الثلاثاء - 16 نيسان 2024

إعلان

Lebanocracia تصنّف الأولويّات وتطرح الحلول للأزمة اللبنانية

المصدر: "النهار"
كني-جو شمعون
Lebanocracia تصنّف الأولويّات وتطرح الحلول للأزمة اللبنانية
Lebanocracia تصنّف الأولويّات وتطرح الحلول للأزمة اللبنانية
A+ A-

لا فرص عمل للشباب. لا ضمان شيخوخة للمسنين. لا وفر في الكهرباء والماء. لا طبابة ولا رغيف للفقراء. كَثُرَت الوعود، وغابت الاستراتيجيات التي تكفل حقوق المواطن. طَغَت المصالح الخاصة على سياسات الدولة وحُكِمَ على الشعب بالمعاناة والشقاء. فأتت ثورة 17 تشرين لتصوغ تاريخاً جديداً للبنان؛ والمغتربون الذين يُحَمِّلون سبب هجرتهم إلى الطبقة الحاكمة، يساهمون في كتابته.

من المبادرات التي لاقت صدىً واسعاً، Lebanocracia وهي منصّة عمليّة أطلقها طلّاب من أصول لبنانية في جامعتي هارفرد وMIT؛ هدفها المساهمة في توعية الناس على الحلول والآليات التي يمكن اتّباعها للخروج من الأزمات التي يعاني منها الشعب اللبناني.

تواصلت "النهار" مع أنجيلو مخايل من الطلاب المبادرين في هارفرد، فشَرَحَ أنّ المطالب عديدة ومحقّة والمنصّة لا تكتفي بتعدادها بل تساعد المواطنين على تحديد أولويّاتهم عبر التصويت. عند انتهاء مهلة المشاركة، سيُصدر الطلاب تقريراً من شقّين: الأول يعرض النتائج المفصّلة وتراتبية الأولويّات وتصنيفها. أمّا الشق الثاني فيقترح حلولاً بآليات وتقنيّات متنوّعة للمسائل الأكثر إلحاحاً؛ يعمل الفريق على بلورتها بالتعاون مع مراكز أبحاث ومنظمات غير حكومية مثل المنظمة اللبنانية لتعزيز الشفافية وهي الفرع اللبناني لمنظمة الشفافية الدولية ومديرها المحلّي جوليان كورسون، ومع مركز عصام فارس في الولايات المتحدة. يقول مخايل "نريد توعية الناس على الحلول فهي عمليّة وليست مستحيلة".

يستمرّ التصويت حتّى 31 كانون الثاني 2020 وهو متاح لكافة اللبنانيين دون تفرقة: ثوّار، موالون، حزبيّون، مستقلّون، مقيمون أو مغتربون... يعمل على المنصّة أنجيلو مخايل، كارلا سعد، علي نويهض، ليان الحر، رومي الصياح، روصي أبي رافع وعليا بدر وجميعهم يصرّون على أنّهم مبادرون ولا يدّعون تمثيل أحد.

ما هي نتائج التصويت لغاية الساعة؟

تصدّرت ثلاث مسائل نتائج التصويت حتّى الآن. حسب مخايل احتلّت المرتبة الأولى المطالبة باستقلالية القضاء ومحاسبة الطبقة السياسية والشفافية ومكافحة الفساد. وأتت المسائل المعيشية كتأمين الكهرباء 24/24 وضمان الشيخوخة ومعالجة أزمة النفايات والاعتناء بالبيئة في المرتبة الثانية. أمّا الطروحات الاقتصادية المتعلّقة بغلاء المعيشة والقيود الماليّة وتشجيع الصناعة الوطنية، فجاءت في المرتبة الثالثة. يعتبر الشاب أنّ في ذلك دليل وعي سياسي لدى المواطنين، "اللبنانيون لا يطوون صفحة دون محاسبة الطاقم السياسي ليكون عبرة لمن سيتولّى مسؤوليّات وطنيّة في المستقبل".

لمن سيُرفع التقرير؟

بعد الانتهاء من الصياغة، سيصبح التقرير مرجعاً في متناول جميع اللبنانيين، يستندون إليه من أجل تحقيق مطالبهم من استقلالية القضاء واستعادة الأموال المنهوبة وتأمين الكهرباء والخروج من الأزمات البيئية-الصحية...

وقد تلتقي المجموعة أصحاب القرار في لبنان: رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب والوزراء المعنيّين ورؤساء اللجان النيابية ونقيب المحامين "لنقول إنّ لدينا جملة من الحلول التي عمل عليها أفراد ومنظّمات. ولندعوهم إلى تطبيقها". ويستكمل الشاب حديثه: "لن ينفّذوا المقترحات في الزمن القريب، فلقد فَقَدنا الأمل بالطبقة السياسيّة الحاكمة".

نشأة الفكرة

يروي أنجيلو مخايل الذي زاول مهنة المحاماة في نقابة المحامين الفرنسية وعَمِل كمدّعي عام مالي في فرنسا قبل التحاقه بجامعة هارفرد للتخصص في الإدارة الحكومية والشؤون العامة أنّ الفريق التقى للبحث عن حلول تساعد اللبنانيين في تخطّي محنتهم. لذا عرضت إحدى الشابات التمثّل بتجربة Chilecracia التي أطلقها البروفيسور سيزار هيدالغو في جامعة MIT في 23 تشرين الأول 2019؛ فتوافقت المجموعة على إعداد منصّة إلكترونيّة خاصة بالمعضلة اللبنانية، أطلَقَت عليها اسم Lebanocracia.

شارك في التصويت حتّى الآن حوالي 24000 شخص. وفاقت أعداد الأصوات التفضيلية الـ310000 إذ أنّ كلّ مشترك عليه اختيار عدد من الأصوات التفضيلية للإجابة عن الأسئلة وتحديد الأولويات.

بالنسبة لمخايل "لبنان لن ينهض دون المغتربين. الناس في لبنان يلعبون الدور الأساسي لكنّ الاغتراب يبقى نقطة ارتكاز هامّ لهم". ويلفت إلى أنّ العديد من الشبان والشابات مستعدّون للعودة إلى وطنهم الأمّ والعمل فيه وهم يقومون بمبادرات عديدة يطلقونها للتعاون والتعاضد مع الشعب اللبناني. يضيف: "الاغتراب مفتاح حلّ لكنه ليس الوحيد. وهذه المنصّة عيّنة متواضعة عمّا الاغتراب قادر على تقديمه. كلّ الجهود تصبّ في قيامة لبنان".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم