2019 سنة التظاهرات حول العالم... هل تتواصل في 2020؟

من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، عبّرت شعوب كثيرة عن استيائها من فساد السلطات أو استبدادها، فاشتعلت الشوارع بالاحتجاجات طوال اثني عشر شهراً. وفيما خمدت تظاهرات وتزخّمت أخرى، بدأت محاولات لاستشراف حركات الاحتجاج في السنة المقبلة بناء على مشاهدات 2019.في كاتالونيا، تسبّبت مجموعة أحكام بسجن تسعة سياسيّين من دعاة الانفصال بتحريك الشارع سريعاً. أمّا في هونغ كونغ فكان مشروع قانون يقضي بتسليم مطلوبين للعدالة إلى الصين كافياً لإطلاق موجة احتجاجات توسّعت في حزيران ولم تشهد انكفاء.وفي شباط، نزل الجزائريّون إلى الشوارع للاعتراض على ترشّح الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وقد دُفع الأخير إلى الاستقالة في نيسان، وفي 12 كانون الأوّل انتخب عبد المجيد تبون خلفاً له. وفي روسيا، تظاهرت المعارضة الصيف الماضي ضدّ منع المستقلّين من الترشّح للانتخابات المحلّيّة. وخسر حزب بوتين نحو 20 مقعداً في برلمان موسكو.في بورتوريكو، تفجرت التظاهرات في تمّوز بعد تسريب دردشة إلكترونيّة للحاكم ريكاردو روسيلو شملت نكاتاً سوقيّة مع المقرّبين منه عن شرائح اجتماعيّة مختلفة، في ظلّ انتشار الفقر في البلاد. واستقال روسيلو تحت ضغط الشارع.أسباب اجتماعيّة واقتصاديّةالبروفسور في الشؤون الاجتماعيّة والديموغرافيّة في جامعة "كورنيل" (نيويورك) توماس هيرشل أضاء لـ"النهار" على تحوّلات أخرى: "كانت التظاهرات الواسعة الانتشار سنة 2019 ناتجة جوهريّاً من الأجور المنخفضة عالمياً، ولا سيّما منها تلك المدفوعة للعمّال غير الماهرين، مضافة إلى فائض عالميّ في العمّال غير الماهرين". وأضاف أنّه حتى في الولايات المتّحدة، يواجه العمّال غير الماهرين "منافسة دوليّة بسبب الطابع العالميّ للإنتاج الاجتماعيّ". في بعض الدول، كان للتفاوت الطبقيّ دور أبرز في تفجير الاضطرابات. شكّلت 2019 استمراراً لحراكات اجتماعيّة عدّة: "السترات الصفر" في فرنسا (17 تشرين الثاني 2018)، والتظاهرات في السودان (19 كانون الأوّل 2018). انطلقت الأولى...