الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

ألبرت سيرا: خيالنا يتعرّض للتهديد

المصدر: "النهار"
Bookmark
ألبرت سيرا: خيالنا يتعرّض للتهديد
ألبرت سيرا: خيالنا يتعرّض للتهديد
A+ A-
مع ألبرت سيرا، كلّ شيء يأخد مساراً مغايراً. المخرج الكاتالاني الأنيق (١٩٧٥) الذي فرض نفسه على المشهد السينمائي الدولي بسبعة أفلام، يقدّم قراءات تحريفية ورؤية انقلابية للقرون الماضية انطلاقاً من صداها في الحاضر. جديده، "حريّة"، الذي نال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مهرجان كانّ الأخير (قسم "نظرة ما")، يمتلك كلّ مقوّمات صناعة الدهشة عند مَن يعرف تذوّق سينما تخرج عن الدروب المطروقة. مرةً أخرى، نتّجه زمنياً مع سيرا إلى القرن الثامن عشر الأحب إلى قلبه. حفنة من الأريستوقراطيين المطرودين من جنّة الملك لويس السادس عشر حيث تسود الفضيلة، يسلّمون ذواتهم إلى الملذّات الجنسية والاشباع الجسدي. بدعم دوك ألماني متحرر، يحاول هؤلاء نقل تجربة الـ"ليبرتيناج" إلى ألمانيا، الفلسفة الفرنسية القائمة على تحدي السلطة والأخلاقيات المتعارف عليها. بمشهديته العريضة وحسّيته المفرطة، فإن "حريّة" من أروع أفلام ٢٠١٩، وقد التقت "النهار" سيرا خلال انعقاد مهرجان تسالونيك الأخير (الذي استعاد أفلامه) في حديث حرّ ومتشعّب عن سينماه التي تسمو على كلّ تصنيف.■ "حريّة" فيلم مستفز! - لا أدّعي الاستفزاز. في فيلم عن الفجور يجب ان نرى الفجور. ويجب ان نرى مَشاهد جريئة ومفاجئة. أعتقد ان الفيلم في ذاته لا يطمح إلى الاستفزاز. أما العنوان، "حريّة"، فبلى. هذا مقصود. ربط الحريّة بمسألتي الفجور والجنس يصدم البورجوازية الصغيرة. السيدة التي طرحت السؤال عن العنوان أمس بعد العرض، طرحته بهذا المعنى تحديداً، مستنكرةً. بالنسبة إليها، مضمون الفيلم لا يتماشى مع مفهومها للحرية. عدا هذا، لا أراه فيلماً صادماً. اذا اطلعتَ على روايات الجنس والفجور التي نُشِرت في القرن الثامن عشر، فستجد ما هو "أخطر" وأكثر جرأةً. في الواقع، الحكايات التي تُروى مربكة أكثر من تلك التي تُشاهَد.■ بما أننا نتحدّث عن الاستفزاز، دعني أستفزّك بسؤال… (ضحك). - عليك بمحاولة، سيكون صعباً.■ أنتَ تأتي من بيئة متواضعة…- (مقاطعاً) صحيح. أجدادي جميعهم كانوا أميين. يعملون في الفلاحة. جدّي كان آخر شخص في منطقتنا يفلح الأرض مستخدماً حماره. على مدى أجيال، لم يقرأ أحد من عائلتي كتاباً واحداً في حياته. تربيتُ في هذا المكان (بانيولاس)، قبل ان ينتقل أبي إلى منطقة أخرى كان عدد سكّانها آنذاك عشرة آلاف شخص. أسس فيها شركة ووظّف عاملين أو ثلاثة، لكنه لم يجمع ثروة في حياته… ■ … اذاً، أنتَ التي لم تنشأ في بيئة بورجوازية، ما الذي حملك إلى البورجوازية الفرنسية لثالث فيلم على التوالي؟ - الأدب هو الذي حملني إلى فرنسا القرن الثامن عشر. في بيئتي، لا يمكن التعرف على فاجرين وفاسقين كهؤلاء. لا يمكن الالتقاء بأناس يثيرون اهتمامي. لم أتعرّف يوماً على فنّان كبير. ما حدث لي حدث خطوة خطوة: درستُ الأدب، انكببتُ على تاريخ الفن، القرن الثامن عشر، الطليعيين، الخ. ثم،...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم