الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ترامب و"الخطأ الاستراتيجي": اغتيال سليماني "وحّد قوى المقاومة" من طهران إلى بيروت

المصدر: "أ ف ب"
ترامب و"الخطأ الاستراتيجي": اغتيال سليماني "وحّد قوى المقاومة" من طهران إلى بيروت
ترامب و"الخطأ الاستراتيجي": اغتيال سليماني "وحّد قوى المقاومة" من طهران إلى بيروت
A+ A-

ربما كان قصد الرئيس الأميركي #دونالد_ترامب من وراء اغتيال الجنرال الإيراني #قاسم_سليماني ضرب عمود البيت الشيعي المناهض لبلاده. غير أن نتيجتها كانت معاكسة تماماً، ليجد نفسه أمام "محور مقاومة" أكثر تماسكاً واتساعاً، بحسب ما يرى محللون.

كانت الصدمة كبيرة، لكن وجيزة بالنسبة الى الفصائل الشيعية العراقية، بعدما أقدمت #الولايات_المتحدة على اغتيال سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس على طريق مطار بغداد الدولي يوم الجمعة. وسرعان ما جمعت تلك الفصائل قواها، وخرجت بخطاب شديد مناهض للولايات المتحدة، أعاد التذكير بفترة الغزو الأميركي للبلاد في العام 2003.

ويقول الباحث في العلاقات الدولية كريم بيطار لوكالة فرانس برس: "سيكون هناك توحيد للصفوف، وتعزيز للعصبية الطائفية، وسرعان ما ستكون لقرار دونالد ترامب نتائج عكسية".

ويضيف أنه في إيران ولبنان والعراق "ستوضع كل القضايا الاقتصادية والاجتماعية والثقافية جانباً، في مواجهة حالة أمنية طارئة".

وبالفعل، فقد تجلى ذلك في إعادة انتشار سياسي لقوى عراقية كانت خففت من خطابها المعادي لواشنطن في أعقاب دحر تنظيم الدولة الإسلامية والانتخابات التشريعية التي جرت في أيار 2018.

واعتبر فصيل "كتائب حزب الله" المنضوي ضمن قوات الحشد الشعبي والموالي لإيران، أن عملية الاغتيال "بداية نهاية الوجود الأميركي في المنطقة"، فيما رفع الزعيم الشيعي مقتدى الصدر سقف المواجهة. فدعا في تغريدة على تويتر "الفصائل العراقية المقاومة (...) إلى اجتماع فوري لإعلان تشكيل أفواج المقاومة الدولية".

وأعاد الصدر إحياء "جيش المهدي" الذي كان له دور كبير في مقارعة الأميركيين عقب دخولهم إلى العراق.

حتى أن الأمين العام لحركة "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي الذي كان على خلاف مع الصدر، لكن تعتبره الولايات المتحدة "إرهابياً عالمياً"، انضم إلى خط المواجهة ضد الأميركيين في خندق واحد مع غريمه، قائلاً: "إذا لم تخرجوا أو ماطلتم في ذلك، فستجدون رداً عراقياً قوياً سيزلزل الأرض من تحت أقدامكم وسيجعل السماء جحيماً فوق رؤوسكم".

وجاء كلام الخزعلي في أعقاب جلسة برلمانية طارئة الأحد دعا فيها النواب الحكومة إلى "إنهاء وجود أي قوات أجنبية" على أراضي العراق، عبر مباشرة "إلغاء طلب المساعدة" المقدم إلى المجتمع الدولي لقتال تنظيم الدولة الإسلامية.

وشهدت الجلسة تغيّباً للنواب الأكراد ولعدد كبير من القوى السنيّة.

وبعث المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني برسالة تعزية إلى المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، في خطوة غير مسبوقة بين مرجعيتي النجف وقم.

ويرى الخبير في الحركات الإسلامية قاسم قصير أن "نتائج الاغتيال أعادت توحيد قوى المقاومة، وأعادت جعل الأولوية مواجهة الولايات المتحدة".

ويقول: "الاغتيال كان خطأ استراتيجياً، والرد سيكون في كل المنطقة، ولن يكون محصوراً في العراق".

وبالفعل، أعاد اغتيال سليماني توحيد الخطاب "الممانع" من طهران إلى بيروت، مروراً بدمشق واليمن والأراضي الفلسطينية.

فرغم العلاقة الوثيقة لإيران مع حركة الجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، كان بيان حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي كانت على قطيعة طويلة مع طهران الأبرز في موقف الفصائل الفلسطينية، مع وصفها الاغتيال بـ"العربدة الأميركية". وشارك رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في عزاء سليماني بطهران.

في اليمن، دعا المتمردون الحوثيون إلى "رد سريع ومباشر" ضد القواعد الأميركية.

وهذا يفسّر ما قاله الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في كلمة له الأحد بأن "قاسم سليماني ليس شأناً إيرانياً، بل يعني محور المقاومة ويعني الأمة".

وأضاف "إذا مرت قضية الاغتيال بشكل عابر سنكون أمام بداية خطرة لكل حركات وقيادات ودول ومحور المقاومة".

ولم تتمكن واشنطن من كسب تعاطف الطبقة السياسية الأميركية المنقسمة حول نفوذ إيران المتزايد عبر قرع طبول الحرب ضد الجمهورية الإسلامية، لا بل وحدت صفوف خصومها.

لذا، يرى بيطار أن "السيف المصلت فوق رأس طهران ومخاطر التدخل الأجنبي تثير غضب الإيرانيين (...) سواء من مؤيدي أو معارضي النظام، وحتى في العراق".

ويضيف أن "هذا الاغتيال سينتهي بتقوية النظام الإيراني الذي سيستفيد من ظاهرة التجمع حول رايته، وسيتمكن من اللعب على وتر القومية التي كانت موجودة قبل ثورة العام 1979".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم