الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

خيارات ترامب محدودة في دعمه للمتظاهرين في إيران

خيارات ترامب محدودة في دعمه للمتظاهرين في إيران
خيارات ترامب محدودة في دعمه للمتظاهرين في إيران
A+ A-

بتغريدات التضامن بالفارسية وباستخدام أدوات تكنولوجية للتحايل على حجب الانترنت، ربما كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب على وشك استنفاد خياراته في دعم المتظاهرين الإيرانيين الثائرين على حكامهم.

يقول مسؤولون أميركيون إن الإدارة في حاجة إلى تحاشي اتخاذ أي خطوات من شأنها إثارة اتهامات بالتدخل في شؤون دول أجنبية، مثل التمويل المباشر، وزيادة فرص اتخاذ تدابير عنيفة في حق المحتجين الذين تريد دعمهم.

وغداة تفجر التظاهرات في طهران ومدن أخرى عقب اعتراف إيران السبت بأنها أسقطت طائرة أوكرانية مما أسفر عن مقتل 176 شخصاً كانوا على متنها، نشر ترامب تغريدة بالفارسية موجهة إلى قيادات إيران فحواها: "لا تقتلوا المحتجين من مواطنيكم". وأعيد نشر التغريدة نحو 80 ألف مرة.

وكانت إيران نفت لأيام إسقاط الطائرة.

وأوضح مسؤولون أميركيون أن الغرض من تغريدة ترامب وأصوات الدعم الأخرى المنطلقة من داخل الإدارة، هو تعزيز رسالة مفادها أن واشنطن تتضامن مع الشعب الإيراني وفي الوقت نفسه تسلط الضوء على دافع المحتجين وكي تعلم الحكومة في طهران "أننا نهتم".

وواجه المتظاهرون رداً عنيفاً من الشرطة في أماكن عدة خلال التظاهرات طوال أربعة أيام. وفي تشرين الثاني أدى الرد العنيف على تظاهرات شعبية على ارتفاع أسعار الوقود إلى مقتل المئات.

وكانت الدفاعات الجوية الإيرانية قد أسقطت الطائرة التابعة لشركة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية في رحلتها من طهران إلى كييف عندما كانت القوات المسلحة في حال استنفار قصوى تحسباً لرد أميركي بعد ساعات من إطلاق إيران صواريخ على أهداف أميركية في العراق رداً على غارة جوية أميركية بطائرة مسيرة أسفرت عن مقتل قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الايراني الجنرال قاسم سليماني في 3 كانون الثاني. وكان أكثر ركاب الطائرة إيرانيين أو إيرانيين يحملون جنسيات أخرى.

وقال مسؤول أميركي مشترطاً عدم ذكر اسمه: "نحن لا نتطلع إلى تغيير نظام الحكم أو حرب شاملة ... نحن نقول لكم فقط لا يمكنكم امتلاك السلاح النووي ولا تطلقوا النار على المحتجين".

وأفاد الممثل الأميركي الخاص المختص في الشأن الإيراني برايان هوك إن الولايات المتحدة تعاونت مع شركات في مجال التكنولوجيا للمساعدة في تطوير أدوات تتيح للشعب الإيراني الالتفاف على القيود التي تفرضها إيران على الإنترنت. وأضاف أن عشرات الآلاف استخدموا تلك الأدوات في التواصل خلال التظاهرات التي شهدها شهر تشرين الثاني.

وسئل هوك عن الجهود الملموسة التي يمكن أن تبذلها واشنطن لمساعدة المحتجين، فأجاب: "سنواصل البحث عن أدوات تكنولوجية لمساعدة الشعب الإيراني في الالتفاف على رقابة نظام الحكم وإقفال الانترنت".

عقوبات قاسية

ويرى البعض رياء في إبداء ترامب اهتمامه بالتظاهرات. ويقول خبراء إنه وقت تؤكد إدارته أنها تقف إلى جانب الشعب الإيراني، أعاد الرئيس فرض عقوبات قاسية عجلت في تدهور الاقتصاد والأوضاع الاقتصادية لأفراد الشعب العاديين.

وقال الزميل الباحث في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي آرون ديفيد ميلر: "كلماته لا تحمل أي صدقية تقريباً لدى الشعب الإيراني الذي رآه يفرض في الوقت نفسه المزيد من العقوبات... لذلك إذا سألتني إن كانت لدى ترامب استراتيجية علاقات عامة في ما يتعلق بدعم هذه التظاهرات فالإجابة لا. فكل شيء يتحرك وفق أهوائه وحاجاته السياسية ورغباته في تمييز نفسه عن سلفه".

وفي حين تقول الولايات المتحدة، إن عقوباتها موجهة بدقة لإيلام القيادات الإيرانية، فإن مصارف وشركات أجنبية كثيرة تخشى إجراء أي تعاملات مع الجمهورية الإسلامية حتى في ما يتعلق بصفقات المواد الغذائية والأدوية المعفاة من العقوبات.

ويعتقد ديموقراطيون أن في وسع البيت الأبيض أن يوجه رسالة إلى الشعب الإيراني مثل رفع الحظر على سفر الإيرانيين إلى الولايات المتحدة. وكانت إيران أُدرجت ضمن الدول التي شملها حظر سفر فرضه ترامب أوائل رئاسته من أجل وقف تصدير ما تصفه واشنطن بإلإرهاب الذي ترعاه دول.

وليس ثمّة ما يشير إلى أن ترامب يفكر في ذلك.

وعلى رغم أن بعض المحللين يعتقد أن الولايات المتحدة لن تشعر بارتياح كامل إزاء تغيير نظام الحكم، فإن لدى واشنطن من الأسباب ما يدعوها إلى الحذر من المبالغة في أفعالها.

وشهد الأسبوع الماضي أحدث مثال على المواقف الصعبة التي قد يجد فيها الديبلوماسيون الأجانب أنفسهم في إيران، عندما احتجز السفير البريطاني لدى طهران فترة وجيزة بتهمة المشاركة في تظاهرة.

وعلّق هوك: "نحن نترك مستقبل إيران للشعب الإيراني. فلن تقرره حكومة الولايات المتحدة وهذه سياستنا منذ ثلاث سنوات تقريباً".

وسئل إن كان ترامب سينشر المزيد من التغريدات في ما يتعلق بالمحتجين، فأجاب: "لن يدهشني ذلك. أعتقد أن في إمكانكم توقع أن يمضي الرئيس في التواصل مباشرة مع الشعب الإيراني".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم