الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

خامنئي يستنهض الإيرانيين: نفوذنا خارجاً سيستمر

خامنئي يستنهض الإيرانيين: نفوذنا خارجاً سيستمر
خامنئي يستنهض الإيرانيين: نفوذنا خارجاً سيستمر
A+ A-

أبدى المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي دعمه للحرس الثوري في خطبة نادرة أمس، بعد اعتراف الحرس الصريح بأنه أسقط خطأ طائرة ركاب أوكرانية مما أدى الى خروج تظاهرات لأيام في الشوارع.

وفي أول خطبة جمعة يلقيها منذ ثماني سنوات، قال خامنئي لآلاف الإيرانيين الذين كانوا يهتفون "الموت لأميركا" إن الحرس الثوري يمكن أن ينقل معركتين الى خارج حدود إيران، في رد فعل على مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني في هجوم أميركي.

وردت واشنطن بأن أي تهديدات لن تؤدي إلا الى مزيد من العزلة لإيران.

وجاء خطاب خامنئي وقت تحتدم الأزمة في بلاده اذ تواجه اضطرابات في الداخل وضغوطاً متزايدة من الخارج.

وفي أجواء التوتر التي أعقبت الضربة الصاروخية الإيرانية لأهداف أميركية، وقت كانت القوات الإيرانية تتوقع عمليات انتقامية أميركية، أسقطت الدفاعات الجوية للحرس الثوري طائرة ركاب أوكرانية من طريق الخطأ مما أسفر عن مقتل كل من كانوا على متنها وهم 176 شخصاً معظمهم إيرانيون أو يحملون جنسيات مزدوجة.

واستغرق الأمر أياماً من الحرس الثوري، الذي يتلقى أوامره مباشرة من خامنئي، للاعتراف بالخطأ، على رغم أن قيادياً قال إنه أخبر السلطات بالسبب في يوم سقوط الطائرة. وأشعل تأخر هذا الاعتراف شرارة تظاهرات في أنحاء البلاد قوبلت في بعض الأحيان بقمع عنيف.

وقال خامنئي في الخطبة: "أعداؤنا... سعداء لأنهم وجدوا ذريعة التقليل شأن الحرس الثوري والقوات المسلحة ونظامنا"، مشيدا بالحرس الذي قال إنه يحمي إيران، مجدداً المطالبة برحيل القوات الأميركية عن المنطقة.

وأكد أن عمل سليماني في توسيع نطاق النفوذ العسكري الإيراني في الخارج سوف يستمر. وأوضح أن "فيلق القدس" الذي قاده "يحمي الدول المقموعة في أنحاء المنطقة"، ووصف جنوده بأنهم "مقاتلون بلا حدود".

وشدد على ان "قوة القدس بقيادة الشهيد سليماني ساعدت لبنان سوريا وفلسطين والعراق واليمن وجلبت الامان لإيران ويجب النظر الى هذه القوة على أنها منظمة إنسانية". ولاحظ أن "أميركا تريد أن تجعل سوريا ولبنان تحت سيطرة الحكومات التابعة لها والعميلة".

وتحدث عن "مساعٍ مغرضة لخلق خلافات بين الشعبين الإيراني والعراقي من خلال تجند إعلامي شيطاني"، مضيفاً أن "إعلام العدو يتهم إيران بإثارة حروب بالنيابة وهي فرية كبرى".

واعتبر أن " صفعة حرس الثورة لقاعدة عين الأسد الأميركية في العراق هي ضربة لهيبة أميركا واستكبارها، وقد تلقوا الصفعات من اليد القوية للمقاومة".

وذكر أن "جريمة أميركا في اغتيال القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس جرت بصورة جبانة ولئيمة، والأميركيون لم يستطيعوا مواجهة القائد سليماني بل اغتالوه بنذالة من الجو".

ثم قال: "هؤلاء المهرجون الأميركيون يكذبون بقولهم إنهم يقفون إلى جانب الشعب الإيراني... وعليهم أن يروا من هو الشعب الإيراني".

وأقر بأن "تحطم الطائرة مأساة مريرة أحرقت قلوبنا... لكن البعض حاول استغلالها ذريعة للتغطية على استشهاد قائدنا العظيم سليماني".

إلا أنه لم يصل إلى حد الاعتذار المباشر على رغم أن الحرس الثوري ومسؤولين آخرين أصدروا اعتذارات مسهبة منذ الحادث.

وحض خامنئي الإيرانيين على الوحدة وإظهار التضامن مع بلادهم من طريق الإقبال بأعداد كبيرة على المشاركة في الانتخابات البرلمانية المقررة في شباط.

وقلصت إيران تدريجاً التزاماتها بموجب الاتفاق النووي رداً على سياسة "الضغوط القصوى" التي تتبعها واشنطن بما شمل تجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق لتخصيب الأورانيوم. وأدى ذلك إلى تفعيل بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي الدول الأوروبية الثلاث الموقعة على الاتفاق النووي والتي حاولت إنقاذه، آلية تسوية النزاعات في الاتفاق النووي، وهو إجراء يمكن أن يؤدي إلى إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.

وعلّق خامنئي :"لا يمكن الوثوق بتلك الدول الأوروبية. حتى المفاوضات التي تجريها مع إيران مليئة بالخداع".

ونشرت وسائل إعلام إيرانية صوراً لخامنئي خلال خطبة الجمعة، وإلى جانبه بندقية قناصة.

ورداً على كلامه، قال المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران برايان هوك :"كلما هدد النظام العالم زادت عزلته... ستزداد فقط عزلة إيران إلى أن تتصرف كبلد طبيعي".

لكن روسيا قدمت بعض الدعم لإيران في ما يتعلق بكارثة الطائرة الاوكرانية. وصرح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن إسقاط الطائرة حصل وقت شعرت طهران بقلق من تقارير عن تحليق طائرات شبح مقاتلة في المنطقة.

وقال: "كانت ست مقاتلات إف-35 (أميركية) على الأقل في الجو داخل الحدود الإيرانية (في حينه). لم يتم بعد التحقق من هذه المعلومات، لكنني أود أن أشير إلى التوتر الذي يصاحب مثل هذه المواقف".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم