الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الجيش في 2019... عام المرأة والحقوق وحماية التظاهر والتنقل

المصدر: "النهار"
فرج عبجي
فرج عبجي
الجيش في 2019... عام المرأة والحقوق وحماية التظاهر والتنقل
الجيش في 2019... عام المرأة والحقوق وحماية التظاهر والتنقل
A+ A-

لا تُحسد المؤسسة العسكرية أبداً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2019، بعد انطلاق الاحتجاجات الشعبية في المناطق اللبنانية ضد السلطة. فالمسؤولية التي ألقيت على عاتقها خلال الانتفاضة الشعبية نجحت حتى اللحظة في تجنيب البلاد حمّام دم أو احتكاكات شعبية بين فريقين من اللبنانيين. وشهدت هذه الانتفاضة لحظات تعاطف كبيرة بين المتظاهرين والجيش، كما تعرض الجيش للرمي بالحجارة وبعض التصرفات التي لا تليق بأصحابها. ولم يتهاون الجيش في توقيف أي مخل بالأمن والاستقرار. إلى جانب الدور الأمني، كانت السنة المنقضية حافلة بالانجازات داخل المؤسسة العسكرية من التدريبات والمناورات؛ أما على الصعيد المدني، فمن خلال مساعدة البلديات والجمعيات. وكان للمرأة حصة الأسد في المؤسسة السباقة في التأكيد على دور المرأة في الحياة المدنية والعسكرية. ولا ننسى الدور الذي لعبه قائد الجيش العماد جوزف عون، في الحفاظ على حقوق العسكريين والمتقاعدين بسبب الاجراءات التقشفية لموازنة العام 2019.

حماية المتظاهر ومنع قطع الطرق

على صعيد المواقف، كان على الجيش انطلاقًا من دوره كحامٍ للمؤسسات الدستورية وللديموقراطية أن ينفّذ مهمة بالغة الحساسية والتعقيد، فهو من جهة يتفهم حق المواطنين بالتظاهر والاحتجاج، ومن جهة أخرى يضطلع بمسؤولية حماية المؤسسات الدستورية وحفظ حق المواطنين في التنقل وممارسة أعمالهم. وبناء على ما تقدم، أخذ الجيش موقفاً وسطياً في خلال الانتفاضة الشعبية في 17 تشرين الأول، وحافظ على أمن المتظاهرين، لكنه في الوقت نفسه أخذ موقفاً حازماً من عملية قطع الطرق. وقال العماد جوزف عون في هذا الإطار: "الجيش مسؤول عن أمن المتظاهرين وباقي المواطنين"، و"إن إقفال الطرق أمر غير مسموح به، وإن حرية التنقّل مقدّسة في المواثيق الدولية"، لافتاً إلى "أن الجيش يعمل ويتصرّف وفقاً لما يراه مناسباً".

وحتى هذه اللحظة يمضي العسكريون أيامًا طويلة في الساحات والشوارع منفّذين المهمة الدقيقة بصبر وطول أناة وانضباط، ليفوّتوا أي فرصة من شأنها أن تدخل البلاد في مغامرة دموية تدخل الجميع في فوضى مدمرة، ونجح الجيش في أن يكون الجامع بين اللبنانيين والفاصيل بين خلافاتهم السياسية.

حماية الجيش من السياسة

ووقف قائد الجيش حصناً منيعاً في وجه محاولات الأقربين قبل الأبعدين لضرب هذه المؤسسة وتكبيلها مالياً ومعنوياً. وخاض الجيش مواجهة قوية مع السلطة للحفاظ على حقوق عسكرييه في ظل إجراءات التقشف في موازنة 2019. وتفهّمت القيادة العسكرية الأوضاع الصعبة فالتزمت سياسة تقشف أدت إلى إعادة أموال إلى الخزينة، لكنها لم تسكت عن استهداف الجيش. وفي هذا الإطار أطلق العماد عون مواقف حازمة من رأس بعلبك ومن متحف الرئيس اللواء فؤاد شهاب، أبرز ما جاء فيها: "لن نُحبَطَ ممن أطلق المواقف المساندة لنا خلال المعارك، ليعود وينسحب عند المساس بحقوق العسكريين"، "يؤسفنا أن نشهد اليوم ما يتعرض له جيشنا من حملات تستهدف بنيته ومعنويات عسكرييه"، "ثمة ما يؤسس لسلوك متعمّد لتطويق المؤسسة العسكرية بهدف إضعافها وضرب معنويات ضباطها وجنودها، عهد ووعد منّا: لن نستكين".

ورش عمل

في بداية العام شهدت الطبابة العسكرية ورشة لتوسيع المباني والعيادات وتحديثها، وتعزيز الخدمات عبر استحداث أكثر من جهاز وفرع، وتزويد عدة أقسام بمزيد من المعدات الحديثة، وتدريب العاملين على مهارات جديدة، وتفعيل مراقبة الخدمات الطبية في المستشفيات المدنية.

وفي المناطق، نظم الجيش ورش عمـل لتطويـر المهارات المتصلة بالصناعات الغذائيـة والحـرف اليدويـة، التدريـب على تربيـة النحـل والدواجـن، تأهيـل طرقـات وإنـارة شـوارع وتجهيـز مدارس ومستوصفـات، وسوى ذلك من مشاريـع خدماتيـة نفّذتهـا المديرية بالتعـاون مع جهـات أجنبيـة ومحليـة، وعملـت في موازاتهـا على تأميـن حاجات أساسيـة في عشرات البلدات والقرى.

إلى ذلك، افتتح قائد الجيش ساحة الشرف في الكلية الحربية مدشنًا النصب التذكاري لشهدائها، ومكتبًا للضباط المتقاعدين في الطبابة العسكرية، والمبنى الجديد لمستوصف شكري غانم في الفياضية.

تدريبات ومناورات

على صعيد التدريبات، جرت في مجمّع العاقورة العسكري مناورة هي الأكبر في تاريخ الجيش نظرًا إلى حجم القوى المشاركة فيها. وكانت تمرينًا مشتركًا تشبه وقائعه إلى حد كبير وقائع معركة "فجر الجرود"، وقد حضرته إلى جانب قائد الجيش سفيرة الولايات المتحدة الأميركية في لبنان وقائد الحرس الوطني القبرصي. أداء الوحدات المشاركة حدا بالسفيرة الأميركية إلى القول: "نحن فخورون جدًا لرؤية ما يحدث هنا، نحن نؤمن بحزم بهذا الجيش، وأتمنى أن يؤمن كل لبناني بجيشه".

إضافة إلى ذلك، قام الجيش بتمرين "الأسد المتأهب" بنسخته الـ29 حيث ظهرت فيها الكفاءة العالية لجيشنا، فالمشاركون عادوا مزوَّدين بتهنئات وإشادات كبيرة من المدربين الأردنيين والأجانب. الكفاءة العالية نفسها تجلّت في تمرين تكتي بالذخيرة الحية نفّذه فوج الحدود البرية الثالث، كما في تمارين ومناورات أخرى.

عام المرأة

ويمكن القول إن هذا العام كان عام تفعيل دور المرأة في الجيش، فهي ارتفعت إلى مستوى ضابط طيار، واضطلعت بمهمات تقنية حساسة في مجال الطيران، كما تولّت مهمات حدودية وغيرها.

مئات الإناث أثبتن جدارة عالية في قطعات متنوعة، وتسلّمن لأول مرة مهمات حساسة في الجيش بعد أن خضعن لتدريب نوعي.

نهاية العام

وفي ختام الـ2019، وزّعت وحدات من اللواء 12 في الجيش 1000 حصّة غذائية لمصلحة عدد من العائلات في طرابلس، وتأتي هذه المبادرة في إطار برنامج التعاون العسكري - المدني (CIMIC).

وخلال العاصفة الثلجية التي تعرض لها لبنان، قامت وحدات من الجيش، بإنقاذ عدد من المواطنين في منطقتي اللقلوق وجرود بعلبك كانوا محتجزين داخل سياراتهم بسبب تراكم الثلوج، بحيث تم إجلاؤهم وتقديم الإسعافات الأولية لهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم