الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

أرشيف "النهار" - الملف النووي بعد الحرب الباردة نحو قطبية ثنائية جديدة؟

المصدر: أرشيف "النهار"
Bookmark
أرشيف "النهار" - الملف النووي بعد الحرب الباردة نحو قطبية ثنائية جديدة؟
أرشيف "النهار" - الملف النووي بعد الحرب الباردة نحو قطبية ثنائية جديدة؟
A+ A-
نستعيد في #نهار_من_الأرشيف مقالاً كتبه غسان العزي في "النهار" بتاريخ 15 تشرين الثاني 1995، حمل عنوان "الملف النووي بعد الحرب الباردة نحو قطبية ثنائية جديدة؟".في 16 تموز 1945 قامت الولايات المتحدة بالاختبار النووي الاول قبل ان ترمي قنبلتها الاولى على هيروشيما في السادس من آب ثم على ناغازاكي في التاسع منه. وبعد اربع سنوات تماما حقق الاتحاد السوفياتي الانفجار التجريبي النووي الاول ولحقته بريطانيا في الثالث من آب 1952 ثم الصين بعد سنتين تماما وفرنسا في 13 شباط 1960، وافتتحت الهند برنامجها النووي بتجربة قامت بها في 18 أيار 1974. وكذلك فعلت افريقيا الجنوبية في العام نفسه. وفي تشرين الاول 1962 اندلعت ازمة الصواريخ الكوبية التي كان لها الفضل في حض الكبار على التفكير في السيطرة على المارد النووي الذي يمكن ان يفلت من القمقم في اي لحظة. ومنذ تموز 1963 ("معاهدة موسكو" التي تحظر التجارب النووية في الفضاء وفي اعماق البحار) حتى حزيران 1979 ("اتفاق سالت 2" حول تحديد الاسلحة الاستراتيجية) تم التوقيع على الكثير من اتفاقات الحد من انتشار الاسلحة النووية والاستراتيجية التي بقيت دون النتيجة المرجوة بسبب الصراع بين المعسكرين الكبيرين. لكن مع مجيء ميخائيل غورباتشيوف الى الكرملين ولقائه الاول برونالد ريغان الرئيس الاميركي الاسبق في تشرين الثاني 1985 في جنيف، وإثر الاصداء العالمية المفزعة التي احدثها حادث شيرنوبيل في نيسان 1986 راح العالم يتجه نحو التفكير بجدية اكبر في نزع السلاح النووي وإن تدريجا. وهكذا تم توقيع الاتفاق الاول بين موسكو وواشنطن في كانون الاول 1987 في جنيف. وقد لحقته اتفاقات اخرى كان اهمها الموقع في تموز 1991 بين غورباتشيوف والرئيس الاميركي السابق جورج بوش (ستارت1). وهو يفرض خفض الترسانات الاستراتيجية الاميركية والسوفياتية بنسبة تراوح بين 25 و30 في المئة. وبعد خمسة اشهر على ذلك تم الاتفاق على تدمير الاسلحة النووية المتعددة الرأس والقريبة المدى في فترة تنتهي سنة 2003. ولم يوقف انهيار الاتحاد السوفياتي مسيرة نزع السلاح التي راحت تسير بخطى حثيثة. وتوسعت الاتفاقات بين موسكو وواشنطن لتشمل انتاج الاسلحة الكيميائية بانواعها. وفي أيار 1993 اعلن الرئيس الاميركي بيل كلينتون تخليه عن مشروع "حرب النجوم" (لاسباب مالية داخلية) وفي اول 1994 تم الاتفاق على تفكيك ترسانة كازاخستان النووية، وقد بدأ تنفيذه فعليا في نيسان الماضي. السلاح النووي في الحرب الباردة إن العالم الذي ولد على انقاض هيروشيما ودُفن الى جانب حائط برلين تميّز بغلبة العامل النووي الذي حمى النظام العالمي من الحرب التقليدية. لقد قاد المسرح المركزي كل مسارح الصراعات المحيطية والخارجية البعيدة ومنعها من التمدد والانتشار خارج حدود السيطرة. لقد كان السلام العالمي مستحيلا، ولكن الحرب العالمية كانت غير ممكنة ايضا. ذلك ان تدخل العامل النووي هو الذي اضفى على النظام الدولي ذلك الطابع الفريد والمبتكر. فالصواريخ الباليستية البعيدة المدى والتي تحمل رؤوسا نووية جاءت تكرس استقرار النظام الدولي في "اللااستقرار" والقطبية - الثنائية وضعت شروط توازن هش كان له، على الاقل، الفضل، في اخضاع الصراعات الصغرى للصراع المركزي الكبير المتحور حول القوتين الاعظمين. الذرة والصاروخ ابعدا شبح الصراع النهائي الاخير. المعطى الاستراتيجي العالمي الجديد بانتهاء الحرب الباردة طرأ تعديل على مكانة السلاح النووي في الاستراتيجية العالمية: الردع في مواجهة القوى الجديدة الصاعدة لم يعد فاعلا لانه نفسي في جزء كبير منه ويعتمد على "حسن تصرف جماعي". ويسود التساؤل اليوم عن مخاطر الانتشار النووي وسبل مواجهته. والمعطى الاستراتيجي الجديد في العالم يفرض اعادة تعريف دور نظم الدفاع والجيوش واهدافها، على رغم ان الدول الكبرى ستظل تعتمد على الردع النووي وعلى رغم ان عددا كبيرا من الدول التي لا تملكه اليوم تحاول الحصول عليه او تفكر في ذلك على الاقل. والمفارقة ان انتهاء القطبية - الثنائية لم ينه معه الخطر النووي او ما سمي برعب التوازن بل ان طبيعة هذا الخطر ومصادره التي باتت متنوعة ومجهولة هي التي تغيرت. وقد حذّر وزير الخارجية الاميركي السابق جيمس بايكر غداة انهيار الاتحاد السوفياتي قائلا: "اننا امام خطر ظهور وضع شبيه بما يحصل في يوغوسلافيا ولكن مع اسلحة نووية هذه المرة". فمن يستطيع السيطرة على 27000 رأس تكتيكي واستراتيجي موزعة بين مخازن روسيا واوكرانيا وكازاخستان وروسيا البيضاء؟". مخاطر انتشار نووي في الشمال يتحدث...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم