السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

كليرمون فيران في دورته الـ42: رد اعتبار إلى الريف وتحيّة بولونية

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
كليرمون فيران في دورته الـ42: رد اعتبار إلى الريف وتحيّة بولونية
كليرمون فيران في دورته الـ42: رد اعتبار إلى الريف وتحيّة بولونية
A+ A-

الطبعة الجديدة من مهرجان #كليرمون_فيران السينمائي الذي تغطيه "النهار" بلا انقطاع منذ العام ٢٠٠٧، تبدأ في نهاية الشهر الجاري (٣١ كانون الثاني - ٨ شباط)، وقد راحت أخبارها تصل إلى علبة البريد. كالعادة، برنامج دسم ومشبع بأحدث التجارب والاختبارات والسرديات في انتظار الـ١٧٠ ألف مشاهد الذين سيتوقفون عن كلّ نشاط آخر للزحف في اتجاه الصالات حيث تجرى أضخم احتفالية للفيلم القصير في العالم من دون انقطاع منذ أكثر من أربعة عقود، فتصنع اعتزاز مدينة بأكملها؛ مدينة كلّ فرد فيها يشعر نفسه معنياً بما يجري داخل الصالات المظلمة.

الأرقام الجديدة تشير إلى ان نحواً من عشرة آلاف فيلم قصير تم تسجيلها على موقع المهرجان وارسالها إلى الادارة. هذا رقم ضخم جداً. لكم ان تتخيلوا الجهد المبذول لمشاهدتها، وعدد الأشخاص الذين تحتاج اليهم الادارة لمعاينة كلّ هذه الأعمال والتدقيق في شأنها.

الأقسام التي تُعرض الأفلام في اطارها لا تزال هي هي، ذلك ان المهرجان مخلص جداً للتقاليد المتّبعة منذ سنوات وللناس الذين يعملون في الكواليس، وهذا جزء من نجاحه المتواصل والمترابط، اذ "لا نغيّر فريقاً ينتصر"، على ما تؤكد المقولة الفرنسية الشهيرة. فهناك المسابقة الدولية الرسمية والمسابقة الوطنية (الأفلام الفرنسية) وقسم "مختبر" (لابو) وحصص مخصصة للأطفال، وتحيّات واستعادات، وغيرها من العروض التي بعضها يُقام حتى داخل مسبح (ساخن طبعاً، ذلك ان الحرارة تشهد هبوطاً كبيراً في هذه الفترة من العام.

اعتاد المهرجان ان يستضيف بلداناً لتسليط الضوء عليها. هذا العام، ضيفة الشرف هي بولونيا. أفلام بولونية ستشق طريقها إلى كليرمون وهي تتمحور على "الحرية والإنسانوية والواقعية"، على ما يقول موقع المهرجان. هذه بعض ممّا يتحدّث عنه الجيل الجديد من السينمائيين البولونيين في أعمالهم القصيرة. ينطوي هذا القسم على٢٠ فيلماً، أُنتِجت خلال السنين العشر الأخيرة. التحيّة البولونية تأتي أيضاً مع معرض لملصقات.

المهرجان ينكب كذلك في الدورة المقبلة على الريف من خلال حفنة من الشخصيات التي تروي القرية، البقعة الجغرافية التي بقيت على الهامش وفي الظلّ. الإنسان الريفي الذي يواجه تحديّات عديدة، منها ما هو مرتبط بالبيئة، هو في قلب هذه الأفلام. يقول المنظّمون ان السينما التقليدية قلّما تعاطت مع الريف والريفيين ولطالما أهملت وجودهم، وهذا الأمر يحتاج إلى نقاش أوسع وأعمق. ثمة جيل من السينمائيين قبضوا على هذه الشخصيات، وهي في معظمها نسائية، في حال دفاع عن السردية الريفية. هؤلاء السينمائيون أقدموا على "تصوير الواقع الشعري والسخي للريف"، دائماً بحسب المهرجان.

المخرج البلجيكي أوليفييه سمولدرز (مولود في كينشاسا في العام ١٩٥٦) أحد السينمائيين المعروفين في مجال الفيلم القصير. من خلال ١٥ فيلماً قصيراً أخرجها خلال السنوات الـ٣٥ الأخيرة من حياته، استطاع فرض نفسه على المشهد السينمائي، فبنى سيرة سينمائية مغايرة، شاعرية، راديكالية تحاول النبش في أعماق الطبيعة البشرية. سمولدرز أحد أكثر المخرجين نيلاً للجوائز في كليرمون مذ عرض فيه "عبادة" في العام ١٩٨٧. ثمانية من أفلامه ستُعرض (منها أحدث عمل له، مستوحى من آخر نصّ كتبه فرانز كافكا)، علاوة على اشراكه في لجنة التحكيم، وتنظيم معرض لصوره واعطائه فرصة تقديم ماستركلاس.

شخصية أخرى تحظى باهتمام المهرجان في دورتها الثانية والأربعين: روستو، المخرج والموسيقي الهولندي الذي رحل في الثامن من آذار ٢٠١٩، بعدما كان أحد الذين شاركوا في المهرجان مراراً وتكراراً ونال فيه الجوائز، وهو كان قد شارك في لجنة تحكيم "لابو" وصمم ملصق العام ٢٠٠٧. روستو الذي يأسف المهرجان على رحيله أشد الأسف، كان من الأوفياء له. رحيله المفاجئ عن عمر الخمسين سيشكّل مناسبة لاكتشاف أو اعادة اكتشاف عالمه البصري الذي يخرج الينا بأفكار ذات خصوصية.

"نظرة إلى افريقيا" هو القسم الذي اعتدناه في المهرجان منذ سنوات، وها انه يقدّم مجدداً أفضل الانتاجات الآتية من القارة السمراء المعذّبة، مع اعطاء ضوء أخضر إلى الأصوات الشبابية الأكثر تفرداً وتميزاً. وفي مناسبة "افريقيا ٢٠٢٠"(موسم الثقافة الافريقية في فرنسا)، ثمة برنامج جديد يُضاف إلى هذا القسم تُعرض فيه أفلام تنتمي إلى التراث الافريقي.

إلى هذا كله، ثمة "كارت بلانش" يمنحها المهرجان إلى شركة إنتاج "انسولانس"، شركة ولدت من الحاجة إلى الانتصار لسينما تولي الغرائبية أهمية قصوى. هذه الشركة لطالما دعمت مؤلفين خرجت من تحت معاطفهم كواكب بصرية فريدة. أنتجت "أنسولانس" إلى الآن ٢٣ فيلماً عُرضت في ٧٠٠ مهرجان حول العالم وفازت بـ١٢١ جائزة دولية. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم