الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

مؤسس "Arabnet" عمر كريستيدس يتحدث لـ"النهار" عن الاستثمار في العالم الرقمي

المصدر: - "النهار"
رين بوموسى
A+ A-

" Arabnet" مؤتمر جمع العشرات من رجال الاعمال والاختصاصيين في المجال الرقمي والشباب المهتم. تحوّل المؤتمر ذو الطابع الشرق اوسطي منصة ساهمت بصناعة قصص نجاح "رقمية" مهمة. البداية كانت في لبنان منذ خمس سنوات، حين اطلق الشاب عمر كريستيدس فكرة المؤتمر بعد عودته من الولايات المتحدة حيث نال شهادة ماجستير في الفلسفة السياسية من جامعة "يال". والهدف كما يختصره عمر: " جمع رجال الاعمال مع اصحاب الافكار الجديدة في العالم الرقمي".


من 4 الى 6 آذار المقبل، يعود المؤتمر للمرة الخامسة في لبنان رغم الاوضاع الامنية غير المستقرة، بعد ان جال في عدد من دوراته السنوية في دول عربية عدة كمصر والسعودية والامارات. فكيف تطورت فكرة المؤتمر وماذا عن واقع الاستثمار في العالم الرقمي لبنانياً وعربياً؟


مرحلة جديدة


خلال عمله الاستشاري في شركة Booz، اكتسب كريستيدس خبرة كبيرة في مجال الاستشارات، ولدى انتقاله الى العمل في ادارة الاعمال بنيويورك تزود بخبرة في مجال الاستثمارات. وفي سنة 2009 ، عاد الى بيروت اثر الازمة المالية في اميركا، حيث وجد نفسه عاطلاً عن العمل. لم يعد يستهويه عالم الاستشارات "اذ اني اعطي الاستشارات والأفكار للزبون... لم يكن في امكاني تلمس انجازات شخصية مهمة".


علاقته بعالم التكنولوجيا بدأت بدافعين فضولي ومهني، اذ حتّم عمله الاستشاري عليه تتبع اخبار الشركات العالمية كـ"غوغل" و"ابل"، وتطور الانترنت في العالم وتأثيره على القطاعات. وشرع بوضع الخطط لتأسيس شركة تعمل في القطاع الرقمي، "فعند عودتي الى بيروت، تبيّن لي ان لا منصة او مؤتمر او مجلة تجمع الناس التي تعمل في هذا القطاع من رجال اعمال ومستثمرين باحثين عن مشاريع ناشئة، او منظمات حكومية وغير حكومية، مهتمة بدعم ريادة الاعمال لخلق فرص عمل جديدة"، يروي عمر الجالس خلف مكتبه الكائن في منطقة الحمراء. من هنا، ولدت فكرة Arabnet سنة 2010، وكان لوالدة عمر التي تعمل في مجال تنظيم الحفلات دوراً مسانداً من الناحية التنظيمية.
في تلك الفترة، لم يكن الانترنت شغل اللبنانيين الشاغل، الا ان عدد الحضور في المؤتمر كان "جيداً" من المدوّنين الى المهتمين "كنا مجموعة Geeks"، يقول مازحاً.


في تلك الفترة (2010)،ازداد اهتمام اللبنانيين والعرب بالعالم الافتراضي، وبدأت تظهر ملامح مرحلة اكثر جدية من العلاقة مع التكنولوجيا مع ازدياد دخولها حيوات الناس. في الفترة نفسها، استحوذت شركة "ياهو" على شبكة "مكتوب" بقيمة 85 مليون دولار، ويعتبر موقع مكتوب من أول المواقع العربية التي وفرت خدمة البريد والتي انطلقت سنة 1997. من خلال ذلك، يعتبر عمر أن "رجال الأعمال لاحظوا أنه في استطاعتهم الاستثمار في العالم الرقمي وكسب الارباح".


ويرى كريستيدس ان الثورات العربية صنعت ثورة كبيرة في عالم الانترنت، وبدأ العرب معها بالتعرف اكثر الى مواقع التواصل الاجتماعي من فايسبوك، تويتر، الى يوتيوب، وكذلك الاهتمام بعالم التكنولوجيا والعالم الرقمي.
ويشير الى ان تطور التكنولوجيا وتزايد اعداد مستخدمي الانترنت في العالم العربي غيّرا نظرة الشركات الكبيرة تجاه هذا النوع من الاعلام الجديد حيث بدأت الشركات العربية ادراك اهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، كما بدوا مهتمين بالتعرف الى فلسفة استخدام الشركات الاجنبية الكبيرة هذه المنصات التكنولوجية ووسائل الاعلام الجديدة لتنمية اعمالها.


ومع السنوات، تطورت اعمال مؤتمر  Arabnet، اذ ارتفع عدد المشاركين في المؤتمر من 500 شخص سنة 2010 الى 800 في السنة الثانية و2012 في السنة الثالثة. 


قصص نجاح


أعطى المؤتمر فرص مهمة للشباب الطموحين الذين بدورهم سطروا قصص نجاح. يتحدث كريستيدس هنا عن شركة Foo،قائلاً: "في البداية كانت الشركة عبارة عن تطبيق يوّفر معلومات عن حالة الطقس، المطاعم، والافلام المعروضة في السينما". وكان مؤسسا تلك الشركة قد شاركا في اول مؤتمر  "Arabnet" واستطاعا ان يستقطبا رجال اعمال لتمويل ابتكار تطبيقات الهواتف، وتضم شركتهما اليوم اكثر من ٣٠ موظفاً.


وفق عمر، تمتاز السوق اللبنانية بالكفاءات الاعلامية والتقنية والابداعية، "ففي امكان بلدنا، ان يكون مركزاً للانتاج من تصميم المواقع، البرمجة، الى انتاج المحتوى، اذ ان لبنان يعتبر مركز انتاج للاعلام والاعلان في العالم العربي".


ويتحدث كريستيدس عن واقع الاستثمارات في لبنان والعالم العربي، شارحاً ان "قطاع الاستثمار في العالم الرقمي في الشرق الاوسط، لا يزال ناشئا، وان هناك عدداً لا يستهان به من قصص النجاح رغم اننا في بداية المسيرة"، مشيراً الى ان الاستثمار في القطاع المذكور قد يكتب له النجاح او الفشل، كأي استثمار آخر. ويشرح ان العالم العربي شهد النشاطات الاستثمارية الاولى في العالم الافتراضي منذ ٥ سنوات، اذ شهد القطاع استثمارات بقيمة 18 مليون دولار سنة 2011 ووصلت الى 78 مليون في 2012 على صعيد الشرق الاوسط، "وهذا ما يؤكد لنا ازدياد اهتمام المستثمرين بالقطاع، حتى ان البعض انشأوا صناديق استثمار في هذا القطاع وخصص مصرف لبنان 400 مليون دولار لدعم المشاريع الناشئة المختصة باقتصاد المعرفة في لبنان، اذ يسمح لأي مصرف لبناني الاستثمار في شركات ناشئة، ومنها شركات ناشئة رقمية، ويضمن المصرف المركزي 75 في المئة من هذا الاستثمار، وفي حال نجاح المشروع يحصل على نصف الارباح ". 
اما الاعلانات في العالم الافتراضي في المنطقة، فيقول عمر ان قيمتها تتعدى 300 مليون دولار وتنمو بشكل واسع ، خصوصا ان اهتمامات المستهلكين انتقلت من وسائل الاعلام التقليدية الى الانترنت، ما دفع المعلنين الى متابعة اهتمامات زبائنهم.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم