الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

وجوه من انتفاضة صيدا... الشيخ محي الدين عنتر

المصدر: صيدا- "النهار"
أحمد منتش
وجوه من انتفاضة صيدا... الشيخ محي الدين عنتر
وجوه من انتفاضة صيدا... الشيخ محي الدين عنتر
A+ A-

الشيخ محي الدين محمد عنتر، إمام وخطيب مسجد عبد الرحمن في مجدليون سابقاً، وخطيب في بعض المساجد في صيدا، هو على صورة إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا سابقاً، الشيخ أحمد الأسير الذي لا يزال موقوفاُ في سجن روميه، لكن ثمة فرقاً شاسعاً وهوّة كبيرة ونظرة مختلفة بين سياسة الشيخين. الأسير استطاع أن يرأس مجموعة لا بأس بها من شباب المساجد في صيدا، ويقودها في حرب مفتوحة مع حزب الله عبر مواقفه الهجومية واللاذعة ضد الحزب وضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وقيامه مع أتباعه بالعديد من التظاهرات والاحتجاجات وقطع وإقفال الطرق العامة في صيدا وبشكل شبه يومي تحت شعار دعم "الثورة في سوريا" ومطالبة حزب الله تسليم سلاحه إلى الدولة اللبنانية.

دفع أتباع الأسير وعائلاتهم أثماناً من القتلى والجرحى والموقوفين والفارين، فضلاً عن تدمير بعض الأبنية السكنية والمحال التجارية والمرافق العامة المحيطة بمسجد بلال بن رباح.

أما الشيخ محي الدين عنتر (44 عاماً) متزوج ولديه 3 بنات وصبي، يحمل أكثر من ليسانس في الدراسات والشريعة الإسلامية، تمكّن بالتعاون مع المسؤول السابق في الجماعة الإسلامية الدكتور علي الشيخ عمار، ومع الشيخ المخضرم والمنفتح على الأخر يوسف مسلماني، من تشكيل لائحة غير مكتملة أطلقوا عليها اسم "لائحة أحرار صيدا"، وخاضوا فيها غمار معركة الانتخابات البلدية الأخيرة في صيدا في العام 2016 في مواجهة لوائح تيار المستقبل والجماعة الإسلامية والتنظيم الشعبي الناصري وحلفائه في الأحزاب السياسية، وفاجأوا الجميع بنسبة الأصوات التي حازت عليها لائحتهم من أصوات الناخبين. وتفاوتت بين أعضاء اللائحة بين 2000 و2748 صوتاً، وكانت تلك التجربة الأولى لأحرار صيدا، خصوصاً بعد أن أخذوا على عاتقهم، بعد القضاء على ظاهرة الشيخ الأسير، مهمة لمّ شمل أتباعه من الشباب المسلم الذين تشرذموا وتفرقوا، والتفرغ للدفاع عن الموقوفين، ومطالبة المسؤولين بالتصويت على قرار العفو العام، خصوصاً عن المظلومين الذين لم يتورطوا في الاشتباكات مع الجيش اللبناني في عبرا أو بالتعامل مع العدو الاسرائيلي.

خيمة شباب المساجد الأكبر والأكثر تنظيماً في حديقة ساحة الانتفاضة.

لا يخفى على المتظاهرين في ساحة الانتفاضة والثورة عند تقاطع ساحة إيليا في صيدا، وجود الشيخ محي الدين عنتر وحضوره الدائم في الساحة منذ اليوم الأول لانطلاقة الاحتجاجات الشعبية العارمة في صيدا، وتعاونه الإيجابي مع ممثلي الحراك في صيدا، كما لا يخفى على الداخل إلى حديقة الساحة وجود أكبر خيمة في الحديقة إلى جانب خيم الأحزاب اليسارية والناصرية وضعوا على واجهتها لافتة كتب عليها "خيمة شباب المساجد" أهلاً وسهلاً صيدا – تنتفض، كما وضعوا في داخلها مطالب الحراك العامة وماذا يريد من الانتفاضة.

النهار حاورت الشيخ عنتر داخل الخيمة، ومما قاله: "منذ اللحظة الأولى لنزول الناس إلى الساحات والشوارع تحركنا كفئة إسلامية مع الناس، وخيمة شباب المساجد في حديقة الانتفاضة في صيدا تضم الطيف الإسلامي من أحرار صيدا إلى الجماعة الإسلامية والسلفيين وحزب التحرير وهيئة علماء المسلمين، وبالطبع أبناء المساجد، هدفنا النضال من أجل تحقيق مطالب الشعب، لا نريد هدم النظام وإنما إصلاحه وتطويره لما فيه مصلحة الناس، نريد أن نعيش في ظل دولة نتمتع فيها بحقوق المواطنة وأن نحصل على حقوقنا من الدولة وليس من الزعيم، نحن في الحراك لسنا معزولين وإنما ممثلون في كل اللجان ونشارك في كل الحراك، ومنذ البداية اتفقنا مع الآخرين من ناصريين ويساريين ومستقلين على تحديد العناوين المشتركة التي نتفق عليها وتجنيب بعض العناوين الخلافية، مثلاً نحن لا نقبل بالزواج المدني ولكن إذا أراد أحدٌ القبول به فنحن لا نعارضه، ونحن أيضاً ضد حرق الإطارات وقطع الطرق وفي نفس الوقت لا نعارض من يقوم بذلك، وإنما فقط نمتنع عن المشاركة في هذا العمل".

ولخّص الشيخ عنتر مطالب الحراك العامة وشباب المساجد على النحو الاتي :

- "تشكيل حكومة انتقالية من اختصاصيين وبصلاحيات موسعة توقف الانحدار وتعدّ لانتخابات نيابية.

- قانون انتخابي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة وخارج القيد الطائفي

- إقرار قوانين مكافحة الفساد واسترداد المال المنهوب.

إضافة إلى مجموعة من المطالب السياسية والاجتماعية منها استقلالية القضاء وتفعيل المؤسسات الرقابية وقوانين مكافحة الفساد وحق الجميع بالاستشفاء ومجانية التعليم وإيجاد فرص عمل للشباب واعتماد الكفاءة في التوظيف.

وشدد الشيخ عنتر على ضرورة تحقيق سلة من المطالب الصيداوية منها حق أبناء صيدا بالوظائف العامة والمصالح المستقلة، وحق صيدا التاريخي بمياه نهر الأولي، وتوسيع نطاق بلدية صيدا الإداري لتضم كل الانتشار الصيداوي، واسترداد ضفة نهر الأولي "منتزه الكنايات"، وتنفيذ المشاريع المجمدة منذ عقود مثل طريق السلطانية ومشروع الضم والفرز ووقف استرداد النفايات من خارج صيدا، وتشغيل المستشفى التركي للحروق، ودعم مستشفى صيدا الحكومي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم