الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

هكذا توفيت شقيقة بيار ربّاط... "الصدمة كانت في المستشفى"

المصدر: "النهار"
ليلي جرجس
ليلي جرجس
هكذا توفيت شقيقة بيار ربّاط... "الصدمة كانت في المستشفى"
هكذا توفيت شقيقة بيار ربّاط... "الصدمة كانت في المستشفى"
A+ A-

مع أن الموت حقٌّ، لكن يصعب علينا تقبّله. يصعب علينا إيجاد تفسير له أو حتى معرفة أسبابه، فكيف إذا كان الموت صادماً وفجائياً؟ لم يتسنَ لنا بعد أن نخرج من الصدمة التي خلّفتها وفاة الإعلامية نجوى قاسم حتى كُتب علينا مجدداً أن نتلقى خبراً حزيناً مشابهاً: الموت فجأة، والسبب ذبحة قلبية. 

اليوم، كان على الإعلامي #بيار_ربّاط أن يحمل جراحه ويمضي بها إلى دبي، شقيقته بيا رحلت فجأة بعد أن خذلها قلبها دون سابق إنذار. ابنة الـ38 عاماً، وفق ما أكده لنا مصدر مقرب، "لم تكن تشكو من شيء، تعيش حياة صحية وعادية. لم تشعر بأي عارض سابق أو مرض، كانت حياتها جدّاً طبيعية. كانت بيا تمارس الرياضة عندما شعرت بالانزعاج، توجهت إلى مستشفى وهناك كانت الصفعة الأولى، عضلة قلبها تعمل فقط 25%. لم نعرف بعد الأسباب الصحية المسؤولة عن ضعف عضلة قلبها، هل هو فيروس أم سبب آخر طبي، لكن الضربة القاضية كانت بتدهور حالتها ووفاتها سريعاً حتى قبل وصول شقيقها إلى دبي".

رحلت بيا بعدما خذلها قلبها دون أن تشعر، لم تكن تشكو منه أو من أي عارض صحي يُنذر بوجود مشكلة ما، فاجعة الموت آلمت كل من عرفها. الصدمة قاسية وموجعة. 

ليست المرة الأولى التي نسمع بوفاة شاب نتيجة توقف قلبه أو ضعف في عضلة القلب، هذا الوجع الذي يتجدد مع كل قصة يجعلك تقف حزيناً أمام هذه المأساة المتكررة. من المبكر معرفة السبب الحقيقي المسؤول عن وفاة بيا، لكن احتمالات كثيرة تُطرح في هذه الحالة ومنها فيروس الـMyocarditis الذي يأكل من عضلة القلب ويؤدي إلى إضعافها.

قد لا تسمع عنه كثيراً إلا أنه موجود طبياً. وفي حديث سابق مع الأستاذ المشارك في الطبّ السريري لمرض قصور عضلة القلب وزرع القلب الدكتور هادي سكوري، يُعرّف "فيروس الـMyocarditis بأنه عبارة عن التهابات في عضلة القلب نتيجة أسباب عدة أبرزها:

* فيروس

* بكتيريا

* بعض الأدوية

* أمراض الروماتيزم

قد تصيب الالتهابات أي عضو من أعضاء الجسم، مثلاً التهاب الرئة أو الحنجرة أو الأذن ترافقه حرارة مرتفعة وسعال وألم في الحنجرة أو الرئة، وتُصيب هذه الالتهابات عضلة القلب وغالباً ما تُصيب صغار السن (دون الـ40 عاماً) وتكون هذه الالتهابات ناجمة عن فيروس. تتعدد أنواع الفيروسات، وعوض أن تُصيب الرئة أو الكبد أو أي عضو آخر في الجسم، يُصيب الفيروس عضلة القلب ويؤدي إلى التهابات فيها.

ويوضح سكوري أن "التهابات عضلة القلب لا يرافقها أي عارض صحي عند البعض، إذ لا يشعر المريض بأي ضعف في القلب في حين قد يشعر مريض آخر بألم في الصدر نتيجة التهاب غشاء عضلة القلب. لذلك عندما يشعر المريض بألم في صدره يخضع لبعض الفحوص ومنها أنزيمات القلب (في حال كانت مرتفعة فهذا مؤشر إلى وجود التهاب في عضلة القلب). وبناءً عليه، تُجرى له صورة صوتية لمعرفة مدى ضعف عضلة القلب".

لمعرفة ماذا يجري تحديداً في القلب، يشرح سكوي أن "القلب بدايةً يقوم بالتعويض عن هذه الخلايا الميتة، لذلك لا يشعر المريض بأي عارض صحي كضيق في التنفس، التعب، الإرهاق أو الإصفرار. لكن مع الوقت يتعب القلب وتتضخم أعضاؤه وتظهر عليه أعراض قصور القلب. ومن المهم أن نعرف أن التهابات عضلة القلب ومدى قوتها هي التي تلعب دوراً في حالة المريض وتطور حالته. إذا كانت الالتهابات بسيطة وقد شُفي منها، لن يشعر المريض بأي عارض صحي وتبقى عضلة قلبه جيدة. أما في حال تضرر عدد كبير من الخلايا (خلايا ميتة) أو في حال الإصابة بالتهابات حادة في عضلة القلب عندها سيشعر المريض بأعراض قصور القلب".

أما بالنسبة إلى العلاج، يشير سكوري إلى أن العلاج عادةً يكون للقلب وليس للفيروس، ويقوم العلاج على الحدّ من تطور الفيروس وتحسين عضلة القلب ومنع تدهور الخلايا الجيدة والحفاظ على حيويتها. هناك 50% من المرضى تتحسن عضلة القلب عندهم و30% تعود طبيعية، ولكن هناك 20% من المرضى لا يظهرون تحسناً في عضلة القلب بل قد نشهد على تدهورها. وهذه الفئة تعدّ الأكثر صعوبة إذ مع الوقت نصل إلى مرحلة ضعف قلب متقدم ونحتاج إلى جهاز لتحسين أو مساعدة عضلة القلب، ويكون هذا الجهاز جسر عبور للوصول إلى زرع قلب طبيعي. (نفتقر عند الصغار إلى وهب الأعضاء لا سيما في سن صغيرة).

ويوجّه سكوري رسالة إلى مريض القلب أو مريض سابق في التهابات عضلة القلب وأهمية "متابعة حالته مع الطبيب حتى بعد مرحلة الشفاء وإجراء صورة صوتية سنوياً لمراقبة عضلة قلبه. وعند ملاحظة أي ضعف أو تراجع في عضلة القلب (مهما كانت بسيطة) يجب معالجته سريعاً بالأدوية حتى نتفادى الوصول إلى مرحلة متقدمة من خلل في القلب. أما في حال وجود أي من الأعراض التالية، على الشخص استشارة الطبيب:

* ضيق التنفس

* تعب وإرهاق

* اصفرار

* دقات قلب سريعة

* تورم في القدمين

* التعرّق

وتشير هذه الأعراض إلى احتمال احتباس الماء في الجسم أو الرئة وبالتالي إلى ضعف في عضلة القلب.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم