الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

يوحنا يذكر بقول غسان تويني "بدنا ناكل جوعانين" وينبه من العنف

يوحنا يذكر بقول غسان تويني "بدنا ناكل جوعانين" وينبه من العنف
يوحنا يذكر بقول غسان تويني "بدنا ناكل جوعانين" وينبه من العنف
A+ A-

دعا بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر إلى تشكيل الحكومة مناشداً الجميع تسهيل تشكيلها. وتناول في عظته في قداس الأحد الذي ترأسه في دير سيدة البلمند امس الوضع العام في لبنان، وجاء في عظته وقال :"أمام هذا الإعصار القاسي الذي يجتاح لبنان، أريد أن أؤكد من جديد أننا كأرثوذكس أبعد ما نكون عن الخطاب الطائفي الفئوي. ونحن مجبولون، أولاً وأخيراً، على الوطنية التي ترى في الوطن البوتقة التي تصهر الجميع في وحدانية حال، وتحفظ لكل مكون من طوائفه دوره وكيانه. والأرثوذكس مع غيرهم في هذه الديار صنعوا مجد لبنان وأفاضوا طيبه على الدنيا. نصلي اليوم بقلب واحد وبفمٍ واحد من أجل خير لبنان. لبنان الذي يعبر هذا المخاض يدعونا جميعاً لنتوافق ونكون صفًا متراصًا وجبهةً داخليةً متماسكة لتشكيل حكومة، تكون حكومة إنقاذ، في أسرع وقت. لذا نناشد الجميع وبكل قوة تسهيل هذا الأمر رأفةً بلبنان وإنسانه. فالأولوية اليوم ليست للمصالح والتجاذبات وتقاذف المسؤوليات إنما هي تفعيل عملية الانقاذ وتحقيق ما يسحق الفساد ويعالج الانهيار ويرفع الألم عن الناس ويعيد إليها كرامتها ويلبي تطلعات الشباب ويطمئنه إلى استقرار غده.

وهنا أريد أن أؤكد في هذا السياق أن ما يهمنا ككنيسة هو أن ننظر أولاً إلى خير مجتمعاتنا وأن نُقصي عنها كل الشوائب لينمو إنساننا روحاً وجسداً. لبنان لم يوجد ليكون ساحةً لتصفية المصالح. ونحن لا ننسى أن المسيح قد أتى إلى دنيانا من أجل الإنسان الذي يرزح تحت صليبِ خطيئةٍ وشقاءٍ وتعب. ولذلك فهمّ قلبنا الأساس هو الإنسان، وخاصة ذاك الذي يشقى ويجوع ويعطش. في خمسينيات القرن الماضي أطلق ابننا الطيب الذكر غسان تويني صرخته الشهيرة "بدنا ناكل جوعانين"، وها نحن أيضاً ندعو الساسة في هذا البلد إلى وضع الخلاف السياسي جانباً والنظر إلى الإنسان ولقمة عيشه. اختلفوا سياسةً واتفقوا إنماءً. اختلفوا سياسةً واتفقوا خدمةً ورأفةً بإنسان يقاسي البطالة وغلاء المعيشة. اختلفوا سياسةً واتفقوا واجتمعوا يداً واحدة تجتث من يسرق لقمة الإنسان ويرميها في مزاريب الهدر والفساد.

وبالمناسبة نحن نثمّن إصرار الشباب على حراكه، ولكننا في الوقت نفسه، ندعو جميع الذين خرجوا إلى الشوارع يطالبون بحقوقهم إلى الابتعاد عن العنف وإلى الحفاظ على الطابع السلمي لتحركاتهم كي لا ينزلق البلد إلى نزاعات مدمرة تزيد على مأساة الشعب الحالية مآسٍ إضافية تؤخر تعافي لبنان وتعمق مشاكله الاقتصادية والمالية والاجتماعية الكثيرة".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم