ابكِ فأنت رجل

ابكِ فأنت رجل.

حرّرْ قيود التعبير، وارتمِ في حضْنِ حوائِّك كُلَّما

شعرتَ بحاجة الى ذلك.

واروِ تلكَ الأهدابَ اليابسةَ منذُ زمن...

وابكِ.. فأنتَ رجل.

لا تدعِ المنظومةَ اللعينةَ تخدعك، جعلتك الرّب الأصغرْ وأثقَلَتْكَ بصفاتٍ لا

يملكها كائن.

هي التي رسمت شرف المرأة على زجاج؛

فإذا انكسر الزجاج تناثر الشرف.

هي التي ربطت رجولتك بجنس مولودك.

وخنقت صوتك فصارت هي صوتك.

وخنقت مشاعرك فتراكمت في داخلك بركاناً ينفجر عنفاً.

ابكِ المقاعدَ الفارغة، أخبرها عن حُزنِك حين تحزن.

أخبرها عن ضعفِك في لحظاته، وعن وحدتك في اوقاتها، لا تتركها خلفك تطارد راحتك.

أطلق تلك المشاعر حين تفيض، ودعْها تتبدل كدورة الحياة.

كحياء خريف، ودَفق شتاء، واجتذال ربيع، ونشوة صيف.

فُكَّ ربطةَ العنقِ تلك، اترُكْها في أدراج مكتبك للاحتفالات والابتسامات المحسوبة.

ثم أغمض عينيك، وتَنَشَّقِ الياسمينَ، ودعْ عقلَك يجد طريقَه الى القلب...

اترُك دفئه يُذيب جليد سلوكك المُصطَنَع، ويحرّر ذلك العقل المبرمج.

دَعهما يتشاركانك، فَهُما أنتَ.

اختر لنفسك قميصاً زهريّا إذا أحببت، واقبلْ دعوة عشاءٍ او غزل امرأة، سرّح ضفائر صغيرتك، واستلقِ على سرير الحياة.

وليكن كل شيء في نظرك طبيعيا كشروق الشمس او حلول الظلام حين يختفي الشفق الأحمر.

حرّر عقلَك من مؤامرة الشرق والرجولة الزائفة،

انتفض.. وإنِ احتجْتَ لنصيرٍ، فدونك حواء.

فقد صنعتْ من وعيها اليوم سلاحا" لا يُجابَه.

لستَ أفضل منها،

أنت مثلها

ضحية المنظومةَ اللعينةَ التي تحرّم ضوء الشمس.