الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

الملك إدوارد الثامن تخلى عن العرش بسبب امرأة، فماذا عن هاري؟

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل
الملك إدوارد الثامن تخلى عن العرش بسبب امرأة، فماذا عن هاري؟
الملك إدوارد الثامن تخلى عن العرش بسبب امرأة، فماذا عن هاري؟
A+ A-
بعد مرور 83 عاماً على تنازل الملك إدوارد الثامن عن العرش في العام 1936 ليتزوج من امرأة أميركية مطلقة تدعى واليس سمبسون، يعيد التاريخ نفسه في العائلة البريطانية المالكة مع الإعلان المفاجئ للأمير هاري وزوجته ميغان إمراة أميركية مطلقة - قررا التخلي عن المهام الملكية وتقسيم الوقت بين المملكة المتحدة وأميركا الشمالية لإعطاء أسرتهما المساحة التي تحتاجها.

من أجل امرأة 

إن المتابعين لمسار حياة كل من الملك إدوارد الثامن والأمير هاري يدركون تماماً ان الحب لامرأة فرض على كل منهما التنحي عن واجبات تتعلق بالعائلة المالكية، البروتوكول الملكي والعرش البريطاني.

التاريخ يعيد نفسه. يشهد التاريخ ان الأمير إدوارد الثامن فاجأ الجمهور بقرار بث على الاذاعة البريطانية، أعلن فيه "انني وجدت انه من المستحيل تحمل العبء الثقيل جداً من واجبات الملك ومسؤولياته من دون مساعدة المرأة التي أحبها".

في 11 ايلول 1936، تنازل الملك ادوارد الثامن رسمياً عن العرش البريطاني، وخسر في اليوم ذاته بعد هذا التنازل لقب دوق وندسور.

تنازل عن العرش

وقع الملك إدوارد في شباك حب والاس سيمبسون إمراة مطلقة أميركية الجنسية، وتيتم بحبها. واعتبر زواجه من امرأة مطلقة مخالفة صريحة للدستور الملكي البريطاني وبرتوكول زواج اصحاب العرش، الذي لا يسمح للملك العازب من الزواج من إمرأة مطلقة.

اختار إدوارد الاقتران بهذه المرأة وتنازل عن العرش من اجل امرأة أحبها، وتخلى عن العرش لأخيه – اي والد الملكة البريطانية الحالية اليزابيت الثانية من اجل اقترانه بالمرأة التي أحبها.

الاستقلال المادي

شدد هاري، وفقاً لما نقله الموقع الإلكتروني لقناة "سكايب نيوز" أن الزوجين هاري وميغان "يأملان في تحقيق الاستقلال المادي وتأسيس منظمة خيرية جديدة مع مواصلة بعض المهام الملكية". وأكمل المصدر نفسه أن الزوجين وصفا "الخطوة المقبلة بأنها مثيرة" مع الإشارة الى انه لم يتضح بعد كيف يمكن أن يصبح الزوجان "نصف ملكيين"، إضافة الى عدم تحديد الجهة المنوطة دفع تكاليف معيشتهما في أميركا الشمالية، وهذا وفقاً لما تناوله كتاب السيرة الذاتية للأسرة المالكة.

من جهة اخرى، عملت وسائل الإعلام البريطانية على متابعة هذا القرار، الذي اتخذه الثنائي من دون الرجوع الى الملكة اليزابيت الثانية او حتى الوقوف عند رأي الأمير تشارلز.

إذا عدنا الى بداية العلاقة بين الأمير هاري وزوجته الحالية ميغان، فقد تعرضت هذه الأخيرة الى كم هائل من الإنتقادات من الصحف البريطانية المحلية لمحاولتها خرق البروتوكول في مواقف عدة جمعتها مع هاري او مع عائلته ومنها دخولها للحديث مع الملكة وهي مرتدية بنطال من قماش الجينز او عندما شاركت العائلة احتفالية عيد الميلاد في العام 2017 وفاجأت الحشود وهي تمد جزءاً من لسانها.

الدفاع عن ميغان

بدوره، حاول الأمير هاري التخفيف من "وطأة" هذه الانتقادات، فعمد الى الاعلان أننا "نعتزم التخلي عن دورنا ببعده الواسع في العائلة المالكة". وشرح وبوضوح أننا نتوق الى ان نحقق استقلالاً مالياً مع حرصنا الكامل على توفير الدعم للملكة.

لكن إذا عدنا الى بداية العلاقة بين هاري وميغان، فقد رحبت بعض الصحف البريطانية المحلية بالزوجة المستقبلية للأمير هاري، وقد اعتبرت بعض هذه الوسائل الإعلامية ان ميغان قد تعكس نوعاً من الطمأنينة في الجو العام في قلب العائلة المالكة. لكن الاقلام تهافتت لانتقاد سلوكها المتقلب.

وقد بذل هاري قصارى جهوده لمواجهة هذه الانتقادات في حق زوجته ميغان من خلال رفع شكاوى ضد الصحف الشعبية، التي لفتت الى ان "هاري يخشى أن يعيد "التاريخ نفسه، من ناحية وقوع زوجته ضحية القوى الضاغطة، التي أدت إلى وفاة والدته ديانا بعد تعرض لحادث سير بسبب مطاردة المصورين لها وهي برفقة حبيبها دودي الفايد".

"تقسيم"

ووضعت الصحافة ايضاً النقاط على الحروف من خلال التشديد على الهوة بين بين هاري وشقيقه الأكبر وليم، الثاني في ترتيب خلافة الملكة إليزابيت الثانية، ما جعل هذه العلاقة الأخوية المتشنجة تنعكس سلباً على علاقة زوجة كل منهما.

كيف تعاطت وسائل الاعلام مع قرار الثنائي المفاجئ؟ ذكرت صحيفة "الدايلي ميرور" البريطانية أن هاري وميغان لم يعلما الملكة بقرارهما، وهو برأي الصحيفة قرار أناني جداً.

أما صحيفة التايمس فقد اختارت في متابعة لهذا القرار عنواناً لافتاً يحذر من " تقسيم" في قلب العائلة المالكة. كما اعتبرت ان هذا الإعلان يثير أسئلة صعبة، ولا سيما إذا نفذت فعلياً الرغبة الفعلية للثنائي في الاستقلال مالياً، وهذا ما قد يشكل إنذاراً في كنف العائلة المالكة".

ارباك للملكة

أما السكرتير الصحافي السابق للملكة ديكي آربيتر فقد أدلى بتصريح على قناة "سكاي نيوز" قال فيه:" يبدو أن هاري وميغان اعتادا فعل الأشياء دون أن يعرف أحد ما الذي سيحدث، وهذا يدل على أنهما في الطريق الخطأ".

وفي معلومات متداولة في الإعلام، يرغب الأمير هاري وميغان ماركل في الإقامة في مقر اقامتهما Frogmore Cottage بعد تجديده بقيمة 2.4 مليوني جنيه إسترليني، ويريدان الحفاظ على خدمة الأمن الخاصة بهم بسعر 650،000 جنيه إسترليني". 

وقال متخصص آخر في الشؤون الملكية، الصحافي والمؤلف فيل دامبيير، في تصريح نقلته "التلغراف" أن هذا القرار سيدمر الملكة بالكامل مشيراً الى "إنه آخر شيء تحتاجه اليوم". واكد أن "لدى الملكة مودة خاصة لهاري"، مشيراً الى "انه في حال أردنا تقديم القضية فما يحدث هو أن هاري وميغان ينسحبان من التزاماتهما ويتملصان من مسؤولياتهما". وخلص الى اعتبار أن ميغان تحمل كل علامات الأنانية والاندفاع، والتي أدت الى ان يصبح الأمير هاري الآن سيئ السمعة".

[email protected]

Twitter:@rosettefadel


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم