الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

فقدان الوظيفة في هذا البلد يعتبر خبراً سعيداً... ما السبب؟

جاد محيدلي
فقدان الوظيفة في هذا البلد يعتبر خبراً سعيداً... ما السبب؟
فقدان الوظيفة في هذا البلد يعتبر خبراً سعيداً... ما السبب؟
A+ A-

يعتبر فقدان الوظيفة من أكثر الأمور الصعبة التي قد يواجهها العامل، ففي تلك الفترة يتعرض الإنسان للفراغ والاكتئاب والقلق بسبب ضرورة العثور على وظيفة أخرى أو الحرمان من التأمين الصحي. لكن هل توقعتم يوماً أن يصبح خبر التسريح من العمل أمراً عادياً أو حتى مفاجأة سارة؟ هذا يرجع إلى النظام المعمول به في السويد والذي يمكن للعامل الذي يفقد وظيفته من اكتشاف مهارات جديدة والعودة إلى سوق العمل بوظيفة أفضل من السابقة. ويطلق على هذا النظام اسم "النظام الانتقالي"، وهو نظام متبع في السويد بأكملها يستهدف تمكين الموظفين الذين تم تسريحهم من وظائفهم لأسباب منها انتفاء الحاجة الوظيفية. ويعتمد ذلك النظام على مساهمة الشركات في إطار ما يعرف بـ"مجالس الأمن الوظيفي" التي توفر مدربين مهرة يأخذون الموظف المسرّح في رحلة تدريبية ويوفقون بين مهاراته وطموحاته وما يطلبه سوق العمل.

يوجد في السويد 16 مجلساً للأمن الوظيفي، يغطي كل منها قطاعاً اقتصادياً مختلفاً، ويعمل على إيجاد وظائف بديلة للموظفين الذين فقدوا عملهم لأسباب اقتصادية. وتبعاً لهذه الأسباب، أصبحت السويد أفضل بلد في إعادة التوظيف بين بلدان العالم المتقدم. فنحو 90 في المئة من العمال المسرحين فيها يعاودون الانضمام إلى سوق العمل في غضون عام، استناداً إلى أرقام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، مقارنة بـ 30 في المئة في كل من فرنسا والبرتغال. ويحصل أغلب السويديين، على عمل جديد في غضون ستة أشهر من فقدان عملهم. وبحسب بيانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يتقاضى الموظفون السويديون دون الثلاثين من العمر رواتب أكبر بعد تسريحهم. تقول إريكا سوندبرغ، المسؤولة الإقليمية في ستوكهولم لمجلس (تي آر آر) أحد أكبر مجالس الأمن الوظيفي المعنية بمساعدة موظفي الأعمال المكتبية، إن "أغلب الأشخاص الذين نساعدهم ويحصلون على وظائف جديدة يعتقدون أن تسريحهم أتاح لهم الفرصة لشيء أفضل". وتتكفل جهة العمل في السويد بدفع 0.3 في المائة من إجمالي مخصصات الرواتب لصالح مجالس الأمن الوظيفي، فيما يشبه وثيقة تأمين ضد التسريح من العمل. وعندما تتجه الشركة لإعادة الهيكلة أو خفض الوظائف تتدخل المجالس لمساعدة الموظف. وتدار المجالس كشراكة بالمناصفة بين جهة العمل والنقابة، دون أن يكون للحكومة دور فيها. وتقدم المجالس المساعدة حتى خمس سنوات من تاريخ التسريح، بما يتيح الفرصة للشخص للاستفادة حتى لو لم يوفق في وظيفته الجديدة.

تستفيد الشركات من شبكة الأمان تلك، إذ تصبح أكثر قدرة على تسويق فكرة التسريح بين العمال، وبالتالي تتفادى الإضرابات العمالية. كما يستفيد الاقتصاد ككل من النظام الانتقالي الذي يذلل صعوبة التسريح والانتقال من عمل إلى عمل، ويجعل الشركات السويدية أكثر قدرة على التخلص من الوظائف التي لم تعد بحاجة إليها نتيجة توافر التكنولوجيا. وخلال السنوات الأخيرة، سرحت شركة إريكسون العملاقة، على سبيل المثال، آلاف الموظفين في السويد، لما واجهته من صعوبات اضطرتها لخفض النفقات، وسارت عملية التسريح بسلاسة نسبية بفضل قوة سوق العمل القادر على امتصاص العاملين، وبسبب ما قام به مجلس "تي آر آر" من مساعدة. ويشمل مجلس "تي آر آر" شركات خاصة تضم 950 ألف موظف، ويتابع مدربوه نحو 13 ألف شخص سنوياً، وهو الرقم الآخذ في الازدياد مع تأثر الاقتصادي السويدي بالتباطؤ العالمي. 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم