Mission impossible

لستُ مريضًا بالسياسة، ولم أكن في أحد الأيّام "حيوانًا سياسيًّا". لكنّي أكتب في الشأن العامّ لأكسر قاعدةً. ولأتسلّى عن عدم.نقل إليَّ أحدهم عن لسان أحدهم، أنّي كائنٌ مزعجٌ للغاية، وماحقٌ للغاية، وجنونيٌّ للغاية. ولم يتردّد في أنْ يقول لي إنّي مكروهٌ جدًّا عند تجّار الأقلام، والسماسرة، والمرتزقة، وعلى شاشات التلفزة، وفي أوساط الأحزاب والتيّارات السياسيّة، ولدى المنشغلين بالكراسي والمقاعد، والمهجوسين بتكديس الأموال وغسلها. ضحكتُ. وانتفختْ أنايَ.قال إنّ ثمّة مَن يريد من باب الفضول ليس إلّا، أنْ يعرف سرّي مع هذه المقامرة المجّانيّة العظمى التي أرهن لها حياتي، ولا تبتغي ربحًا، ولا شيئًا على الإطلاق. سألني عن مصدر القوّة الذي يجعلني أزدري كلّ شيء، وأزدري الجميع. ضحكتُ. وضحكتُ. وازددتُ إعجابًا (ساخرًا) بنفسي.لكنّي استوقفتُهُ لأقول: ليس صحيحًا أنّي أزدري الجميع. أزدري كثيرين، لكنّي لا أزدري الجميع.نصح إليَّ من باب الصداقة بأنْ لا أكون ملكيًّا أكثر من الملك، وبأنْ أزيح عن كتفيَّ بعضًا من هذه الأحمال العبثيّة التي لا تُحتمَل. أجبتُ...