الأبيض يشرّع أبواب الطمأنينة... سباحة وبحر قبل "الثلجة الكبيرة"

للرياح والماء والثلج وبرودة الطقس لعبتها الخاصة أعالي الجرود العكارية (ميشال حلّاق)، حيث التنزه في طبيعة هذه المنطقة أكثر من مجرد متعة أو رياضة شتوية، إنه ثقافة عيش لأبناء هذه الجرود وللناشطين البيئيين الذين يتوافدون من مناطق لبنانية عدة للتنزه ولممارسة رياضة التزلج الحر، بعيداً من أية ضوضاء أو تشويه سمعي أو بصري في غابات يكسوها البياض، وتفتح على الجمال أبواباً مشرّعة للطمانينة والسلام والحب.

ونترك للصور (تصوير خالد طالب) سرد قصة رحلة اليوم التي نظمتها مجموعة درب عكار إلى أعالي فنيدق وغابات القموعة، حيث لعبت الرياح الشرقية لعبتها، فبعثرت الثلوج بين "نسّافات" تخطت المتر وأماكن لم تتعدَّ السنتمترات القليلة، يختلف الوضع قليلاً مع الارتفاع فوق 1800م حيث بلغ متوسط سماكة الثلوج أكثر من ٣٠ سنتم. الرياح القوية رسمت على اللزاب والأرز لوحات مميزة من الأشكال الجليدية. مستوى الصعوبة المرتفع لرياضة الـsnowshoeing أو المشي على الثلج بواسطة الراكيت خاصة مع فارق الارتفاع الكبير، يجعل منها تجربة ممتعة خاصة لمن يبحثون عن تجربة جديدة من المتعة وحرق السعرات الحرارية.

كما أفاد رئيس مركز جرف الثلوج في منطقة جرد القيطع خالد ديب أنّ جرافة تابعة لوزارة الاشغال العامة بمؤازرة من شرطة بلدية فنيدق تعمل على إعادة فتح طريق وطى مشمش -مرجحين- الهرمل وهي الطريق الرئيسية التي تربط محافظة عكار بمنطقة الهرمل التي كانت الثلوج قد قطعتها إبان العاصفة.

وحذّر ديب السائقين عدم سلوك الطرق الجبلية ليلاً، ومع ساعات الصباح الأولى، على ارتفاع 1200متر وما فوق، نظراً لتدني درجات الحرارة وتكوُّن الجليد.

إلى ذلك، يستمر الطقس في الشمال (طوني فرنجيه) بارداً وجليدياً، لا سيما ليلا وفجرا حيث يتشكل الجليد بطبقات سميكة تستمر حتى ما بعد انبلاج الفجر وشروق الشمس، واللافت في الجرود الشمالية اليوم كانت الغيوم الحمراء التي رأى فيها المعرون "ثلجة كبيرة"، وطقسا شتويا بامتياز يحلّ سنوياً مع عيد مار انطونيوس الكبير في 17 الجاري التي يسميها المعمّرون "قبعة مار انطونيوس". 

ولكن صقيع الطقس وبرودة المياه لم تمنعا ابن البترون جورج صقر من النزول الى البحر والسباحة بالمياه الباردة غير آبه ببرد كانون ورياحه.