لماذا طلب سلامة صلاحيات استثنائية؟

ما بين النقاش الدائر على جنس الحكومة تحت وطأة كباش حاد بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف من جهة، وبين رئيس الجمهورية ورئيس المجلس من جهة اخرى حول الصيغة الحكومية المتنازع عليها بين تكنوقراط كما يطالب الرئيس المكلف، وسياسية كما يطالب رئيس الجمهورية، وتكنوسياسية كما يقبل رئيس المجلس، تذهب البلاد بخطوات متسارعة نحو مزيد من الانهيار والتحلل.ولم يكن ينقص لتكتمل صورة التحلل الا السجال الناشب بين وزارتي المال والخارجية والمغتربين حول سداد مساهمة لبنان في الامم المتحدة، وسط تقاذف للمسؤوليات لم يدرك المسؤولون في الوزارتين حجم الخطيئة التي ارتكبوها في حق لبنان وسمعته، بسبب إهمال وتقاعس وعدم متابعة مسؤولة وواعية للملفات المطروحة. وفي حين جددت الانتفاضة الشعبية زخمها في اتجاهات خرجت عن الطابع السلمي الذي اتسمت به شرارتها الاولى، لتنحو نحو اعمال تصادمية وعنفية لامست الحريات الشخصية، بدا السؤال مشروعا عمن يدير البلاد في عز أزمات سياسية واقتصادية ومالية ونقدية تضعها على قابي قوس من انفجار اجتماعي...