الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

أنسي الحاج "الرسول" بشِعره الطويل حتى الينابيع (1937 - 2014) \r\nشاعر الحرائق

رامي زيدان
A+ A-

تصعب الإحاطة بمختلف جوانب الفرادة عند الشاعر أنسي الحاج، المباغت والوحشي، في عجالة واحدة، وفي هذا المناسبة بالذات. فهو شاعر ذو أقنعة ووجوه مختلفة، متفجرة، هدّامة، خلاّقة، متجددة، نقية، وتدميرية، وهو أحد أعمدة الثقافة اللبنانية، مثله مثل جبران وفيروز والرحابنة وسعيد عقل، ومجلات "شعر" و"الآداب" و"المكشوف" و"الأديب" و"الندوة اللبنانية"، حتى لتكاد تجربته الأدبية الطويلة تكون مرآة شاملة للثقافة اللبنانية الحديثة من الخمسينات حتى الآن.


كان أنسي الحاج ساحراً باسمه، فهو عرف كيف يحفر هذا الاسم وأسماء كتبه بل مقالاته في حسّ القراء والمثقفين والطلاب والتلاميذ والأحفاد والمنتقدين والمعترضين، بدءاً من "لن" وصولاً إلى "خواتم".


هذا هو
هو في كل الأحوال، له أدواره وشخوصه وأقنعته، حيث تتجاور المتناقضات وتتشابك في مفرداته، فيجمع بين الموسيقى الجوانية والداخلية والحرائق، بين الفوضوي والرجعي، بين سيد الفجور وناسك الإيمان، بين شيطان مؤمن وملاك كافر، بين نقاء مبعثر وتناثر متجاوز، بين صلاة الناسك وخطيئة منتهك اللغة، بين ازدراء الاندهاش وتمجيد الفجيعة، بين الحنان وعنف الحنان، بين التعالي والشقاء الأمومي، بين الضعف والسوبرمانية، بين الأقلوي المسيحي والكوني المتفرد، بين اللبنانوي الفاجر والعروبوي الغامض والملتبس والفصامي، بين المحكوم بالإعدام وحبل المشنقة، بين الرسولة والرأس المقطوع، بين صراع غزيزتَي الموت والحياة، بين الشاعر المسيحي والمسيحي الشاعر، بين الاريستوقراطي والمتوتر الدائم، بين الشاعر الملعون بوجدانه والشاعر المرفه في مكانه، بين خراب اللغة وخلقها، بين اللغة واللالغة، بين تجديد اللغة العربية والضغينة على التراث العربي البالي، بين الأدب وضد الأدب (اللادب)، بين حرية الكلمة ومروق القصيدة، بين معاداة التراث العربي وعبادة التراث الأوروبي، بين احتقار المتنبي وأحمد شوقي والفرح العارم بجاك بريفير وبروتون، بين الملل من جبران والانجذاب لتوتر فؤاد سليمان وتموزه، بين الإنجيل الإيماني والكنسي والحركة السوريالية الملحدة، بين القلق الوجودي والتشبث بالفراغ والعدم، بين تقديس فيروز المغنية الخجلى وهجاء المطربة أم كلثوم السلطانة، بين الهتك المخلص والخلاص في الهتك، بين الرومنطيقية الحادة والغضب الموزع في كل الاتجاهات، بين مجد الموسيقى الداخلية ولهاث الإختزال، بين المرأة والحرية، بين عيون الذئب وشفاه الينابيع، بين الزندقة والدعابة، بين الحب والهرب من أسر الحب بحثاً عن الحرية، بين السخرية المرّة والمداعبة الإباحية والهذيان العبثي، بين الساحر والشاعر، بين السخرية الكتابية ووحشة غناء فريد الاطرش.


ما قبل وما بعد
من الضغينة والتوتر، ومن خارج التعبير المدجن والمعقلن، ولدت قصيدة أنسي الحاج في النصف الثاني من الخمسينات. هي قصيدة شخصية قبل أن تكون قصيدة نثر وقبل أن يكون هناك قصيدة نثر عربية، وقبل أن تتكرس هذه القصيدة في ديوان "لن" الذي صدر عام 1960. قد نحب هذا الكتاب وقد لا نحبه، وهذا أمر يتعلق بذوق كل قارئ أو ناقد، لكن الذي لا يمكننا الهرب منه، هو أن هذا الديوان كان محطة أساسية في الشعر العربي خلال القرن العشرين. هناك مقولة هي الآتية: ما قبل "لن" وما بعد "لن". حتى وإن كان ثمة قصائد نثر سبقت هذا الديوان، فإن النجومية بقيت له، فبات يؤرخ للتحول في الشعر العربي وقصيدة النثر تحديداً. صدر هذا الديوان ضمن سلسلة منشورات ‏مجلة "شعر"، على نفقة أنسي الحاج الخاصة، بما قدره مئة ليرة لبنانية، حاوياً بين دفتيه عدداً من النصوص أولها ‏‏"هوية"، وآخرها "حرية حرية حرية". ‏وقد ارتأى الحاج أن يسمّي هذا الديوان بحرف ناصب يفيد معنى النفي، لما ألفاه فيه من إمكان للتعبير عن موقفه من ‏الواقع الموبوء المعيش آنذاك.
إلى جانب نبرة الرفض والغضب والضغط الطاغية في ديوان "لن" كله – وهو "ليس صرخة رفض للرفض"، كما يقول الأديب خليل رامز ‏سركيس، بقدر ما يعني عمل الرفض في مصير الإنسان– تميزت طريقة كتابة نصوصه بخواص واضحة، لغةً ‏وتصويراً وأسلوباً وإيقاعاً وبناء. لا تقتصر الشهرة على نصوص "لن"، الفاجرة والمشحونة بالغضب أو المزينة ببعض الملامح "السوقية" والمتوترة، بل تتعداها أيضاً، بالقدر نفسه أو أكثر، إلى تلك المقدمة ‏النقدية - البيان التي كتبها أنسي الحاج لهذا الديوان، والتي حفلت بعدد من القضايا الأدبية بطريقة موجزة ومعبرة. محنة الكثير من النقاد انهم توقفوا عند المقدمة أكثر من الديوان نفسه، بل جعلوا أنسي الحاج أسير "لن" ومقدمته.
لقد تولدت المقدمة من حماسة شاعر مفرط في الاحتفاء بشعر جديد، تضمنت وعياً مبكراً بإشكالات لا تزال مستمرة. كان ملحاً ان يكتب الحاج تلك المقدمة ليشق الطريق امام قصائده، مع انه يعتبر ان الشعر يدخل بلا إذن، وهو ركّز على فكرة أساسية يختتم بها مقدمته يصف فيها شاعر قصيدة النثر بكونه شاعراً ملعوناً، ولا يكتفي بهذه الصفة، بل يرفقها بصفات تفصيلية تؤكد لعنة ذلك الشاعر. فهو ملعون في الجسد والوجدان معا، ولعنته نوع من الإصابة والمرض الممتد إلى الآخرين. "الجميع يعبرون على ظهر ملعون" كما يقول، أما مصدر اللعنة فمن الشاعر ومن متلقيه معا. الشاعر ملعون بسبب "كفاحه" لإشاعة الحرية بكل الوسائل بما فيها تلك التي لا تتطابق مع القيم المسلّم بها عند الآخر (المستهدف)، والآخر ملعون لمعاكسته الشاعر ومحاربته له. يضيف أنسي الحاج إلى الشاعر صفة أخرى أكثر مفارقة، هي نعته بالإله. بذلك، يعطيه سلطة غيبية متعالية رائية ترفع مقامه بين المتلقّين الذين عليهم في هذه الحالة، الخضوع للشاعر، لانحطاط وعيهم وحاجتهم لبصير وعليم بالأحوال الفنية. وهو لذلك يدعو الى "الهدم والهدم والهدم، إثارة الفضيحة والغضب والحقد". يريد الشاعر الجديد زحزحة "الألف عام" المتراكمة من "العبودية": "أول الواجبات التدمير، الخلق الشعري الصافي سيتعطل أمره في هذا الجو العاصف، لكن لا بد، حتى يستريح المتمرد إلى الخلق، لا يمكنه أن يقطن بركاناً، سوف يضيع وقتا كثيراً، لكن التخريب حيوي ومقدس".
كتاب "لن" هو كوابيس طفولة الشاعر ومراهقته. عندما كتبه "كأنه كتابه الأول والأخير"، كما يقول. وإذ أحدث صدمة كبيرة فلأنه كان يحمل الشحنة الأولى والأقوى من العالم الداخلي، ولأنه ربما كشف، وللمرة الأولى، عن لغة صادمة.
أصدر الحاج "الرأس المقطوع" الذي لم يختلف كثيراً عن "لن"، ثم "ماضي الأيام الآتية" الذي حصل فيه بعض التغيير اللغوي، وكانت خالدة سعيد من أوائل من أكد خصوصية التجربة اللغوية في "لن" ووقوعها موقع صراع بين "اللغة واللالغة". تقول: "هذا ما شحن شعر أنسي الحاج بالنزق والتمزق والتوتر، وكان من نتيجة هذا الصراع ما سميته منذ عشر سنوات، يوم صدور "لن" باللعثمة، هذه (اللعثمة) التي حجبت شعره السابق عن عامة القراء الذين اعتادوا الفكر المقولب المكبسل المنمق التفسيري، هي نفسها جعلت له في نظر قرائه جاذبية خاصة".
من وجوه الفرادة لديه، أن المرأة تمتزج عنده بالمراحل الأساسية كلِّها، "الولادة والحياة والموت"، فهو يعتبرها "أرض الكلمات وفضاءها"، وعلاقته بها علاقة انتحارية، فـ"كلُّ امرأة هاوية، وكلُّ حبٍّ سقوط فيها". يعترف بأنه "لم يحب إلا ما فيه إمرأة"، ويرى المسيح "من خلال المرأة". إلحاحه على النثر "أنْ غدا النثر جوهراً في الشعر"، بحسب تعبير الشاعر شوقي أبي شقرا، إذ يسحره إسقاط العاطفية والغنائية والتقاليد الموروثة والعنف التصويري والتقشف النغمي، وإقلاق الثوابت، والتأليف بين الأضداد، وبعثرة المتآلف، وانقطاع حبل المعنى. فهو متمرد ويكره الثورة، شعره شعر ديني، وخصوصاً في الجانب الملحد منه، كما يقول، جاعلاً للكلمة سلطتها وقرارها، وهو المتمرد والفوضوي "الذي ينفخ في مزامير الأنبياء"، والقابض، من خلال كسره القوالب، على "جذور الحالة الشعرية"، والصانع شرعيةً لقصيدة "هجينة" أو "لقيطة"، ضاع النقاد في تفسير مصادر التنظير لها.


