الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

رياض السنباطي نقّاش الموسيقى العربية الفريد المتفرّد الذي لا شبيه له

سليمان بختي
Bookmark
رياض السنباطي نقّاش الموسيقى العربية الفريد المتفرّد الذي لا شبيه له
رياض السنباطي نقّاش الموسيقى العربية الفريد المتفرّد الذي لا شبيه له
A+ A-
كان رياض (1906-1981) في العاشرة عندما سمعه والده يغنّي قصيدة صعبة وانتظره حتى أكملها. والده كان يغني في الحفلات والموالد فقرر اصطحابه معه في كل العروض. ذاع صيت رياض السنباطي الصغير ولقّب بـ"بلبل المنصورة". دون الثامنة عشرة ارتحل السنباطي عن المنصورة إلى القاهرة ملتحقاً بمعهد الموسيقى العربية دارساً الموشحات. وهناك اكتشف أساتذته أن ما يعرفه هذا التلميذ النحيل الجسم يكاد يفوق معرفتهم. ولما سمعوه يعزف على العود، طلبوا منه تدريس هذه المادة ولم تكن قد مضت على التحاقه بالمعهد أشهر قليلة.أولى تجاربه في التلحين كانت قصيدة "يا مشرق البسمات" لمحمود علي طه. يروي رياض السنباطي انه التقى الشاعر احمد شوقي الذي سأله عن معنى كلمة في قصيدة طه فأعجزه الرد، فنصحه أمير الشعراء ألّا يلحن يوماً كلمة لا يعرف معناها. شقّ طريقه المهنية بتعاونه مع شركة "أوديون" للاسطوانات وراح يلحّن المدائح النبوية وقصائد الإنشاد الديني وعرف نجاحاً. يقول: "التلحين أنساني الغناء، ورأيت أنني كملحن أفضل مني بكثير مغنياً". عام 1934 غنت له منيرة المهدية "أوبريت عروس الشرق" وغنى له عبد الغني السيد "يا ناري من جفاك"، لكن غناءه وألحانه وجهوده في تلك المرحلة لم تدفع به إلى صفوف الكبار التي كان يتصدّرها محمد القصبجي وعبد الوهاب وزكريا أحمد وداود حسني.نقلته الثانية كانت إلى الإذاعة الرسمية من خلال برنامجه الاسبوعي "الموسيقى" ومدته ربع ساعة. دعته ام كلثوم لزيارتها في العام 1935 وطلبت منه تلحين قصيدتين لأحمد رامي، "يا طول عذابي واشتياقي" و"لما كنت ناوية تهجريني آمال دموعك كانت ليه". هل كان اللقاء هو الأول مع أم كلثوم؟يذكر فكتور سحاب في كتابه "السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة": اللقاء الأول كان لدى عودة السنباطي مع والده في إحدى ليالي الافراح. التقيا شيخاً آخر ومعه ابنته الصبية السمراء في محطة القطار. تعانق الشيخان. وتعارف الفتى بالفتاة التي كانت عائدة بدورها من فرح أحيته مع والدها في إحدى القرى. ولم يخطر ببال أيٍّ من الأربعة أن اللقاء الثاني بعد عقد في القاهرة سيعقد شراكة دائمة ويشيدان معاً صرحاً من صروح الموسيقى العربية في هذا العصر.عرفت الاغنيتان اللتان لحنهما لأم كلثوم نجاحاً وطلبت إليه تلحين قصيدتين: "سلوا كؤوس الطلا" و"سلوا قلبي" لأحمد شوقي. وهناك قصة لبيت ورد في القصيدة وهو "ما نيل المطالب بالتمني/ ولكن تؤخذ الدنيا غلاباً". فقد أنذرته السلطات البريطانية، وقررت منع الأغنية من الإذاعة باعتبارها تحريضاً على الثورة. علمت أم كلثوم ودخلت غاضبة على رئيس الإذاعة وطالبت برفع المنع ولم تخرج من الإذاعة قبل تحقيق ذلك. قالت وهي تخرج من باب الإذاعة: "تؤخذ الدنيا غلابا يا رياض".في العام 1936 لحّن لأم كلثوم من كلمات أحمد رامي "النوم يداعب جفوني" ومن فيلم "نشيد الأمل" (1936) لحن "افرح يا قلبي" و"شباب النيل" و"قضيت حياتي". ولحن لها "بغداد" 1939. 1946 كان خصبا مع أم كلثوم التي استمرت الشراكة معها 40 سنة ولحن لها...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم