2019 عام الشّرارات السياسية حتى اندلاع الانتفاضة

القراءات التي سبقت دخول الزمن عقارب ساعتها، كانت تشير الى أن عنوان 2019 اقتصاديّ بامتياز، وأنها ستكون سنة ملأى بالتحديات والورش على هذا الصعيد تحديداً. الأحداث المتسارعة التي شهدتها الأشهر الأخيرة وكأنها نوتات متوالية لمعزوفة موسيقية مثيرة، قلبت المقاييس، لتجعل منه عاماً مطبوعاً بالاثارة والتشويق والدهشة على غير صعيد سياسي واجتماعيّ وشعبي، وصولاً الى "البعبع" الاقتصاديّ الذي سترثه انطلاقة 2020."أوّل دخول" سنة 2019 تمثّل مع انعقاد قمّة بيروت العربية الاقتصادية – الاجتماعية في 20 كانون الثاني التي افتقدت قيادات عربية بارزة، وكان لها أن رسمت عنوان "غربة" لبنان عن محيطه العربيّ، وهي الصورة نفسها التي شاء عام 2019 أن يختتم أيامه بها، على قاعدة توق لبنان الى حضن الأمّ العربيّ، وحاجته اليه للخروج من "التراجيديا" الاقتصادية، وهي معادلة أقرّت بها شخصيات بارزة في محور الممانعة، داعية الى ضرورة تفعيل الحوار مع الدول العربية. وبذلك، أضحى "لبنان المسلوخ عن أشقائه"، واقعاً استيقظت بيروت على وقع أنينه سنة 2019، وها هي تبيت ليلتها الأخيرة في العام نفسه على وقعه أيضاً. مشهدية الانسلاخ هذه، فاقمتها خطب السقف المرتفع لـ"حزب الله" وأمينه العام، والتي تضمّنت عدائية كبيرة عكست مدى استعار الكباش الدولي، وأسقطت آخر صور "النأي بالنفس".ترافق ذلك مع كباش سياسي داخلي، برزت أولى ملامحه مطلع 2019، مع التباين المتعاظم بين "التيار الوطني الحرّ" والحزب التقدمي الاشتراكي، اذ انتهت "أشهر عسل" ثلاثة عايشها الفريقان أواخر 2018. وقد عزّز التباعد دعوة بعبدا الشيخ ناصر الدين الغريب الى حضور قمّة بيروت الاقتصادية، ما اعتبره التقدمي "تكريساً لحضور...