الانزياح
كان أنسي الحاج قد انزاح في لغته الشعرية عن تجربة "لن" و"الرأس المقطوع" و"ماضي الأيام الآتية" في ديوانه "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة". وإذا كان هناك من تغيّر فمردّ ذلك إلى أمرين: علاقة الشاعر بالمرأة التي انتقلت من المونولوغ إلى الحوار، أي محاولة إيجاد الشخص الأخر (قبل ذلك كان الشخص الآخر هو اختراع خياله، ثم أصبح له وجود).
سيكتب الحاج نصاً طويلاً بعنوان "الرسولة بشعرها الطويل حتى الينابيع"، غارفاً من الجماليات الرومنطيقية والغنائية، فاتحاً للذاتي الحميم مجالاً أوسع للتعبير. وقد أشارت خالدة سعيد إلى هذا الخرق الذي مارسه أنسي الحاج على ذخيرته الشعرية الشخصية. وقد لاحظت أنه تخلى في ديوان "ماذا صنعت بالذهب ماذا فعلت بالوردة" عن لغة دواوينه السابقة، فمثّل نوعاً من الاغتراب اعتبرتها "لحظة استراحة تنتقم من صمت السنين". أما اللغة التمثيلية النموذجية عند أنسي الحاج من وجهة نظر الباحثة، فهي لغة دواوينه الأولى.


مصادر
تختلف الآراء حول مصادر أنسي الحاج الشعرية. هناك تعميم في النقد يعتبر أن مصادره ومنطلقات الهامه كلها غربية، وفرنسية تحديداً، لكن الحاج يعتبر هذا الكلام ليس له أي نصيب من الحقيقة. فعندما بدأ كتابة قصيدته لم تكن مجلة "شعر" قد وجدت بعد، كما لم يكن كتاب سوزان برنار، "قصيدة النثر من بودلير إلى أيامنا هذه"، الذي أخذ الحاج وأدونيس منه تسمية "قصيدة النثر"، قد صدر بعد أيضاً. قبل كل شيء لم يكن أنسي الحاج يعرف أن ما يكتبه هو "قصيدة نثر" أصلا!
أدونيس هو المنظّر الأول لقصيدة النثر في اللغة العربية. مجموعة الماغوط، "حزن في ضوء القمر"، صدرت قبل "لن" بعام كامل. لكن "لن" هي اول مجموعة ضمّت قصائد نثر عرّفت عن نفسها علناً بهذا الاسم. يذكر أنسي الحاج في أكثر من مناسبة أنه اطلق وأدونيس تسمية "قصيدة النثر" على الشعر الذي كانا يكتبانه وذلك في محاولة لإعطائها نوعاً من "الوجود الشعري، نوعاً من الهوية وكي يوقفا التسميات الأخرى" مثل: "شعر منثور"، و"نثر شعري" وما شابه ذلك. قصيدة النثر ليست تيارا او مدرسة. إنها نوع أدبي هجين كتب في فرنسا وأضفى عليه بودلير شرعية من خلال اطلاق تسمية محددة عليه، ولا يختلف الأمر في العالم العالم العربي. يذكر الحاج "إن هناك بعض الكتّاب كتبوا هذا النوع الشعري بالعربية قبل أن يسمّى، مثلما حصل في اللغة الفرنسية، وأنا من هؤلاء، فقد بدأت بكتابة قصيدة النثر قبل أن نتوصل، في ما بعد، إلى إطلاق هذا الاسم عليها".
عندما بدأ أنسي الحاج يكتب هذا النوع الشعري، كان لا يزال في المدرسة الثانوية، وكانت التصنيفات الأدبية تنقسم بين شعر ونثر ونقد وما شابه ذلك، ولم يكن قد اطلع بعد على التيارات الأدبية الحديثة، "إنما كنت قارئاً ومعجباً بكتّاب لبنانيين كتبوا شيئاً من النثر الشعري، خصوصاً أولئك الكتّاب الذين جمعوا بين الغنائية والتوتر". كان يمل من جبران خليل جبران ويضجر منه ويحب نبض فؤاد سليمان وتوتره وهو كان يوقع كتاباته باسم "تموز". بعد ذلك اطلع على كتابات كاتب آخر اسمه الياس خليل زخريا، وهو شاعر وكاتب مغمور. هذان الاسمان يذكرهما أنسي الحاج في مقدمة ديوان "لن" كمصدرين من مصادره الشعرية، ويقر بأن جذوره الشعرية والأدبية هي جذور عربية ليس لها علاقة إطلاقاً بالقصيدة الأجنبية. "أقول إن مصادري الأولى كلها عربية"، واطلاعه على القصيدة الفرنسية الحديثة جاء بعد أن نشر في مجلة "شعر" وليس قبل ذلك.


خواتم
لم يُعرف أنسي الحاج كشاعر فقط، بل عرف أيضاً كناثر عبر زاويته الشهيرة "كلمات كلمات كلمات" التي انصرف إلى كتابتها طوال سنوات في "الملحق" الذي أسسه في العام 1964. هذه التجربة النوعية هي الثالثة بعد "لن" و"الرسولة"، وأرّخت لزمن خصب ولمرحلة كاملة من تاريخ الثقافة اللبنانية والعربية. كما واكبت من الداخل تلك الحقبة الذهبية من تاريخ لبنان الادبي والفني والسياسي. وجاءت مرحلة الحرب فرفضها أنسي الحاج ورفض منطقها وآثر الصمت والعزلة، ولم يعد الى الكتابة في المطبوعات إلا من خلال مجلة "الناقد" التي اصدرها رياض الريس في نهاية الثمانينات، فكان يكتب مقالا شهرياً في زواية "خواتم" وسرعان ما صدرت المقالات في كتابين. نصوص "خواتم" شذرات فكرية ونقدية وجمالية، شذرات تأمّلية إلى الدرجة التي يتمنى فيها موت الكلمة: "... فلتمت الكلمة! فليمت الشعر، الأدب، الفن، لتنقرض اللغة ليضمحل الإنسان الإلهي لحساب البرنامج، ليبسط النسر الجديد جناحي ملكوته العملاق على الشرق والغرب". لغة "خواتمه" هي تواصل الإدهاش والإلفة والحميمية والمصارحة التي تلامس السهل الممتنع، لكننا نراها تنقلب فجأة وتأخذنا إلى ما وراء التعبير حيث الشعر في النثر.
في العام 1994 أصدر انسي الحاج مجموعته "الوليمة" وهي امتداد لتجربته الشعرية، وهي في الوقت نفسه مختلفة عن اعماله السابقة، وفيها دعوة الى حرق الشعر.
ثمة تباين واختلاف في تقويم نتاج أنسي الحاج الشعري والنثري، فغالباً ما يعجب بعض النقاد وشعراء الحداثة بتجربته الأولى، أي "لن" و"الرأس المقطوع" و"ماضي الأيام الآتية"، ويعتبروها متجددة وشبابية وسابقة لأوانها. لكن ثمة ميل من بعض القراء الى كتاب "الرسولة بشعرها الطويل" الغنائي الكنسي الايقاعي الحميمي. أما المفارقة ففي شغف القراء بسلسلة "خواتم" التي كان يكتبها في السنوات الأخيرة. فمن يراقب مدى انتشارها على وسائل التواصل الاجتماعي، يدرك مدى اهتمام القراء بها، والقصد من "خواتم" ليس مواقفه من بعض الأحداث السياسية السورية والاقليمية التي اصطدم فيها بالكثير من محبيه ومريديه ومتابعيه، بل نقصد وجدانياته وشذراته الحسيّة التي تخاطب القلب والعقل بلغة نثرية نادرة عن الحب والموت والحياة والمرأة والدين والالحاد والمسيح واليهود والجسد والرغبة والخطيئة والشعر والشعراء والأدب والاصدقاء والقمار وفيروز وعاصي والموسيقى وبيروت والنهضة والنهضويين والحميميات والغرابة والعزلة والأوثان واللاوعي... الخ
بعد عقود على تجربة أنسي الحاج ورفاقه في مجلة "شعر"، وفي كتبه "لن" و"الرأس المقطوع" و"ماضي الأيام الآتية"، كما في كتبه وتجاربه الأخرى، انتصرت قصيدة النثر. لكن، في غيابه الفادح الآن، ربما ينتظر الشعر أنبياء جدد، ينتصرون له بضغائن جديدة وتمردات مختلفة.

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم