"الحراك الثورجي الشادد ضهرو فيها". 

التدقيق:  

-بموجب البحث الالكتروني، يتبيّن ان المرأة الظاهرة في الصورة هي بالفعل صحافيّة أميركيّة شهيرة، اسمها هادلي غامبل Hadley Gamble، مقدمة برنامج Capital Connection (كابيتال كونيكشن) من أبو ظبي، حيث مكتب محطة CNBC الأميركية في الشرق الاوسط.

-في التفاصيل، من المقرر ان تشارك غامبل في ندوة، ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد هذا الاسبوع، في منتجع دافوس في سويسرا. ووفقا للبرنامج المعلن، تستضيف الندوة (في 23 كانون الثاني 2020)، الى غامبل، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، المنسّقة الخاصة السابقة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ، والملياردير الإماراتي حسين سجواني. وهي بعنوان: "عودة الاحتجاجات العربية".

وقد أثارت الندوة موجة غضب لدى ناشطين في لبنان، كون التحرّكات المطلبية التي خرجت في 17 تشرين كانت ضدّ الطبقة السياسية الحاكمة، منها الوزير جبران باسيل، مطالبين المؤتمر بإلغاء كلمته، واعطاء الصوت للشعب اللبناني. 

لمزيد من الاطلاع، يمكن قراءة مقالة: باسيل ضيف مؤتمر "دافوس" للحديث عن غضب الشارع اللبناني... ناشطون يحتجّون (النهار، 20 ك2 2020).   

-هل قالت غامبل إنّها "ستحمّل باسيل مسؤولية ما يحصل في لبنان، في دافوس"؟  

أولا، ارشد البحث عن هذا العنوان الى الموقع الالكتروني Lebanon 24 الذي نشر مقالة بهذا العنوان في 20 كانون الثاني 2020. وبالتالي، أمكن تحديد مصدر هذا العنوان المتناقل.  

ثانيا، تنشر غامبل، على حسابها في تويتر، تغريدة في 20 كانون الثاني 2020، تكتب فيها: 

My message on Gebran Bassil #davos #wef2020 #lebanon #lebanonprotests #gebranbassil اي رسالتي حول جبران باسيل #دافوس #لبنان #احتجاجات_لبنان #جبران_باسيل...". وقد ارففتها بتسجيل مصوّر لكلام ادلت به في هذا الشأن، خلال مقابلة معها في محطة CNBC، ومدته 1,08 دقيقة فقط.   

وهنا ترجمة لما قالته بالإنكليزية: "حصل العديد من الامور في الاشهر الاخيرة (في لبنان). هناك 3 اشهر من الاحتجاجات، الناس في الشوراع، وهناك الكثير من العنف الذي لم تتم الاضاءة عليه عالميا في الصحافة. وبالتأكيد، هناك قلق تجاه ان هذا البلد لديه نسبة الدين الى الناتج المحلي الاجمالي هي من الأعلى في العالم".

واضافت: "من المثير للاهتمام ان اشير الى انه، خلال احدى الندوات معي في وقت لاحق هذا الاسبوع، سيمكن لقاء وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال. كان هناك قلق كبير في الساعات الـ24 الماضية، لدى الكثير من مشاهدينا اللبنانيين حول وجوب ان يشارك هذا السيد في الندوة ام لا، نظرا الى كونه جزءا من حكومة تصريف الاعمال. وقد تلقيت رسائل من ناس كثيرين على تويتر وانستغرام عبّروا فيها عن استيائهم وقلقهم من انه يمثل بلدهم (في المنتدى) وانهم لا يريدون ذلك". 

وتابعت: "اود ان الفتهم، كصحافية وكشخص يعزّ جدا لبنان- ولدي الكثير من الناس فيه ممن اعتبرهم من عائلتي- الى انه في هذا الوقت المصيري بالنسبة الى اللبنانيين، لا شك في أنني كصحافية في CNBC، وهي شبكة اخبارية مالية لا مثيل لها في العالم، سنحمّل جبران باسيل الى حد كبير مسؤولية ما يحدث اليوم في لبنان".  

بموجب هذه الترجمة لكلامها، نعم، قالت انها "ستحمل كثيرا باسيل"، خلال لقائه في دافوس، "مسؤولية ما يحدث اليوم في لبنان". 

-ماذا عن صورتها مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل شمعون بيريز؟ 

يقود البحث الى صفحة غامبلي على فيسبوك، حيث نشرتها مع صورة اخرى، في 28 ايلول 2016 (هنا)، في اليوم ذاته لوفاة بيريز (2 آب 1923- 28 ايلول 2016)، كذكرى لمقابلة صحافية اجرتها معه ضمن عملها الاعلامي، على ما يبدو.