الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

بيت المال وبيت العلم وبيت الطاعة

سمير عطاالله
Bookmark
بيت المال وبيت العلم وبيت الطاعة
بيت المال وبيت العلم وبيت الطاعة
A+ A-
"إن الأوطان الكثيرة القبائل والعصائب قلَّ ان تستحكم فيها دولة... والسبب في ذلك اختلاف الأراء والأهواء، وأن وراء كل رأي وعصبية منها، عصبة تمانع دونها".ابن خلدونقبل 176 عاماً صدرت جريدة "الإيكونوميست" في لندن، على أنها أول صحيفة تتعامل مع الإقتصاد بمفاهيمه الجديدة آنذاك. تعاقب على المطبوعة، التي هي الآن أهم مجلة اسبوعية في العالم، عدد كبير من رؤساء التحرير. لكنها استبقت اسم رئيسٍ واحد من القرن التاسع عشر، هو وليم بيدجهود، تنشر الإفتتاحيات الإسبوعية تحت توقيعه، احتراماً منها لتلك القاعدة الذهبية التي أطلقها: "اللجوء إلى المصرف المركزي هو آخر الحلول". وشرحه التبسيطي أن "آخر الدواء الكي". تخطر في هذا المجال مصطلحات تاريخية أخرى من ثوابت الإقتصاد في الأمم: فقد سمّت العرب الأمن المالي للدولة "بيت المال" باعتباره بيت الناس وأمنهم. وفي المغرب تسمى آلة الحكم "المخزن" باعتبار أن أمانة الأرزاق هي أقدس الأمانات في عنق الملك. ولا يفوتنا تعبير "الموازنة" الشائع وهو أساس الحكم وحماية المداخيل وضبط النفقات، وإلا اختلّ توازن الهيكل الإقتصادي، واختلّ معه التوازن النقدي، وتعرّض البلد والناس لمخاطر شتّى، منها التضخّم القاتل والبطالة والإفلاسات وما يليها من أحزان.معرفتي بالأرقام لا تتجاوز معرفة أي إنسان عادي. لكن موازنة الدولة، مثل موازنة الفرد، لا تتطلّب عبقريات آينشتاين بقدر ما تتطلّب بديهيات "أبو ملحم"، وما فوق ذلك فهو من ذكاء البنوك وعبقرية المصرفيين وألعاب السحر التي لا تكفّ عن رمي البلد في الأزمات الوجودية، منذ مأساة "انترا" وسحرته المتعاقبين.هذه هي النهاية التي حذّر منها "أبو ملحم"، وجميع ذرّيته من عقلاء البلد، فيما كان اللبناني ولبنان يتكبدون عاماً بعد آخر ثمن الإفلاسات الفاجرة والسلوك المارق، وضعف الدولة المتهاوية أمام حالات السرقة العلنية، كما في "بنك المدينة" وسيّدته التي انتهت إلى البرازيل ونعيم الأمازون وجنّة التماسيح.تدلّل النظام المصرفي علينا بأنه أهم ما نملك من مصادر الثروة. كانت الدولة أدرى...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم