الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

المطر لن يسقط من تجاويف القمر...

المصدر: "النهار"
جورج شكرالله
المطر لن يسقط من تجاويف القمر...
المطر لن يسقط من تجاويف القمر...
A+ A-

الغيمُ،

والأرضُ تحته نائحة، والإنسانُ أنين ولعنة.

الغيمُ لا ماء فيه، ويهادنُ الريحَ، بالهرولة أمام الريح.

الغيمُ،

وقطيعٌ تحته، يشتري الليل، ليتاجر به، ومِن ربحه الأسود، يساوم على راعٍ من فراغ الرأس والفوضى.

الغيمُ،

والنافذة التي تطلّ على البحر، تحارب الموج بدرفيتها المترجرجتين، ولا فرصة لها، لانتظار المراكب القادمة من جهة صور البحرية، وطرابلس الميناء.

تسقط من جانبيها، صرخاتُ جوع، وأملٌ محروق.

الغيمُ،

وشوارع تتباهى على شوارع،

أنها ليست في قلب الجَلَبَة والرعب والهول.

ليست في انتظار ما يؤول إليه، خبطُ الأقدام والكرّ والفرّ، والقنابل المسيّلة للدموع والاختناق.

الغيمُ،

وذئاب الوجوه، في غابات خضراء، أنيقو الحلل، بين أسمال بالية.

كتابات مبهمة على جدران مهترئة لإهمال مقصود.

أغنياء متخمون، يقفون بين الفقير ولقمته، بين الفقير وتعبه، بين الفقير وسمائه.

الغيم،

وسياسيون لا يزالون يلعبون لعبة الأحمق المستبدّ، يعاينون الوجع الذي أوصلوا الناس إليه، ومن عمق هذا الوجع يحاولون الارتداد اليهم، واستمالتهم بالمكر والدهاء.

الغيمُ،

وسياسة الفراشة أن تحوّم حول القنديل، لكنّها في الزجاجة تسقط وتحترق.

هي ترّمدت والقنديل يقهقه.

هي احترقت، والقنديل معلّق فوق بحر الليل.

هي احترقت، والقنديل كأنه سفينة الصمت والرماد.

الغيمُ،

والنشيد الوطنيّ، من فوق سطح الوطن، يرمي بحنق خانق، كلماته يميناً وشمالاً، شرقاً وغرباً.

يرميها عنه رمي اليأس في النفس، أو رمي العظام.

المدينة العظيمة بيروت، تستحقّ أن تكون لؤلؤة الشرق، لولا هؤلاء الذين يتعاملون معها بأخلاقية الحديد والنار.

لولا هؤلاء الذين يكدّسون الفساد أمام بابها، ويحكمونها بخفة الورق اليابس في الريح.

الغيمُ،

شرودٌ في الفضاء...

صراع مع الفراغ الهائل...

دورة فاشلة فوق وطن يتلاشى...

الغيمُ،

والمطر لن يسقط من تجاويف القمر.

اقرأ للشاعر أيضاً: العتاب لومٌ ناعم بحلّة من ضباب

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم