الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

نصرالله في أسبوع سليماني: عين الأسد صفعة وليست رداً

نصرالله في أسبوع سليماني: عين الأسد صفعة وليست رداً
نصرالله في أسبوع سليماني: عين الأسد صفعة وليست رداً
A+ A-

أكد الأمين لـ #حزب_الله السيد حسن #نصرالله أنّ "الردّ على اغتيال سليماني ليس عملية واحدة بل مسار طويل، وما حصل في عين الأسد هو صفعة، وليس رداً"، نافياً كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ سليماني كان يخطّط لاستهداف سفارات، قائلاً: "هذه ذريعته لارتكاب جريمته"، ومشدداً "على الأميركيين إخراج جنودهم وقواعدهم وبوارجهم من المنطقة وهذه المسألة حاسمة عند محور المقاومة".

وتطرق نصرالله الى ما جرى في العراق إثر عملية الاغتيال "من حيث إعادة اللحمة ومن حيث مشهد التشييع المليوني في إيران"، فقال: "لم نشهد تشييعا بعظمة تشييع الإمام الخميني، ولكن في تشييع الحاج قاسم سليماني كان الحشد البشري هائلا. تواجد الناس في الساحات والميادين منذ طلوع الفجر الى ما بعد مغيب الشمس".

وإذ وصف التشييع بـ"رسالة عظيمة جدا"، توقف عند التشييع في منطقة الأهواز، حيث لم يسبق وجود هذا الحشد البشري في خوزستان، وهو رسالة الى دول الخليج التي تتآمر على إيران وتحاول استغلال الموضوع العرقي والطائفي فيها". وتمنى "عدم الإستهانة برسالة التشييع في خوزستان في الأهواز إذ انه كان بمثابة ولادة جديدة للثورة الإسلامية".

وتحدث عن "الشفافية في اعتراف القيادة الإيرانية بإسقاط الطائرة الأوكرانية بخطأ بشري"، مؤكدا ان "ذلك لم يحصل بتاريخ البشرية"، منتقداً "الذين يهزأون من كلمة محور الممانعة"، معلنا عن رسائل وصلته "من مقاومين يريدون تنفيذ عمليات استشهادية".

ثم تطرق الى عنوان "القصاص العادل" الذي كان قد أطلقه يوم اغتيال سليماني والمهندس، فقال: "ان الرد على الجريمة الأميركية ليس عملية واحدة، إنما مسار طويل يجب أن يؤدي الى إخراج الأميركي من منطقتنا. وما جرى في قاعدة عين الأسد ليس ردا وإنما صفعة في هذا المسار الطويل، وهي خطوة أولى وقوية ومزلزلة على طريق طويل على هذه الجريمة التي ارتكبتها اميركا".

وعن قصف قاعدة عين الأسد، قال: "ان القصف أصاب أهدافه في أجواء كانت تعيشها المنطقة على حافة الحرب. وهذه العملية التي بدأت بعض وسائل الإعلام بتسخيفها، تدل على شجاعة منقطعة النظير قامت بها القيادة الإيرانية في ظل تهديدات ترامب بأنه سيرد على أي قصف تتعرض له قواته. هذه العملية كشفت عن قدرة إيران العسكرية، فالصواريخ صناعة إيرانية مئة بالمئة وليست مشتراة من أميركا، وكذلك تحديد الأهداف والعمليات الإجرائية وايضا دقة الإصابة، وهذا يعني ان القوات الأميركية تحت مرمى الصواريخ الإيرانية. ضربة عين الأسد كسرت هيبة اميركا، كما ان هذه الرسالة إنما هي رسالة ايضا الى الكيان الصهيوني الذي لطالما هدد بقصف إيران وقوتها النووية".

وفي مناسبة ذكرى الأسبوع على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني، استذكره نصرالله، قائلاً إنّ "سليماني أصر على المجيء الى الضاحية في فترة العدوان في صيف 2006، وبقي معنا طيلة فترة الحرب، وبعد انتهائها في 14 آب 2006 سألنا ما الذي نحتاجه قبل أن يغادر الى طهران، فقلنا له ان أولوياتنا مسألة إيواء المهجرين من بيوتهم، فكان لنا ذلك وكانت المساهمة الإيرانية في إعادة الإعمار"، منوّهاً بـ"مواقف قيادات فلسطينية في الأسبوعين الماضيين حيال دعم سليماني للمقاومة الفلسطينية".

واعتبر أنه "لو لم يتم إلحاق الهزيمة بداعش في حمص ومناطق أخرى، لما جرى إخراجها من جرود السلسلة الشرقية على الحدود مع سوريا"، مشيرا الى "حضور سليماني بشخصه في هذه المعارك".

واستذكر "ما كانت تدعيه إسرائيل من ان لبنان حلقة ضعيفة، الى أن أصبح بعد الـ2000 والـ2006 بمثابة تهديد استراتيجي لها، وصولا الى توصيف اسرائيل للمقاومة بالتهديد المباشر والوجودي"، وشدد على أن "كل ذلك كان بمباركة جمهورية إيران الإسلامية وتفاني الحاج سليماني".

كما نوَّه بصفات سليماني لجهة "عدم إشارته في أي يوم الى أنه قدم لنا المساعدات، بل على العكس كان يقول لنا وللمقاومة الفلسطينية إنني خادمكم، كما أنه لم يطلب منا شيئا ولم يعط أمرا".

وأضاف: "لا أحد يستوعب أنه في زمن الإمام الخميني والإمام الخامنئي هناك قيادات تقدم المساعدات للمستضعفين والمظلومين".

وأكد ان "إيران تتعاطى معنا ومع المقاومة الفلسطينية على اننا حلفاء وليس أدوات إيرانية كما يتهمنا البعض، لأن هذا هو الإسلام السياسي الذي يعملون على تشويهه بدعم تنظيمات أمثال داعش".

ثم تحدث عن أبو مهدي المهندس، فقال: "علاقته مع سليماني كانت علاقة روح، كان تلميذا له، وكان المهندس صادقا، متواضعا، وكان الى جانب سليماني في مرحلة قتال داعش، وليس صدفة أن يختار الله لهما الشهادة سويا وأن تكون لهذه الشهادة أبعادها الكبيرة في الأمة".

وشدد على أنّ "داعش في العراق صنيعة أميركية مدعومة من بعض دول الخليج بالمال والسلاح والإعلام والغطاء والفتاوى والتحريض الطائفي، وداعش من أخطر المشاريع التي مرت على العراق. هنا كان دور الحاج قاسم الى حين استشهاده الى جانب الحشد الشعبي في تطهير العراق من داعش". وقال: "لو لم تنهزم داعش في العراق لسيطرت على العراق ولما انهزمت في سوريا، ولو لم تنهزم داعش في العراق وسوريا لكانت دول الخليج وتركيا في خطر ولانقلب السم على طابخيه".

وإذ كرَّر تأكيده على "دور سليماني والحشد الشعبي في إلحاق الهزيمة بداعش مما يعني انهم دافعوا عن كل شعوب المنطقة"، قال: "نحن أمام نموذج قائد إسلامي لا يمل ولا يتعب، متواضع ويعمل في سبيل الله، هذا هو الحاج قاسم سليماني".

كما اعتبر نصرالله، في حفل أقامه "حزب الله" عبر قاعات توزعت على بلدات: النبطية، بعلبك، الهرمل، صور، بنت جبيل وسحمر- البقاع الغربي، أن "سليماني كان يمثل الثورة الإسلامية في إيران، وكان خير رسول وحاملا رايتها الى شعوبنا وحركات المقاومة في بلداننا، كي نقدم لأمتنا رمزا عن هذا القائد". وقال: "علاقتي بدأت مع سليماني عندما جاء الى لبنان واستطاع تأسيس علاقة معنا بالرغم من حاجز اللغة، لكننا شعرنا أنه واحد منا، وكان حضوره بيننا كبيرا حتى في الميدان وخلف السواتر الترابية"، مضيفاً: "كان بحق يفرح لفرحنا ويحزن لحزننا، هكذا كانت علاقته معنا في المقاومة. ومع توليه قيادة فيلق القدس، لم نعد نذهب الى إيران، كان يأتي إلينا ويساعدنا ويدعمنا ويفكر معنا ويقوينا، ولم يكن يشعر به أحد في لبنان. وفي العام 1998 و1999 كانت بداية مجيء سليماني الى لبنان، وكانت ذروة عمليات المقاومة التي أدت الى الانتصار في العام 2000، كان الحاج سليماني شريكا كاملا في انتصار العام 2000، ومن واجبنا بعد شهادته ان نعلن هذه الحقيقة".

وتابع: "كان معنا في الفكرة نفسها وهي انه بعد التحرير سيظل لبنان في دائرة الخطر الإسرائيلي، لذلك كانت الحاجة الى تطوير قدرات المقاومة لمنع أي اعتداء اسرائيلي على لبنان. وهنا بدأت مرحلة تطوير القدرات الصاروخية، وفي بعض الأحيان كنا نمل، لكن الحاج قاسم سليماني كان يقول لنا: ليس لديكم ترف الوقت".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم