الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

لماذا نبدو أنحف عندما نرتدي اللون الأسود؟

حسام محمد
لماذا نبدو أنحف عندما نرتدي اللون الأسود؟
لماذا نبدو أنحف عندما نرتدي اللون الأسود؟
A+ A-

سيّد الألوان... بهاتين الكلمتين يوصف اللون الأسود عندما نتحدث عن الملابس، إذ يتفق معظم محبي الموضة على أنّ اللون الأسود هو اللون الأكثر جاذبية، على الرغم من أنّ الموضة تختلف بحسب الزمان والمكان، بينما يتداول العالم أجمع معلومةً تفيد بأنّ اللون الأسود يجعلنا نبدو أنحف من الواقع، فهل هذا الأمر حقيقي؟ وما تفسيره؟

نعم... يبدو الأمر حقيقياً إلى حد كبير، وهو أمر يمكن ملاحظته بسهولة في حال ارتدى أحدهم الأسود أمامك، ثم جرّب ارتداء ألوان أخرى، حيث سيكون الفرق واضحاً وضوح الشمس، بينما ترتبط القضية بحسب تقارير عالمية إلى قوانين فيزيائية لها علاقة بآليات الرؤية والبصر.

وبحسب تقرير نشره موقع "curiosity"، فإنّ عالماً ألمانياً يدعى هيرمان فون هيلمهولتز كان قد شرح القليل عن القوانين الفزيائية التي تجعل الثياب السوداء قادرة على تنحيفنا، وذلك في كتيّب "البصريات الفسيولوجية Physiological Optics" الذي صدر عام 1867.

وهم التشعيع!

في الواقع ليس اللون الأسود الوحيد القادر على جعلنا نبدو أنحف، وإنّما الألوان الداكنة بشكل عام، بينما يشتهر الأسود بهذا الموضوع لكونه أغمق الألوان وأدكنها.

وبحسب كُتيّب هيلمهولتز، فإنّ الأمر يعود إلى ما يسمّى "وهم التشعيعirradiation illusion"، حيث تطغو الألوان الفاتحة على الرؤية أكثر من الداكنة، وهو ما يظهر بالصورة التالية، التي تحتوي على مربعات متطابقة بالحجم في كلا الطرفين، لكن الأبيض يبدو أكبر من الثقب الأسود.


ما هو تفسير ظاهرة وهم التشعيع؟

استخدم باحثون في كلية البصريات بجامعة ولاية نيويورك، الأقطاب الكهربائية لتسجيل الإشارات الكهربية من الخلايا العصبية في مناطق مرئية للقطط والقرود والدماغ البشري، حيث نظر المشاركون من مختلف الفئات إلى أشكال فاتحة على خلفيات داكنة، وأشكال داكنة على خلفيات فاتحة، تمامًا كما هو الحال في نظرية "وهم التشعيع"، إلى جانب أشكال فاتحة وداكنة على خلفيات رمادية، وأظهرت مجسمات القطب الكهربائي أن الخلايا العصبية البصرية لا تتصرّف جميعها بنفس الطريقة.

وبحسب التقرير، فإنّ النظام البصري يعمل عبر قناتيْن رئيسيّتيْن: خلايا عصبية نشطة حساسة للأشياء المضيئة، وخلايا عصبية غير نشطة حساسة للأشياء المظلمة.

عندما وصل الأمر إلى الخلايا غير النشطة، وجد الباحثون أنّ المشاركين استجابوا بشكل أكبر للأشكال المضيئة على خلفية مظلمة، وأنّه كلما زاد التباين بين الاثنيْن، كانت استجابة هذه الخلايا العصبية أكثر نشاطًا؛ على سبيل المثال، يبدو كوكب الزهرة أكبر حجمًا من المشتري لأنه أكثر لمعانًا، في حين أن المشتري هو الأكبر.

وتهدف هذه الآلية إلى أن تتمكن العين من أي جزء من الضوء، عندما يكون الإنسان في مكان مظلم، حيث يُبالغ النظام البصري في رصد الأجسام المضيئة على خلفية مظلمة وهو ما يجعلها تبدو أكبر حجمًا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم