الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

عون منحه وسام الاستحقاق البرونزي... الصحافة الرياضية ودّعت عميدها "عمو نعيم"

المصدر: "النهار"
عون منحه وسام الاستحقاق البرونزي... الصحافة الرياضية ودّعت عميدها "عمو نعيم"
عون منحه وسام الاستحقاق البرونزي... الصحافة الرياضية ودّعت عميدها "عمو نعيم"
A+ A-

ودّع الإعلام الرياضي عميده الزميل نعيم نعمان في مأتم رسمي وشعبي حاشد، ومنحه رئيس الجمهورية ميشال #عون، ممثّلاً برئيس لجنة الشباب والرياضة البرلمانية وعضو "تكتل لبنان القوي" النائب سيمون أبي رميا وسام الاستحقاق اللبناني البرونزي، ورأس صلاة الجنازة التي أقيمت لراحة نفسه في كنيسة القديسين سارجيوس وباخوس في بلدة المنصف قضاء جبيل الخوري جورج برباري، في حضور حشد من الشخصيات السياسية والأسرة الرياضية وعائلة الفقيد وعدد من رؤساء البلديات والمخاتير والكهنة والآباء وفاعليات اجتماعية وإعلامية.

وأكّد برباري في كلمته أنّ "نعيم لم يؤسس عائلة، إذ كانت المنصف كلها عائلته، في بوتقته المحلية، فسعى لتوحيد طاقاتها لما في الخير، فأسس ناديها، وأخذت الانجازات تتوالى، ثم أسس الكشافة، فالمستوصف ليكون من تلك الخلية، كما نردد في صلواتنا، عونا للذين لا عون لهم، على صورة معلمه العلوي، ومن المنصف انطلق في رسالته الرياضية، فأسس اتحادات، وانطلق يرسم بقلمه، و"من نافذته"، "خريطة طريق" لرياضة نظيفة من كل مفاسد السلطة والمال والعصبية الطائفية والمناطقية. يا ليتنا نجد اليوم في كل قرية نعيم نعمان يعيد توجيه البوصلة لشبيبتنا الضائعة ولنواد تسعى للحمة لا للفرقة". وتابع: "لا تحسب أيها العزيز نعيم أنني امتدحك أمام محبيك، رجاؤنا، في ذلك، ان يلقاك ربك بالمديح النافع، لكن حسبنا في ما نقول أن نتلمس ضياء المسيح في عيون من نلقاهم وفي وجوههم وقلوبهم، فكيف لا نقرؤك كلمات حلاوتها تأتي من "نوافذ مفتوحة" للضياء الرباني كنته لما كنت تسير على هذه الكرة، كتبته على وريقات أرجو ألا تضيع من تاريخ البشر. وختم : "لا أبالغ إن قلت أننا كلنا خاسرون بغياب نعيم وقد أكون أنا الخاسر الأكبر بعد أن منيت النفس بلقاءات تدوم وتدوم، لكن الرجاء ثابت أننا ربحنا لدى الله قلبا يقطر طيبة، رجاؤنا أن السماء التي كانت تصدح ليلة الغطاس بكلمة الآب: "انت ابني الحبيب الذي عنه رضيت" قد اجتذبت النعيم بد ان تدثر بالضياء العيسوي".

وفي ختام الصلاة، وضع أبي رميا وسام الاستحقاق البرونزي على نعش الراحل. وقال: "أيّها الفقيد الغالي، تقديرا لعطاءاتك من اجل لبنان ولايمانك بالرسالة الانسانية والاجتماعية للرياضة وما قدمته لها اثناء تأديتك لواحبك الصحفي، قرر فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون منحك وسام الاستحقاق اللبناني البرونزي، وكلفني وشرفني ان اضعه على نعشك في يوم وداعك وان اتقدم من عائلتك بأحر التعازي".

من جهته، وصف ممثل مدير عام الشباب والرياضة زيد خيامي، محمد عويدات، الراحل بـ"قديس الرياضة اللبنانية "، متحدّثاً عن "التواصل الذي لم ينقطع بينهما". وقال: "سبعة وثمانون عاما لم نره الا شابا لا يهدأ، لم نره الا مرشدا ومصوبا، لم يكن الا أبا عطوفا، قد سماني بالمفتي استنادا الى تسمية الراحل انطوان الشويري لي، وانا سميته بالمطران للرياضة اللبنانية الوطنية ، وبالنعيم للصحافة الرياضية، وبالنعمان على الفقراء والمرضى في مستوصف "المنصف".

وأضاف: "نعيم المميز، كان له حيز كبير عند الجميع، ولنعيم تاريخ مقروء وغير مكتوب في ذاكرة الجميع، فهو مؤسس الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة، لا بل مؤسس لنهج نقي وصاف في الحركة الرياضية، وطني حتى العظم، ومؤمن بالله وكتبه ورسله بعيدا عن الطائفية البغيضة والمذهبية المقيتة، اعلامي، ليس على قاعدة صياغة خبر او سرد حكاية، بل لصياغة نهج اعلامي يقود نحو الصلاح والتطور والتكاتف والتعاون، ناقد، ليس على قاعدة التجريح بل اجتراح الحلول وتقديمها للخروج من مأزق او ازمة. فاعل للخير، يلهث وراء الدواء، ليس ليتناوله بل ليناوله لمن يحتاج. حارس المنصف ومنصفها، ناطور الرياضة، قديس الاعلام، والاب لجميع الرياضيين". وختم: "رحلت باكرا، فالسنوات الـ87 لا تكفينا، لاننا نحتاجك كثيرا. فسلام عليك نعيم نعمان".

وتحدّث رئيس الاتحاد اللبناني لكرة الطائرة ميشال أبي رميا "عن تجربته مع الراحل في الرياضة عامة ورئاسة الاتحاد خاصة، والذي عرفه على معنى الانسان الإنسان، الذي أعطته السنون حكمة فبات محاطا بهالة من الوقار وهو الذي يحافظ على صداقاته حتى الرمق الأخير". وقال: "تعرفت على عاشق الرياضة يتابع المباريات بشغف مبديا الملاحظات العلمية للحكام واللاعبين والإداريين، هو الجامع الحاضن للكل يسارع الى التوفيق وتقريب وجهات النظر عند وقوع اي خلاف، والسعي دوما الى جمع الشمل الرياضي، ولم تبخل بقلمك أو فكرك يوما وناضلت حتى اللحظة الأخيرة. واضاف:"نودعك يا مرجعنا الرياضي الذي زين قلمه صفحات الرياضة يوم عاشت الصحافة مجدها، وبات كالخمر العتيق يزداد طيبا وقيمة كلما تراكمت الأيام والخبرة في خوابي ذاكرته وعمق فكره، اختبرنا معك عمق المسؤولية في عيادة المريض وتأمين العلاج له دون تمييز، وسيفتقدك الناس الطيبون الذين تعودوا على عطاءاتك وتضحياتك، نودعك يا من ببعد نظرك جعلت كرة الطائرة تأخذ مجدها وتحلق راياتها عاليا وها نحن نحصد اليوم من ثمار ما زرعت".

وأضاف: "نودع اليوم شعلة نشاط لن تنطفىء وستبقى راسخة كشجر زيتون المنصف ويعبق عطرها عند كل عمل خير، أمسكت يد المسيح ليلة انحنت الأشجار وأضيئت الأنوار، فأنت الذي زرعت أرض النعيم بالأزهار وألوان أعمال الخير والعطاء". وختم: "باسمي وباسم الاتحاد اللبناني للكرة الطائرة نعزي عائلتك الكبيرة الممتدة على مساحة الوطن وجذورها راسخة في بلدتك التي أحببت، ونعاهدك أن نبقى أوفياء لحضورك وإرشاداتك وأن يبقى ناديك والمستوصف اللذان احببت محجا لنا وملجأ نلتقي فيه طيف حضورك فندفأ من وهج الفراق والغياب".

كما ألقى ناجي شربل كلمة الصحافة الرياضية جاء فيها: "بثقة ونبرة مماثلة لتلك التي تحدث بها ليلة غياب انطوان شارتييه، قال رئيس نادي مون لاسال ورئيس هيئة الرياضة في "التيار الوطني الحر" المحاضر الاولمبي جهاد سلامة "سنقيم له وداعا رياضيا لائقا"، نعم، كم أحببتها من جهاد ان نعطي درسا جديدا في أننا قوم لا يغيب عن "دفن المير" فلو كان بيننا لما سمح لنا بالبكاء، فلن نبكي، وان خانتنا الدموع المتساقطة، ليس حزنا فقط، بل فرحا بالقيامة". واضاف: "نعيم نعمان المولود في العاشر من كانون الأول 1934 في البيت الذي يتخطى عمره اكثر من 120 سنة، رحل بهدوء، ولطالما تمنيت له هذه الميتة، وهو الذي خضع لعميلة قلب مفتوح منذ أكثر من ربع قرن، وأجري له تمييل للشرايين منذ عامين تماما. تصور ان نعيم نعمان عانى وبات عاجزا عن الحركة في شيخوخته، وهو الذي احتفظ بحرية الحركة والتنقل حتى ليلة رحيله". وتحدث عن "العلاقة التي كانت تربط الراحل بطبيبه الدكتور سايد درغام، وسعيه الدؤوب لتأمين الادوية الصعبة والغالية الثمن لمستوصف البلدة لتوزيعها مجانا على الجميع من لبنانيين وسوريين دون حسابات مناطقية".

وقال: "لم يتعب، بل واظب على النزول الى المستوصف رغم كل شيء. عاش خدمته الانسانية حتى الدقيقة الأخيرة، واحتفظ بذهن صاف، ولطالما رفع الكلفة بالمباردة سائلا ومتفقدا، سيكتب كثيرون عن مآثره الرياضية والاعلامية والإنسانية، أما أنا فسأذهب باحثا في مسيرة حافلة وطنيا، لم يحجم فيها يوما عن قول الحق، وتسمية الأشياء بأسمائها والانتصار للوطن وحب الجيش، وإمدادنا بمعنويات في عز محاولات البعض النيل من هيبة الدولة". وختم: "أبلغته مرة بـ"كابوس" قض مضجعي عندما علمت بموته. وقلت له: "الحمد الله انه مجرد كابوس ، ليتني استطيع تكرارها الآن يا عمو نعيم " فليت الزمن يطاوعنا ولو لمرة واحدة باستعادة من نحب".

وفي الختام، القى شقيق الراحل نبيل نعمان كلمة مقتضبة باسم العائلة شكر فيها عون على تكريم الراحل الوسام البرونزي، كما شكر الاسرة الرياضية والاتحادات والاعلاميين على تكريمهم للراحل ومحبتهم له التي كان يبادلهم اياها في حياتهم سائلا الله الا يصيبهم اي مكروه".

وغصّ صالون الكنيسة بالمعزّين، كما تلقّت عائلة الفقيد برقيتي تعزية من كل من رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية جيناني ميركو ورئيس الاتحاد الآسيوي للصحافة الرياضية سطام السهلي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم