السبت - 20 نيسان 2024

إعلان

خطٌّ بلا تماس

المصدر: النهار
عمار الحيدري
خطٌّ بلا تماس
خطٌّ بلا تماس
A+ A-

كانت ساحة الشهداء أهم خطوط التماس (الحد الفاصل في ما كان يسمى بيروت الشرقية وبيروت الغربية) زمن الحرب الأهلية اللبنانية (١٩٧٥-١٩٩٠).

ومن أهم المنجزات اليوم هي تحويل الساحة نفسها التي قسمت اللبنانيين في الحرب، إلى ساحة توحّد إرادتهم ومطالبهم بنبذ الطائفية والمناطقية.

إن هذا الانصهار الفطري في حبّ الوطن أزال عوائق الماضي وحوّلها بطريقة ديناميكية لكسر حاجز التقوقع الأحادي لكل فئة من فئات الشعب لتؤلف فئة واحدة جُلّ غايتها العيش في وطنٍ حقيقي، رافضين ذلّ العيش على أعتاب الجهل الذي عشناه في فترة الحرب الأهلية، وما نعيشه اليوم على أيدي أمراء تلك الحرب.

القطبة المخفية باتت علانية، والمشهدية تتضح شيئاً فشيئاً رغم بعض سوداويتها، لكنّ هنالك بصيص نور يحمل أملاً كبيراً، وإن طال انتظاره، فلا بد ليومٍ تنبلج فيه خيوط فجره العتيد ويعود هذا الوطن بكل أطيافه وأفرقائه على خطٍ واحدٍ لا تماس فيه سوى حبّ الوطن.

فالمرحلة المقبلة تزداد صعوبة (وهذا منطقي جداً) لأن الولادة ستكون قيصرية صعبة، ولا شك أنها تتطلب تضحيات وربما تكون جسيمة، فبقدر الحلم تكون التضحية، وبقدر حبّ الوطن تكون القرابين.

لا تقلقوا، فلبنان قدره منذ الأزل أن يكون مركز صراع حضارات وثروات ومعتقدات، وقد خلقوا لتلك الغاية تربة خصبة لجعل هذا البلد نقطة عبور وانطلاق خلايا نائمة من جهة، وأرض معركة تحصيل المكتسبات الإقليمية وتحصيل المكاسب على حساب هذا الشعب من جهة أخرى.

وعند استعراضنا لحقبات تاريخ لبنان وخاصة فترات السلم فيه، نجد أن أطول فترة سلم دامت قرابة الأربعين عاماً كحدٍ أقصى... وهنا قد يدور في البال سؤال شيطانيّ: أحان وقت الحرب؟ الجواب : لا، لأن وقتها لم يحن بعد بسبب الظروف الإقليمية ليس إلا، فالخوف كل الخوف من الآتي لاحقاً وخاصة بعد اتفاق الأطراف المستفيدة حول حصص استثماراتهم في الكعكة الكبيرة "سوريا".

فهل يعي هذه المرة الشعب اللبنانيّ تلك المؤامرة التي تُحاك له من الخارج بدل أن يتناحر في ما بينه في الداخل واضعين خطوط تماس وهمية بين بعضهم البعض؟!

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم