الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

الرصاص المطاطيّ مميت إذا لم تراعَ وسائل استخدامه... التفاصيل

المصدر: "النهار"
أسرار شبارو
أسرار شبارو
الرصاص المطاطيّ مميت إذا لم تراعَ وسائل استخدامه... التفاصيل
الرصاص المطاطيّ مميت إذا لم تراعَ وسائل استخدامه... التفاصيل
A+ A-

طلقات نارية برزت في الأيام الأخيرة في لبنان بعدما تسببت بإصابات بالغة لدى المتظاهرين، فقدان عين وأطراف، قطع شرايين وأوردة ونزيف داخلي وغيرها من الإصابات... إنه الرصاص المطاطيّ الذي استخدمته القوى الأمنية لتفريق المحتجين في وسط بيروت، الأمر الذي دفع اللبنانيين إلى طرح علامات استفهام عن مدى خطورته وقانونيته، لا سيما بعد تعرُّض الضحايا لعطب دائم بسببه.

عشرات الضحايا أصيبوا بالرصاص المطاطي في أجسادهم ورؤوسهم وعيونهم، من بينهم الممثل اللبناني باتريك مبارك الذي كان نصيبه طلقة في كتفه، الأمر الذي دفعه إلى نشر صورة للرصاصة عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي، علّق عليها قائلاً: "هيدي الرصاصة يللي انشالت من كتفي.. هيدي رصاصة مطاطية فرمتني، يا محلا الدوشكا"، في حين فقد عبد الرحمن جابر عينه، كما قطع أصبع متظاهر بسببه.

معايير الاستخدام

الرصاص المطاطي الذي استخدم في وسط بيروت صنع فرنسي، مخصّص للاستعمال عن مسافة تراوح ما بين 40 و80 متراً، وبحسب ما أعلنه نقيب المحامين في بيروت #ملحم_خلف فإنّ "استعمال الرصاص المطاطي هو آخر مرحلة في حال وجود خطر كبير على قوى الأمن، ولا يمكن التصويب إلا على الأقدام ومن مسافة 40 متراً"، كما نصت إرشادات الأمم المتحدة حول استخدام "الأسلحة الأقل فتكا"، انه ينبغي عموما استخدام المقذوفات ذات التأثير الحركي، مثل الرصاص المطاطي، في إطلاق نار مباشر فقط باتجاه الجذع الأسفل أو الأرجل لشخص عنيف وفقط بهدف منع تهديد وشيك ضد أي من مسؤولي إنفاذ القانون أو أحد أفراد الجمهور، لكن الاصابات بين المتظاهرين تثبت استخدامه خلافا للقانون، على الرأس والوجه والأطراف العليا، ما دفع المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي إلى إصدار بيان أوضحت من خلاله أنّ "نوعيّة الرصاص المطّاطي الموجود بحوزتنا تُستخدم في عددٍ من الدول المتطوّرة، منها فرنسا، على سبيل المثال لا الحصر، ويمكن إطلاقها باتّجاه المشاغبين الأكثر عنفًا وخطرًا، وبعد عدّة إنذارات للابتعاد من مكان حصول الشغب، وبعد تعرّض العناصر لأعمال العنف وسقوط إصابات في صفوفهم".

وأضافت: "تُعطى الأوامر للعناصر بإطلاق الرصاص المطّاطي باتّجاه الأرجل حصرًا، على مسافة حوالى 10 أمتار. وما حصل في بعض الحالات القليلة جدًّا، (أي وجود الدافع البلاستيكي مع الكرة المطّاطية) وذلك نتيجة إطلاقها من مسافة قريبة على أشخاص كانوا يقومون بأعمال شديدة العنف، كما شوهدوا على مختلف وسائل الإعلام المرئية، وهم يرمون قنابل "المولوتوف" تحتوي على مسامير –على سبيل المثال- باتجاه عناصر قوى الأمن، ممّا اضطرهم إلى إطلاق الرصاص المطّاطي، علمًا أنّها غير قاتلة. أمّا حصول إصابات في سائر أنحاء الجسم أو الرأس على الرغم من الأوامر الحازمة بالتسديد نحو الأرجل، فهي نتيجة لحركة مثيري الشغب، ولا سيّما في أثناء انحنائهم لالتقاط الحجارة وغيرها من الأدوات، من الأرض، وفي جميع الحالات هذا الموضوع قيد تحقيق".

رصاص لا يخترق الجسد

هناك ثلاثة أنواع من الرصاص بحسب ما شرح العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر لـ"النهار": "الرصاص الحقيقي الذي يتسبب بالقتل، والرصاص الخلّبي الذي يستخدم في التدريب العسكري وهو كالرصاصة العادية يحتوي على خزان ينطلق منه البارود لا الرصاصة، أما الرصاص المطاطي فهو  كذلك كالرصاصة العادية لكن رأسها مغطى بالمطاط وهو متعدد الأشكال منها الأسطواني والكروي، يتم إطلاقه على مسافة تراوح ما بين 25 متراً و100 متر، لا يؤدي للقتل عند الاصابة به، لكن قد يتسبب باقتلاع عين وجروح في الوجه والرأس، أما مفعوله على الجسد فهو كضربة يتلقاها الإنسان بهراوة أو عصا". وأضاف: "كلما اقتربت مسافة إطلاق الرصاص المطاطي ازدادت نسبة ايذائه للشخص المصاب به، إلا أن الرصاصة لا تخترق الجسد نتيجة وجود المطاط، وهو يستخدم في كل دول العالم عند تفريق مظاهرات الشغب على يد القوى الأمنية، لكن شرط التقيد بالمسافات المحددة لإطلاقه والتصويب على الأرجل فقط".

رصاص مميت

لكن الرصاص المطاطي كما قالت اختصاصية الصحة العامة ميرنا الفتى لـ"النهار": "قد يؤدي الى الوفاة حيث يتحوّل إلى رصاص مميت إذا أطلق عن مسافة تقل عن 40 متراً، كما يتسبب بأضرار بالغة إذا أصاب أماكن حساسة كالرأس والعين، ويؤدي إلى تشوهات في الجسد". وشرحت أن "الخطورة الأساسية التي يخشى منها عند التعرض للرصاص المطاطي عن قرب تمكن في الإصابة بنزيف داخلي، لاسيما عند إصابة الضحية في رئته او كليته أو قلبه، كما قد يؤدي إلى تخثر الدم، وفي حال وصول خثرة دموية إلى الدماغ والقلب قد تتسبب بتوقفهما عن العمل وبالتالي موت المصاب، إضافة إلى أن هذا النوع من الرصاص يتسبب بجروح عميقة وحالات بتر إذا أصاب الأطراف مع العلم أنه يخترق العظم ويقطع الأوردة والشرايين".

استسهال المجتمع الدولي مع استخدام الرصاص المطاطي والاعتقاد بقلة ضرره، ليس في محلّه، لاسيما مع دفع ضحايا لأغلى ما يملكون بسببه، عيونهم وأطرافهم وتشوهات تطبع جسدهم إلى آخر يوم من عمرهم.

وكان مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكريّة القاضي بيتر جرمانوس قرّر فتح تحقيق لمعرفة حقيقة قنص العيون الذي استهدف مواطنين في وسط المدينة ليل السبت- الأحد.

وأبلغ جرمانوس كلّ الأجهزة الأمنية العاملة على الأراضي اللبنانية بوجوب الاستعلام عنه لاتّخاذ الإجراءات القانونية بحقّه.

يشار إلى أنّ عمليات قنص كانت رائجة في ثورة "25 يناير" في مصر وفي الثورة العراقية.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم